قال محمود الصالحية وهو صاحب منزل في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، تحاول قوات الاحتلال الإسرائيلي إخلاءه منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الاثنين إنه "لن يخرج من منزله ولن يخشى استدعاء السلطات الإسرائيلية لقوات الجيش والشرطة".

ومنذ صباح الاثنين، أحاطت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلي بمنزل عائلة الصالحية وحاولت إخلاء العائلة متذرعة بقرار أصدرته محكمة إسرائيلية بالقدس، لكن صاحب المنزل وأفراد عائلته وبنهم أطفال اعتصموا على سطح المنزل، وأحاطوا أنفسهم بقوارير غاز مسال وهددوا بإشعال المنزل بمن فيه حال حاولت الشرطة الإسرائيلية إخلاءه بالقوة.

ومع ساعات الغروب غادرت قوات الاحتلال المكان ولم تنجح في إخلاء البيت، لكنها جرّفت الأراضي المحيط به وهدمت مشتلاً يملكه محمود الصالحية وصادرت ممتلكاته بما في ذلك معرض للسيارات، وأحاطت المنطقة بالشباك.

وفي الوقت الذي غادرت فيه قوات الاحتلال، نزل الصالحية وحده من سطح المنزل، وقال "مستعد لحرق نفسي وأولادي على ألا أخرج من منزلي. أحرق نفسي وأموت بكرامة على أن أخرج من هنا ذليلاً".

وأضاف في تصريحات خاصة لـ TRTعربي "سوف أفضح إسرائيل التي تريد مصادرة منزلي بحجة المنفعة العامة، أتوقع أن تعود القوات فجراً للتسلل إلى المنزل، لقد هددوني بأنهم سوف يعودون إلينا، لكنني لن أنزل عن السطح وسأبقى مرابطاً فوقه، سوف أشعل البيت بمن فيه إذا حاولوا بالقوة إخراجنا منه".

وقال "إذا دخلوا منزلي في القوة سوف يأخذوننا رماداً، لن يجدوا أي شيء. إسرائيل تدعي أمام العالم بأنها دولة ديمقراطية، لكنها على الحقيقة دولة نازية، دولة احتلال عنصرية تمارس التطهير العرقي".

وأوضح الصالحية لـTRT عربي أن "إسرائيل تعاملنا على أن العربي لا يساوي أي شيء، يسعون إلى تكرار ما فعله العصابات الصهيونية عام 1948، لكننا لا نخاف الموت، إما أن نموت في أرضنا أو نعيش فيها بكرامة".

وكشف أن قوات الاحتلال حاولت اعتقاله مراراً خلال الأيام الماضية، "صباح اليوم أيضاً حاولت الشرطة الإسرائيلية اعتقالي لكنني هربت منهم واعتصمت فوق سطح منزلي".

وقال إنه "تلقى عرضاً من السلطات الإسرائيلية أن تسمح له بالإقامة في منزله، لكنهم يريدون لي أن أقيم فيه مستأجراً وليس مالكاً، حاولوا إجباري على التوقيع على عقد كراء للمنزل، يسمح لي بالعيش فيه لمدة ستة أشهر فقط، ثم يجددون لي العقد لكنني رفضت ذلك".

وبيّن: "الأرض التي يملكها هي أكبر قطعة أرض في حي الشيخ جراح يسعون للسيطرة عليها كي يسيطروا بعدها على باقي الأراضي ويطردون باقي السكان".

وأكد أنه يتملك اثباتات بشأن المنزل والأرض "لدي فواتير مياه منذ خمسينيات القرن الماضي، لقد سكنّا هنا بعدما هجرتنا العصابات الصهيونية عام 1948".

وطالب الصالحية أهالي القدس بأن لا يغادروا منازلهم المُراد إخلاؤها "لا يخرج أحد من منزله، الموت في داخله أحسن".

وكانت البلدية الإسرائيلية في القدس أعلنت قرارها إخلاء عائلة صالحية من مشتل ومنزل يعودان إليها، في حي الشيخ جرّاح، لصالح إقامة مدرسة.

وحاولت العائلة منع قرار الإخلاء، ولكن المحاكم الإسرائيلية رفضت في السنوات والأشهر الماضية، الالتماسات التي تقدّمت بها ضد طردها من المشتل والمنزل.

وإثر ذلك دفعت الشرطة الإسرائيلية بمزيد من القوات الخاصة إلى محيط المنزل، في محاولة لإخلائه بالقوة.

ويقع المنزل في موقع قريب من عشرات المنازل المهددة بالإخلاء، والتي لم تُصدِر المحكمة العليا الإسرائيلية قراراً بعد بشأن طلب المستوطنين إجلاء العائلات الفلسطينية منها.

TRT عربي