تتولد الحاجة لتحقيق صورة فنية درامية من النزعات الانسانية لخلق عالم افتراضي أو مدن فاضلة وهو ما حاولت أن تجيب عليه دراسة لنيل درجة الدكتوراة من جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا.
الخرطوم ــ عبد الله برير
نال الأستاذ بكلية الموسيقى والدراما جامعة السودان عبد الحفيظ على الله درجة الدكتوراة عن بحثه (جدلية تحليل الصورة الفنية الدرامية) تحت إشراف البروفيسر سعد يوسف عبيد الدين.
و سعى البحث لدراسة النشاط الفني الدرامي، عبر تحليل جدلي يستقرئ انعكاسات الصورة الفنية بسياق جدلي مقرون بالأبعاد المفاهيمية المعرفية المتعلقة بهما وذلك لأهداف الدراسة التي حاولت تسليط الضوء علي البعد الجدلي في بنية تكوين الصورة الفنية، و المساهمة في توضيح العلاقات الضرورية والحتمية بين التحليل الجدلي والإبداع الدرامي، ومحاولة الارتقاء بأساليب تحليل الصورة الفنية الدرامية، وفقاً لمنهجية جدلية تدفع بعناصر الخطاب النقدي التحليلي نحو التعالى على الخلافات الناتجة من تباين وجهات النظر و النظريات ذات الطابع الأحادي.
مشكلة البحث
تتناول الدراسة المشكلات المترتبة – ضمناً -عن عدم الاستفادة القصوى من التفكير الجدلي في تحليل الصورة الفنية، حيث طبيعة مكونات الصورة الفنية (التي تمزج بين الخاص والعام، والذاتي والموضوعي و…) ما يتطلب وجهة نظر تحليلية متوازنة توقفت عليها أسئلة البحث التي حاولت الإجابة على (جدلية تحليل الصورة الفنية الدرامية).
وكان التساؤل الذي أنطلقت منه مجريات الدراسة يتمحور في سؤال هل الصورة الفنية الدرامية تقام على تباينات جدلية في الشكل و ألمضمون؟.
و هل التحليل من منظور فكري أحادي يتوافق مع طبيعة تكوين الصورة الفنية الدرامية؟، و هل يهب التحليل الجدلي للصورة الفنية الدرامية مخرجات فكرية وجمالية اكثر صدقاً و فعالية؟.
فروض البحث
استند البحث عى العديد من الفروض أهمها الصورة الفنية الدرامية لكونها ذات طبيعة جدلية فكرية وجمالية، وتتطلب تحليلاً نقدياً جدلياً يتوافق معها، ويفضي إلى إدراك جوانبها التكوينية بأسلوب اكثر دقة وتمحيص موضوعي وجمالي .
وأشارت الدراسة إلى أنه لكل وجهة نظر تحليلية متعصبة أو أحادية. وجهة نظر مقابل لها .تري لا معقولها معقولاً وسالبها موجباً أو العكس…
ونوهت الدراسة إلى أن الخطاب التحليلي النقدي الذي يحمل نقيضه في داخله سوف يكون اكثر صدقاً في استيعاب مكامن الصورة الفنية والكشف على كافة جوانب و أبعاد الصورة الفنية الدرامية التركيبية والوظيفية.
الملاحظ أن حدود البحث تدور في الإطار الزماني والمكاني الذي تتحرك في حدوده هذه الدراسة هو حاضر التحليل الفني بكل محملاته التاريخية ومقارباته العالمية.
جدل الصورة الفنية الدرامية:
تتولد الحاجة لتحقيق صورة فنية درامية من النزعات الانسانية لخلق عالم افتراضي أو مدن فاضلة، نرى من خلال انعكاساتها سالب وموجب ما هو كائن في حياتنا المعاشة، ونفترض فيها ما ينبغي عليه أن يكون، وينجم من خلال ذلك تجسيد أوجه النظر الفكرية، التي هي نفسها تحتوي على صراعات و مسارات جدلية عدة تسير في توازن في الوقت نفسه أو تتجادل فيه وحداتها الابداعية الحديثة مع القديمة، كما تتجادل العناصر الجزئية مع بعضها البعض، ومن ثم الكل الخاص بها و الكل الواقعي المعادل.
مخرجات البحث
أوصت مخرجات البحث إلى أهمية ترسيخ المنظور الجدلي عند المتلقي والناقد المتخصص معاً،حيث ينبغي على المتلقي مشاهدة عرض مسرحي أو فلم درامي أكثر من مرة بمنظور فكري جمالي جديد وبمتعة ولذة تذوق متجددة.
وبالمقابل على الناقد المتخصص أن يدرك أن الأسلوب الجدلي اللانهائي يهب تحليل الصورة الفنية الدرامية معرفة أكثر صدقاً وعمقاً بانعكاساتها الابداعية الفكرية والجمالية.
النتائج
الفوائد المترتبة على اسلوب التحليل الجدلي للصورة الفنية الدرامية لا يمكن حصرها بشكل كلي، وأن اهم المخرجات الظاهرة تتمحور في أن الصورة الفنية الدرامية تتكون من وحدات فكرية فنية ذات طابع جدلي في تركيبها وخطابها المرسل معاً.
كما أن عدد تيارات ومدارس وأساليب التحليل الفني هو نتيجة حتمية لانعكاسات تعدد وجهات النظر التي تنطوي عليها الصورة الفنية الدرامية في الوحدات الجزئية والترابط التركيبي الكلي الوظيفي.
أخر المخرجات أفضى إلى أن تحليل الصورة الفنية الدرامية ينبغي أن يحمل نقيضه في داخله- بأسلوب صريح أو ضمنياً- وذلك من أجل أن يتوافق مع الطبيعة التركيبية والوظيفية، و يكون أكثر صدقاً في استيعاب مكمن الصراع الدرامي والكشف على كافة جوانب و أبعاد التجسيد الجمالي والفكري.
