الحرب مع إيران... الاحتمال الأقرب


قد يأتي يوم تقتنع فيه طهران بأن تتحول إلى دولة مسالمة، تلتفت إلى التنمية وخدمة شعبها، وتتخلى عن مشروعها العسكري وتهديد المنطقة، وتصبح بلداً صديقاً لنا.
المؤسف أن هذا الاحتمال هو الأبعد. الواقع يقول إن إيران توشك أن تصبح نووية عسكرياً، وتضخم ترسانتها الباليستية، وتتمادى في تمددها الإقليمي. هذا تفكير دولة تنوي وتخطط لخوض حروب أكثر وأخطر.
لهذا السبب، وأسباب أخرى، أرى أننا، في المنطقة، سندخل مكرهين في حرب مباشرة مع إيران، وعلينا أن نفكر دفاعياً لليوم الصعب. هذا الاستنتاج ليس عن انطباع شخصي، بقدر ما هو تلخيص لما يحدث أمام العالم. استمرار إيران في التخصيب وإصرارها على المضي في عملياتها العسكرية الخارجية متحملة العقوبات رغم أضرارها، لا يمكن إلا أن ينتهي بصدام عسكري معها. وتبنيها لسياسة العسكرة ليس عن خوف أو مواجهات مفروضة عليها بل مشروع واضح الصورة، استخدام القوة للسيطرة على دولنا ومنطقتنا، وليست لمواجهة أميركا أو إسرائيل، كما تقول، والدليل ماثلٌ للعيان حيث تدير حروباً في ثلاث دول عربية.
دائماً هناك أمل في حل سياسي مع إيران والتوصل إلى سلام شامل، بما ينهي الحروب ويعيد الأمن للمنطقة. إنما هذا التفكير الوردي لا يمكن المراهنة عليه، برنامجها العسكري وسلوكها المستمر يفرضان علينا أن نقرأ بواقعية ما يحدث.
ما هي احتمالات قيام النظام الإيراني بهجوم عسكري مباشر؟ سابقاً، كان من المستبعد حدوثه تماماً، فمعظم الذين يتناولون شؤون المنطقة على قناعة بأن طهران لن تخوض معارك مباشرة، وتفضل عليها استخدام الوكلاء، وإن هذه استراتيجيتها منذ نهاية حربها المدمرة مع العراق التي كانت درساً قاسياً عليها. ووفقاً لهذا التصور كانت سياسات دول المنطقة تكتفي بمواجهة وكلاء إيران.
امتناع إيران عن خوض الحروب بنفسها مباشرة كان لأسباب منها، وجود دولة عظمى تواجهها قادرة على تدميرها، وذلك قبل نضوج المشروع النووي، وعجزها على مواجهة دول مثل إسرائيل والخليج. في رأيي، هذا التصور أصبح قديماً، مع المتغيرات التي طرأت، فقد تضخمت طموحاتها الإقليمية الكبرى مع تضخم قوتها، ونحن نرى كيف تحاول مد نفوذها على مساحة كبرى من طرطوس، على البحر المتوسط، إلى باب المندب، جنوب البحر الأحمر، إلا أن استثمارها مواردها في مشروعها السياسي العسكري الخارجي وضع اقتصادها على حافة الانهيار، وتسبب في تزايد الانتفاضات التي لم تتوقف ضد النظام داخل البلاد، ولم تعد تقتصر على القوى الانفصالية، بل تسللت إلى عمق النظام وبين عصبته في قم وطهران. لهذا قد يعتبر النظام أن الانتصار الخارجي هو المنقذ الوحيد له في أزمته مع شعبه، والخطر الداخلي أعظم تهديد وجودي يواجهه اليوم، وتعيين إبراهيم رئيسي رئيساً يؤكد أن الإصلاح الاقتصادي ليس ضمن أولويات النظام بل الحرب فقط.
وفي الوقت الذي تتزايد النزعة العدوانية في طهران لا نرى ما يقابلها في المنطقة بتشكيل تحالف عسكري مضاد لتعويض الفراغ المقبل، ولا سياسات تردع إيران عن فكرة الحرب المقبلة. للحديث بقية.

نقلا عن الشرق الأوسط

تاريخ الخبر: 2022-01-17 06:14:50
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 81%
الأهمية: 88%

آخر الأخبار حول العالم

الصين تجري مناورات عسكرية في بحر الصين الشرقي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:34
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 93%

كوريا الشمالية تحذر الولايات المتحدة من "هزيمة استراتيجية"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:36
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 97%

فشل العقوبات على روسيا يثير غضب وسائل الإعلام الألمانية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:42
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 95%

زاخاروفا: روسيا لن تبادر إلى قطع العلاقات مع دول البلطيق

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:35
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 90%

مصرع أكثر من 55 شخصا في جنوب البرازيل بسبب الأمطار الغزيرة (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:39
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 88%

موسكو تحذر من احتمال تصعيد جديد بين إيران وإسرائيل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:41
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 86%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية