بينما تؤدي الخلافات العميقة حول طبيعة الصراع، وحتى حقائقه، إلى تشتت العائلات والأصدقاء والمجتمعات، بدأت الحرب بين إثيوبيا وإقليم تيجراي قبل أكثر من عام، عندما اندلع نزاع سياسي بين رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، وزعماء تيجراي، بعد خلاف حول الانتخابات.

ووصف تقرير من AP أن الأمر تصاعد الآن لدرجة أن بعض التيجرايين يتضورون جوعا تحت الحصار الحكومي، وتم الإبلاغ عن الفظائع من جميع الأطراف، مع الإبلاغ عن أسوأها وأكثرها حتى الآن ضد المدنيين التيجرايين.

ويجادل بعض أنصار تيجراي أو قادتها السياسيين، الذين ينتمون إلى حزب يسمى «الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي»، أو TPLF، بأن أهالي تيجراي يتعرضون للتهديد بالإبادة الجماعية، حيث يتم تصنيفهم واضطهادهم وقتلهم بسبب انتمائهم العرقي.

وبعد مرور عام على الحرب، يؤيد البعض استقلال تيجراي، بينما لا يريد البعض الآخر رؤية إثيوبيا ممزقة.

حرب ضرورية

دخل الصراع مرحلة جديدة في أواخر ديسمبر، عندما انسحبت قوات تيجراي إلى منطقتهم، بعد اقترابها من العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا)، لكن تم صدها من خلال هجوم عسكري مدعوم بطائرات بدون طيار.

ويرى الإثيوبيون الآخرون أن هذه حرب ضرورية ضد قادة تيجراي، الذين حكموا إثيوبيا ذات مرة، واتُهموا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في أثناء نمو اقتصاد البلاد.

وعين الائتلاف الحاكم السابق، الذي يهيمن عليه زعماء تيجراي الذين يمثلون 6% من الأمة، «آبي» رئيسا للوزراء في 2018، وهو خيار احتفل به الإثيوبيون إلى حد كبير في جميع أنحاء العالم كخطوة نحو السلام والوحدة، وحوّل «آبي» التحالف الفيدرالي إلى حزب رخاء واحد، وانسحب قادة تيجراي لاحقًا.

انقسام الآراء

قال آدم كاسي أبيبي، مسؤول البرامج في المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية في هولندا، إنه بالنسبة لكل جانب، فإن الغضب والشكاوى التي طال أمدها أمر حقيقي.

ويلقي «تيرف» من جمعية أمهرة الأمريكية باللوم في الحرب على نظام حكم فيدرالي، يربط عشرات الأعراق في البلاد بالأرض والسلطة، ويضعهم في مواجهة بعضهم البعض. وقال إنه ما دامت إثيوبيا لديها هذا النظام «ستكون هناك حرب أخرى».

لكن ما لاحظه هو وآخرون هو أن المزيد من الإثيوبيين مصممون الآن على الاستماع إليهم.

وأضاف: «من الجيد أن نرى هذا العدد الكبير من الإثيوبيين يشاركون بنشاط. لن نجتمع «معًا» كواحد، ولكن نأمل يومًا ما. سنكون قوة».