حذر مختصون ومواطنون من خطر الكلاب الضالة مع دخول موسم الشتاء، وتواجدها على شكل جماعات في وسط الأحياء السكنية، وقريبا من المنازل بحثا عن الطعام والمكان الدافئ، مطالبين الجهات ذات الاختصاص بالتدخل والعمل على إبعادها، فيما لفت مختصون في الطب البيطري إلى خطر هجوم الكلاب وإلحاقها الضرر بالآخرين، ما قد ينقل الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان، كالسعار والطفيليات الداخلية والخارجية والمالطية والكلاميديا.
وفي الدمام شدد بيئيون على أهمية التفكير في إيجاد حلول مستمرة للحد من انتشار الكلاب الضالة في الأحياء والمساكن خارج النطاق العمراني، خاصة أن تواجدها لا يزال يشكل خطورة من نواحٍ بيئية أو اجتماعية مما ينعكس سلبا على الحياة اليومية.
البحث عن الدفء بالمناطق السكنية
أشار المختص البيئي الوليد الناجم إلى قلة ظهور الكلاب الضالة، خاصة مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة؛ مما يسبب لها نوعًا من الانزواء وعدم التواجد بكثرة إلا في حالة البحث عن الطعام، مبيناً أن هناك عوامل تساعد في انتشارها مثل بقايا الطعام والذي يتركه بعض الأشخاص في الأحياء أو حتى أطراف المدن، وهذا بلا شك سبب لتواجدها، ولكن بحثها عن الدفء بالمناطق السكنية يشكل خطورة على الأهالي وساكني الأحياء؛ مما يجعلنا أمام حيرة في سبيل إيجاد طريقة للتخلص منها أو إبعادها عن هذه المناطق بجانب ما تسببه من أضرار على البيئة.
دخول المدن بنسبة أكبر ومسافات أكثر في موسم التكاثر
ذكر رئيس مجلس إدارة جمعية «رحمة» عبدالعزيز العقيل أن فصل الشتاء يعتبر موسماً لتكاثر الكثير من الحيوانات ومن ضمنها الكلاب، فتتزايد الأعداد بعد حلول منتصف الشتاء وآخره عند ولادة الأمهات للجراء، كما أن برودة الطقس تساهم في زيادة حاجة الكلاب للغذاء مما يدفعها لدخول المدن بنسبة أكبر وبمسافات أكثر للحصول على مصادر للأطعمة لتلبية احتياجها واحتياج صغارها.
وأضاف إن اعتماد الكثير منا على الهواء الطبيعي عوضاً عن التكييف داخل المنازل في فصل الشتاء يدفعنا لفتح النوافذ مما يجعلنا نعرف أكثر عن المحيط الخارجي من حولنا، وقد نستمع لأصوات الكلاب في حين لم نكن نسمعها من قبل، وقد يكون ذلك سبباً في ظننا أن الكلاب لم تكن موجودة في المنطقة، ولكن في الحقيقة لم تكن لدينا الفرصة لسماع هذه الأصوات في ظل وجود كل هذا الصخب في أماكن تواجدنا، وربما أتت أصوات الكلاب من أماكن بعيدة نوعاً ما.
وبيّن أن التعرض للكلاب الصغيرة يدفع أمهاتها لحمايتها، لذا ننصح بعدم المجازفة باللعب مع الصغار ومحاولة إيذائهم، كما أن إيذاء الكلاب بشكل عام يجعلها شرسة أو أكثر شراسة كسلوك مكتسب، ونصح بعدم رمي بقايا الأطعمة عشوائياً لما تشكله من مصدر غذاء يجذبها إلى داخل الأحياء السكنية، ويكتفى بعدم إطعامها بشكل مباشر أو غير مباشر مما يدفعها للانتقال لمناطق أخرى بحثا عن مصدر غذاء.
وقال: منذ الأزل تواجدت الكلاب بالقرب من الإنسان وسخرها الله «عز وجل» لتؤدي دورها بحماية المناطق المأهولة بالسكان من الحيوانات الدخيلة مقابل الحصول على الغذاء، ولذا تتواجد في أطراف المدن والمزارع لحمايتها لتؤدي هذا الدور وأدوارا أخرى نجهلها تتضح وتتبين عند التخلص منها، سواء عن طريق القضاء عليها أو نقلها، بينما لا نجد الكلاب أبداً في المناطق البرية النائية.
وأوصى جميع مَن يسكن في مناطق تتكاثر بها الكلاب بالانتباه لأطفالهم، ليس فقط بسبب الكلاب ولكن لأن الشارع يزيد فرص تعرض الطفل لمكروه كحوادث السيارات والسقوط في الخزانات وغير ذلك مما يدخل في نطاق الإهمال، وسأل الله -عز وجل- أن يحفظ الجميع، ودعا إلى الإحسان للحيوان والرفق به، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، و ما نُزع من شيء إلا شانه.
رقابة ومتابعة لتحركاتها وأماكن تواجدها
طالب المواطن علي العبدالله بأن تكون هناك مظلة تحمي الكلاب من أجل الاستفادة منها وأن تكون أداة نفع بيئية لا معول هدم وشراسة، الأمر الذي يجب أن تتكاتف الجهود من قبل الجهات المعنية لإيجاد أحد الحلول الناجعة، حيث إنها باتت تشكل خطرا على الأطفال خاصة، وهذا ما يدعونا إلى أن تكون هناك رقابة ومتابعة لتحركاتها وأماكن تواجدها في كافة الأوقات، وهذا ما يقلل من انتشارها داخل الأحياء ويجعلها تهجرها إلى أماكن بعيدة.
تبادل خبرات مع جهات وقطاعات علمية
بيّن المواطن نواف الطويرش أنه يجب وضع حلول أو يكون هناك تبادل للخبرات مع جهات أو قطاعات علمية تستطيع أن تجد طرقا للتخلص منها وهو ما سيحقق النتائج المرجوة «بإذن الله» ويخفف منها ويقلل خطرها على المجتمع وينهي تلك المعاناة.
