ربما كان اسم عافية صديقي غير مألوف للكثيرين قبل يوم أمس، حين احتجز شخص رهائن في كنيس يهودي بتكساس الأميركية، قبل الإفراج عنهم جميعاً اليوم الأحد، فيما مصيره لا يزال مجهولاً.
فقد كشفت وسائل إعلام أميركية بأن محتجز الرهائن شقيق العالمة الباكستانية صديقي، والتي حكمت عليها محكمة فدرالية أميركية في نيويورك عام 2010 بالسجن 86 عاماً لمحاولتها إطلاق النار على جنود أميركيّين أثناء احتجازها في أفغانستان.
وكشف مسؤول مطّلع على الملفّ اشترط عدم كشف هويته، أنّ الرجل يطالب بالإفراج عن صديقي المحتجزة في قاعدة كارسويل العسكريّة قرب دالاس، وفق قناة "إيه بي سي نيوز".
بدوره، قال مسؤول أميركي إن محتجز الرهائن ادعى أنه شقيق صديقي، لافتاً إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان الرجل على صلة بيولوجية بها، وفق ما نقلت شبكة "ايه بي سي نيوز".
معتقلة بتهمة الإرهاب
وكانت صديقي نقلت إلى المركز الطبي الفيدرالي في سجن كارسويل في فورت وورث لأسباب طبية في عام 2008. وكارسويل هو المرفق الطبي الفيدرالي الوحيد للنساء في الولايات المتحدة، وغالبا ما يتم نقل النساء المسجونات في جميع أنحاء البلاد اللاتي لديهن احتياجات طبية إلى السجن.
يشار إلى أن مؤيدين لصديقي طالبوا بالإفراج عنها لسنوات. وفي عام 2016، تجمع المؤيدون أمام المحكمة الفيدرالية في وسط مدينة فورت وورث للمطالبة بإثبات أنها لا تزال على قيد الحياة وأنه سيتم إطلاق سراحها وإعادتها إلى باكستان.
"سيدة القاعد"
وتعتبر قضية صديقي معقدة ومليئة بالتناقضات وفق وسائل إعلام أميركية. فقد تخرجت عالمة الأعصاب الباكستانية، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وفي التسعينيات، عاشت في منطقة بوسطن، وعادت إلى باكستان في عام 2002.
وتصور في باكستان على أنها بطلة وشهيدة. وقالت عائلتها وأنصارها إنها اتُهمت زوراً واستخدمت ككبش فداء في "الحرب على الإرهاب" بعد 11 سبتمبر/أيلول.
من جانبه، أصدر مجلس الشيوخ الباكستاني بالإجماع قرارا في عام 2018، لمناقشة مسألة الإفراج عن صديقي من الولايات المتحدة.
في المقابل، أكدت السلطات الأميركية أنها إرهابية خطيرة لها صلات بزعيم القاعدة وأحداث 11 سبتمبر.
وأطلقت جماعات مكافحة الإرهاب عليها لقب "سيدة القاعدة"، ووصفها المسؤولون الأميركيون ذات مرة بأنها "أكثر النساء المطلوبات في العالم".
رفض مقايضتها
كذلك، رفضت الحكومة الأميركية مقايضتها بالرهائن الأميركيين عدة مرات، بما في ذلك الصحفي جيمس فولي قبل إعدامه من قبل داعش.
وبحسب استئناف قدمه محامي صديقي عام 2014، فقد اعتقلتها الشرطة الباكستانية عام 2003. واحتُجزت لدى قوات الأمن الباكستانية ومن ثم الأميركية لمدة خمس سنوات في معتقل باغرام.
يشار إلى أن جميع الأشخاص الذين احتجزوا رهائن أُطلق سراحهم جميعا دون أن يصاب أحدهم بأذى بعد أكثر من عشر ساعات.
