توقعات صعودية لأسعار النفط بفضل قيود العرض وقوة الطلب .. صناديق التحوط أكثر تفاؤلا


سجلت أسعار النفط الخام رابع مكسب أسبوعي على التوالي بفعل المخاطر الجيوسياسية نتيجة مخاوف من احتمالات حدوث هجوم روسي على أوكرانيا، وقد ربحت عقود خام برنت 5.4 في المائة والخام الأمريكي 6.3 في المائة على أساس أسبوعي.
وذكر تقرير "أويل برايس" الدولي، أن النفط سجل أسبوعه الرابع من المكاسب على التوالي، ولا تزال التوقعات صعودية بفضل قيود العرض وقوة الطلب لكن مديري صناديق التحوط أكثر تفاؤلا من ذلك.
وأوضح التقرير أن صندوق "ميرشانت كوميدتي" أشار إلى أن النفط الخام كسب 74 في المائة في 2021 ومن المتوقع تسجيل مزيد من المكاسب في سعر النفط الخام قائلا: إنه قد يصل حتى إلى 200 دولار للبرميل خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وذكر التقرير أن تحالف "أوبك+" هو وحده فقط القادر على التفاعل مع تطورات الأسعار خلال المراجعات والتقييمات، التي يجريها المنتجون في اجتماعهم كل شهر.
ولفت التقرير إلى أن تحالف "أوبك+" يكافح من أجل زيادة الإنتاج بالقدر الذي وافقت عليه المجموعة بموجب اتفاقية مراقبة الإنتاج والذي جاء ردا على الدمار، الذي أحدثه الوباء في سوق النفط في 2020.
وأشار التقرير إلى قدرة بعض منتجي "أوبك+" على زيادة الإنتاج بما يتماشى مع الحصص، بينما يجد الباقون صعوبة في ذلك، ما أثار القلق بشأن إمدادات النفط المستقبلية في حالة عودة الطلب القوي.
وعد التقرير أن هناك كميات أقل من النفط تشق طريقها إلى السوق، وذلك بحسب ما رصده التجار وصناديق الاستثمار، لافتا إلى أن بعض أعضاء "أوبك+" ببساطة غير قادرين على العودة إلى مستويات الإنتاج المسبق نتيجة تداعيات نقص الاستثمار.
ونوه التقرير إلى أن روسيا تعد مثالا بارزا لمنتج يقترب من الحد الأقصى لقدرته الإنتاجية المتاحة، موضحا أن ما يعنيه هذا بالنسبة للأسعار هو إمكانية استمرار الموجة التصاعدية بوتيرة أسرع، خاصة إذا استمر الطلب بقوة كما هو حاليا.
من جانب آخر، ذكر تقرير "ريج زون" النفطي الدولي أن النفط الخام سجل مكاسب أسبوعية رابعة على التوالي وهي أطول سلسلة مكاسب سعرية للنفط منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مشيرا إلى أن السوق تضيق، حيث يقاوم الاستهلاك العالمي تأثير متغير فيروس أوميكرون من فيروس كورونا.
وأشار إلى أن العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط سجلت زيادة أسبوعية 6.2 في المائة، حيث حقق النفط الخام بداية قوية لهذا العام مدعوما باستنفاد المخزونات الأمريكية، كما أن الطلب على المنتجات النفطية حقق بالفعل أعلى مستوياته في عدة أعوام.
ونقل التقرير عن بنك "يو إس" تأكيده أن صورة سوق النفط الخام تتحسن لأن جميع سكان العالم يتطلعون إلى مرحلة ما بعد متغير أوميكرون، ويأملون في التعافي الكامل لكل الأنشطة الاقتصادية وإعادة الافتتاح مثلما حدث في آب (أغسطس) الماضي.
وأشار إلى استعادة النفط الخام معظم خسائره في أواخر العام الماضي، التي كانت مدفوعة باكتشاف متغير أوميكرون والإطلاقات التي يقودها البيت الأبيض من احتياطيات النفط الوطنية الاستراتيجية، موضحا أنه على الرغم من أن المتحور الجديد من الفيروس ثبت أنه سريع الانتشار إلا أنه يبدو أيضا أكثر اعتدالا، ولا سيما في الأشخاص الذين تم تلقيحهم، ما يقلل من التأثير في استهلاك الطاقة.
ولفت التقرير إلى أن الطلب في الهند مهيأ للتعافي السريع والكامل والتغلب على المخاوف الأخيرة في السوق، مشيرا إلى قول رئيس شركة "هندوستان بتروليوم" موكيش كومار سورانا أن الوضع الاقتصادي لصناعة النفط الخام في الهند مبشر للغاية.
وسلط التقرير الضوء على بيانات وكالة الطاقة الدولية في الأسبوع الماضي، التي تؤكد أن الطلب العالمي على النفط الخام متماسك وقادر على التعافي بشكل سريع، ما يبين أنه أقوى مما كان متوقعا.
ونوه التقرير إلى أن أسعار النفط الخام تتلقى أيضا دعما من أسواق المنتجات الأخرى، منوها إلى أن هناك أيضا قوة عالمية في قطاع الديزل، مشيرا إلى أنه مع ارتفاع الأسعار يراقب التجار ما إذا كانت منظمة "أوبك" وحلفاؤها "أوبك+" سيكونون قادرين على تسليم زيادات الإنتاج الشهرية المخطط لها في الإنتاج بشكل كامل وسليم.
ويترقب السوق نتائج اجتماع وزراء الطاقة والنفط في تحالف "أوبك+" مطلع الشهر المقبل لتدارس وضع السوق وتحديد الزيادة الإنتاجية في آذار (مارس) المقبل، ويتواكب ذلك مع ضخ الولايات المتحدة والصين وعدة دول أخرى احتياطيات نفطية استراتيجية بالتزامن مع الاحتفال برأس السنة القمرية في 31 كانون الثاني (يناير) الجاري.
