نشرت مواقع أمريكية هذا الأسبوع دراسة تزعم قدرة القنب أو مخدر الحشيش على الوقاية من فيروس كورونا، إلا أن هناك آراء أخرى ترى أن هذا يحدث بشكل استثنائي.

ذهب باحثون في ولاية أوريجون الأمريكية إلى القول إن المواد المخدرة مثل القنب أو الحشيش تساعد الجسم في الوقاية من فيروس كورونا، الأمر الذي فرض كثيرا من التساؤلات حول صحة تلك الفرضية وما إذا كانت دراسة مثل هذه تعد مبررا لدى البعض لتعاطي المواد المخدرة بحجة الوقاية من كورونا.

في هذا السياق، حاورت «الوطن» الدكتور محمود الأفندي أستاذ علم الأحياء الدقيقة بالأكاديمية الروسية للعلوم الذي أكد بشكل قاطع أن مساعدة المواد المخدرة في الوقاية من فيروس كورونا أمر استثنائي وليس القاعدة، مشددا على أنه لو كانت هناك حالات ساعدها الحشيش أو التدخين في الوقاية من الفيروس إلا أنها تعرض نفسها لخطر مستقبل هو خطر فقدان الإنزيمات المغذية لخلايا الجسد... وإلى نص الحوار:

*ما رأيك فيما جاء في هذه الدراسة؟

- كل ما جاء بالدراسة المذكورة به قدر من الصحة، ولكنه استثناء وليس القاعدة، إذ أن المواد الموجودة في المواد المخدرة مثل الأحماض ونفس الأمر النيكوتين في الدخان تؤثر على قتل مراسلات الخلايا وهي مهمة جدا أو الإنزيمات، فتقتلها في بعض الحالات وليس كل الحالات، وبالتالي فإن البت في هذه المسألة يحتاج إلى مزيد من الدراسات.

*وماذا يعني قتل هذه المراسلات أو الإنزيمات في رحلة فيروس كورونا لاخترق الجسم؟

- الحقيقة أن المواد الموجودة في المواد المخدرة تقتل الإنزيمات التي من خلالها يدخل فيروس كورونا عبرها لاقتحام خلية الإنسان، إذ أن الفيروس بحاجة إلى مراسل عن طريقه يضع نتوءاته التي تشبه المسامير ومنها يدخل الخلية ويتكاثر فيها ثم يقتل الخلية وينتقل لخلية أخرى، وبالتالي يتكاثر الفيروس في خلايا الإنسان فتحدث الالتهابات الرئوية ونقص الأكسجين وغيرها من الأعراض التي يحدثها الفيروس.

بعض متعاطي المخدرات والمدخنين ربما ينجون من كورونا لكنهم يعرضون حياتهم للخطر مستقبلا

*بالتالي ما الذي يحدث للفيروس عندما لا يجد الإنزيمات؟

- عندما لا يجد هذه المرسلات أو الإنزيمات، لا يستطيع اختراق الخلايا ولا يجد ما يستطيع التثبت فيه، لأنها تكون قتلت عبر النيكوتين أو المخدرات، وبالتالي يخرج مع الدم والدورة الدموية. وللتوضيح أكثر، فإن الخلايا المراسلة عن طريق المواد الحمضية الموجودة في الحشيش ودخان النيكوتين تحرق، فما يحدث أنه ببساطة وكما نقول تحدث «زحلقة» للفيروس ولا يقتحم الخلية فتكون الإصابة بفيروس كورونا خفيفة.

*قلت إن هذا الأمر استثناء، كيف ذلك؟

- بالفعل، هذا الأمر يحدث بشكل استثنائي وليس في كل الحالات وليست قاعدة، والأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسة حتى لو كانت هناك حالات انطبق عليها هذا التصور.

البت في تأثير المواد المخدرة على الوقاية من كورونا يحتاج إلى مزيد من الدراسات

*أعتقد أنه يتوجب علينا هنا أن نوضح خطورة فقدان هذه الإنزيمات على الجسم حتى لا يخدع البعض، أليس كذلك؟

- نعم، هذا ما كنت سأقوله، حتى لا يقع البعض في الخطأ ويذهب لتعاطي المواد المخدرة بداعي قدرتها على مواجهة كورونا، الحقيقة أن هذا يمكن وصفه بأنه هروب من الأسوأ إلى الأسوأ، لأن الإنزيمات التي تقتلها المواد المخدرة والنيكوتين أي الإنزيمات مهمة جدا، لأنها تغذي خلايا الإنسان والجسم وترمم خلاياه، وعدم وجودها خطر على جسم الإنسان مستقبلا.

*وبالتالي حتى لو نجى من فيروس كورونا بسبب المخدرات أو الدخان فإنه يعرض حياته للخطر؟

- بعض الحالات التي تتدخن أو تتعاطى المخدرات كانت محظوظة لأن الفيروس لم يجد لديها ما يستطيع التثبت به كما أوضحنا، وبالتالي لم يستطع الفيروس اقتحام خلاياها، وبالتالي نجت من الفيروس لكنها في نفس الوقت تعاني من خطر آخر أشد في المستقبل هو فقدان تلك الإنزيمات التي تغذي الجسم والخلايا.