اهتدى أمس، فريق مولودية قسنطينة مجددا إلى سكة الانتصارات بعد تجاوزه عقبة شبيبة سكيكدة، في قمة كلاسيكية وفت بكامل وعودها من حيث الإثارة والتنافس، وحسمها أصحاب الأرض بفضل الهدف الوحيد الذي وقعه المدافع لمايسي، الأمر الذي أعطى الموك جرعة أوكسجين، بينما رهن «السكيكدية» نسبة كبيرة من حظوظهم في الصعود، بتوقف انتفاضتهم عند هذه المحطة.
المقابلة سارت منذ بدايتها على وقع صراع كبير في منطقة الوسط، وقد كاد القائد كركود أن يعطي الأفضلية لأهل الدار عند الدقيقة الثانية برأسية جانبت إطار مرمى نايلي بقليل، وهي اللقطة التي كانت بمثابة أول إنذار للضيوف، على اعتبار أن بن مسعود كان مصدر الخطر على الجهة اليمنى، وكاد أن يصل إلى المبتغى في الدقيقة 21 لولا التموقع الممتاز نايلي.
أول رد فعل للشبيبة كان في الدقيقة 25، لما أهدر العمري فرصة ثمينة لافتتاح باب التسجيل، لأنه وجد نفسه وحيدا داخل منطقة العمليات، غير أن تسديدته حادت عن المرمى، قبل أن يتحصل المحليون على مخالفة مباشرة من على مشارف منطقة الجزاء، نفذها هادف بامتياز، فاصطدمت تسديدته بالعارضة الأفقية، فاستغل المدافع لمايسي الكرة المرتدة، ليسكنها في عمق شباك نايلي برأسية محكمة، وكان ذلك في الدقيقة 28.
هذا الهدف دفع بعناصر الشبيبة إلى التوجه صوب الهجوم في محاولة لتدارك الأمور، وهو الخيار الذي فسح المجال للمحليين باستغلال الرواقين، لبناء مرتدات هجومية سريعة، كاد على إثر إحداها بن مسعود أن يضاعف النتيجة، في حين لم تشكل محاولات الضيوف خطورة كبيرة على مرمى نجاعي، الذي قضى شوطا أولا في راحة.
بداية المرحلة الثانية كانت قوية من جانب الضيوف، الذين كادوا أن يعدلوا النتيجة في الدقيقة 49، بعد محاولة خياط والتي تألق الحارس نجاعي في التصدي لها، وذلك بإخراجه الكرة من على خط المرمى، ليأتي الرد سريعا من الموك، عن طريق هادف، الذي انفرد بالحارس نايلي، غير أن تسديدته انتهت بين أحضان حارس الشبيبة.
مع مرور الدقائق، تحكم الضيوف في منطقة وسط الميدان، مما أرغم مدرب المولودية بوجعران على تحصين الخط الدفاعي بإقحام عبروق سعيا لتغطية الضعف الذي وقف عليه في الجهة اليمنى من الدفاع، خاصة وأن كل محاولات الزوار كانت بالاعتماد على نوبلي.
أخطر الفرص كانت قد أتيحت للبديل سلطان، والذي كان قريبا من تعديل النتيجة في الدقيقة 78 إلا أن تدخل عبروق في آخر لحظة مكنه من إبعاد الكرة من منطقة الخطر، حارما الشبيبة من هدف التعادل.
الدقائق الأخيرة من عمر المقابلة، كانت عبارة عن صراع بين هجوم الشبيبة ودفاع المولودية، ولو أن بوجعران أقحم المخضرم فاهم بوعزة بحثا عن توازن في وسط الميدان، بعد تكليفه بمهام هجومية، في حين رمى الزوار بكامل ثقلهم في الهجوم، وسط مخاوف كبيرة لعناصر المولودية من تكرر سيناريو الخرجة الفارطة أمام شبيبة بجاية، غير أن صافرة الحكم دعاس بددت هذه التخوفات، فكان الفوز حليف أهل الدار بعد مخاض عسير.
ص / فرطاس