وأبرز التقرير حالة التفاؤل بشأن توقعات الطلب العالمي وانعكاسها على هيكل التسعير الصعودي في السوق، وعلى العقود الآجلة على المدى القريب، موضحا أنه على الرغم من الحالة المعنوية الإيجابية في سوق النفط الخام على نطاق واسع هناك تحذيرات من مستجدات جديدة قد تربك الحسابات ومنها ظهور متحورات جديدة أو تعطل بعض الإمدادات النفطية بشكل مفاجئ.
ولفت التقرير إلى محافظة الصين على نهجها الصارم تجاه الفيروس بالتوازي مع فرض الهند، وبعض الدول الآسيوية الأخرى قيودا جزئية تسببت في انخفاض حركة التنقل نسبيا مرجحا أن تسجل الصين أضعف نمو اقتصادي لها منذ أكثر من عام بعد الإبلاغ عن انخفاض في واردات الخام السنوية الجمعة الماضي.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، استقرت العقود الآجلة للنفط على ارتفاع الجمعة مدعومة بقيود العرض والمخاوف من هجوم روسي على أوكرانيا المجاورة، ما دفع الأسعار نحو مكاسب للأسبوع الرابع على الرغم من أن مصادر تقول، إن الصين تستعد للسحب من احتياطيات الخام قرب السنة القمرية الجديدة.
وأنهت العقود الآجلة لمزيج برنت جلسة التداول مرتفعة 1.59 دولار أو 1.9 في المائة لتسجل عند التسوية 86.06 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى في شهرين ونصف الشهر، مرتفعة 5.4 في المائة في الأسبوع.
وزادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.70 دولار أو 2.1 في المائة إلى 83.82 دولارا للبرميل مسجلة ارتفاعا 6.3 في المائة في الأسبوع.
وعبر مسؤولون أمريكيون عن مخاوفهم الجمعة من أن روسيا تستعد لمهاجمة أوكرانيا إذا فشلت الطرق الدبلوماسية.
ونشرت روسيا، التي حشدت 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، صورا لتحرك قواتها.
وتحولت أسعار النفط الخام للزيادة فيما اتجه الدولار نحو ما يمكن أن يكون أكبر انخفاض أسبوعي له منذ ما يربو على عام.
ويجعل ضعف الدولار السلع الأولية في متناول حائزي العملات الأخرى.
وتوقعت عدة بنوك أن تبلغ أسعار النفط 100 دولار للبرميل هذا العام، إذ من المنتظر أن يتجاوز الطلب العرض.
ومع ذلك قالت مصادر لـ"رويترز": إن الصين تعتزم السحب من احتياطيات النفط نحو عطلة رأس السنة القمرية الجديدة بين 31 كانون الثاني (يناير) والسادس من شباط (فبراير) في إطار خطة تنسقها الولايات المتحدة مع مستهلكين رئيسين آخرين لخفض الأسعار العالمية.
ومن جانب آخر، ذكر التقرير الأسبوعي لشركة "بيكر هيوز" الأمريكية عن أنشطة الحفر، أن عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة ارتفع بمقدار 13 هذا الأسبوع، ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 601، حيث تستمر أسعار النفط في الصعود حتى في الوقت الذي تهدد فيه الموجة الجديدة من حالات Covid-19 التي جلبها المتغير الجديد بتقليل الطلب.
وأشار التقرير إلى أن عدد الحفارات في الأسبوع الماضي لم يتغير وهو 588، مقارنة بالأسبوع السابق، لافتا إلى أن إجمالي عدد الحفارات النشطة كان 228 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021.
ولفت التقرير إلى ارتفاع عدد الحفارات، التي تعمل بالنفط بمقدار 11 إلى 492، بينما ارتفعت الحفارات التي تعمل بالغاز بمقدار 2 إلى 109، مشيرا إلى انخفاض إنتاج النفط في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي- الأسبوع الأخير من 2021– 100 ألف برميل يوميا إلى 11.7 مليون برميل يوميا، وفقا لإدارة معلومات الطاقة، لافتا إلى أنه ارتفع من 11 مليون برميل يوميا في بداية 2021.
وأضاف التقرير أنه على الرغم من الانتكاسة، التي حدثت الأسبوع الماضي، لا يزال الإنتاج الأمريكي في اتجاه تصاعدي، حيث زاد عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار 1 هذا الأسبوع.
ونوه التقرير إلى أن عدد الحفارات في ثاني أكثر أحواض الأمة إنتاجا، إيجل فورد، شهد مكاسب بستة حفارات، حيث يبلغ إجمالي عدد الحفارات في برميان الآن 293، مع إجمالي 50 منصة في إيجل فورد.
تاريخ الخبر: 2022-01-16 02:23:04
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 39%
الأهمية: 49%

آخر الأخبار حول العالم

وفاة مدرب الأرجنتين السابق لويس مينوتي بطل مونديال 1978

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:04
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

عملية الإخلاء من رفح تشمل نحو 100 ألف شخص وحماس تصفها بـ"تطور خطير"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:14
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

عملية الإخلاء من رفح تشمل نحو 100 ألف شخص وحماس تصفها بـ"تطور خطير"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:18
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 63%

وفاة مدرب الأرجنتين السابق لويس مينوتي بطل مونديال 1978

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:00
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية