زيارة «حميدتي» إلى إثيوبيا وعلاقتها بالأجندة الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة


اختتم قائد قوات الدعم السريع  محمد حمدان دقلو الشهير بـ (حميدتي) أمس الأحد، زيارة رسمية امتدت ليومين للعاصمة الاثيوبية اديس ابابا.

التغيير: أمل محمد الحسن

تعد الزيارة هي الأولى لمسؤول سوداني رفيع بعد اشتعال الحرب الاثيوبية وانقلاب القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، على السلطة الانتقالية في الخرطوم في 25 أكتوبر الماضي.

ووصف مراقبون الخطوة بـ”الذكية” للرجل الثاني في السلطة العسكرية الحالية في البلاد، وبأنه يسعى للعب دور إقليمي بموجهات أمريكية وإسرائيلية وفق المحلل السياسي عثمان برسي.

ملفات عالقة

“أثيوبيا والسودان تتوصلان إلى تفاهم للعمل عن كثب على القضايا الثنائية”، هذا ما غردت به وكالة الأنباء الاثيوبية الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) بعد نهاية الزيارة، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

ووفق مصدر إعلامي اثيوبي تناولت المباحثات عددا من الملفات العالقة بين البلدين على رأسها أزمة الحدود وفتح المعابر وملف سد النهضة إلى جانب قضية المسجونين السودانيين في السجون الإثيوبية.

وأكد مصدر اثيوبي مطلع لـ (التغيير) أن ملف فتح المعابر من أهم الموضوعات التي تم تداولها خاصة مع فشل محاولة فتح معبر القلابات قبل أسبوعين من زيارة (حميدتي).

الخارجية السودانية: زيارة (حميدتي) ستنعكس إيجابا على العلاقات بين البلدين

وحول قضية المسجونين السودانيين، كشف مصدر استخباراتي سوداني لـ (التغيير) عن عدم استجابة إثيوبيا لاتفاقية سابقة – قبل 3 أعوام – بإطلاق سراح المسجونين السودانيين في سجونها مقابل معاملة بالمثل لمسجونيها في الخرطوم.

وأكد المصدر الاستخباراتي الذي فضل حجب اسمه عن إطلاق الخرطوم لحوالي 170 سجين اثيوبي مقابل 4 سجناء سودانيين فقط.

وأضاف: “أغلب السودانيين الموجودين في السجون الاثيوبية مظلومين”

زيارة أمنية “حميمة”

ونشرت صفحات التواصل الاجتماعي لنائب رئيس المجلس السيادي الانقلابي صورا “حميمة” مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد تظهرهما يسيران بأيدي متشابكة.

فيما نشر الأخير تغريدة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) حرص على كتابتها باللغة العربية مرحبا فيها بزيارة حميدتي لما وصفه بـ “بلده الثاني”.

وجاء فيها: “أود أن أعرب من جديد عن تقديري للأواصر التاريخية العميقة التي تربط بين شعبينا الشقيقين ولا يجوز فصلها مهما كانت الظروف”.

صحفي اثيوبي: القاهرة لا ترغب في استقرار علاقاتنا مع الخرطوم

الصورة الحميمة للزيارة لم تغطي على طابعها الأمني الذي كان واضحا في استقبال (حميدتي) من أعلى مسؤولين للأمن والدفاع لدى وصوله.

حيث استقبله في المطار وزير الدفاع ابراهام بلي، ورئيس الأمن والمخابرات تمسجن تيروني، بحسب وكالة الأنباء الاثيوبية الرسمية.

فيما جرت كافة المباحثات في مبنى وزارة الدفاع (وهو مبنى جديد يعد أحد المعالم السياحية للمدينة) وفق الصحفي الإثيوبي عبد الشكور حسن.

وقال حسن إن استقبال (حميدتي) في وزارة الدفاع يحمل رسائل تؤكد جدية البلدين في التغلب على “الأطراف” التي تسعى لتأجيج الصراعات الحدودية بينهما.

واتهم حسن القاهرة بعدم رغبتها في استقرار العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن مصلحتها تكمن في استمرار التوتر الأمني والسياسي في الخرطوم واديس ابابا.

وأعرب عن أمله في أن يخرج الحوار الوطني الذي تعد له بلاده بما يضمن استقرارها.

صحفي اثيوبي: الاثيوبيون يسعون لاستخدام ميناء بورتسودان

من ناحيته كشف الصحفي الاثيوبي لـ (التغيير)، عن زيارة قام بها والي النيل الأزرق لعاصمة إقليم بني شنقول قبل شهر بهدف تطوير التجارة الحدودية وإقامة مشروعات تنموية في الشريط الحدودي لفائدة البلدين.

وأكد “حسن” وجود رغبة جادة من الإثيوبيين خاصة في شمال وغرب بلاده لإقامة علاقات متميزة مع الخرطوم واستخدام ميناء بورتسودان كميناء رئيس لهم.

مبعوث إسرائيلي

ربما كانت الموانئ هي المفتاح لزيارة اديس ابابا؛ وتوقيتها الذي جاء فور مغادرة الوفدين الإسرائيلي والأمريكي للأراضي السودانية يشير إلى انه مبعوث الاستراتيجيات الأمريكية الإسرائيلية التي تسعى لحماية المنطقة من الانفلات الذي يمكن أن يزعزع امن البحر الأحمر، وفق المحلل السياسي والخبير في الحكومات الانتقالية عثمان برسي.

واتفق “برسي” مع الصحفي الاثيوبي في أن الزيارة طابعها أمني 75% من الزيارة ذات طابع أمني بحت.

مشيراً إلى وجود استراتيجية أمريكية جاءت كردة فعل على الاستراتيجية الصينية المسيطرة على المشاريع التنموية في أفريقيا.

وقال برسي لـ (التغيير) إن الولايات المتحدة تهتم بالاستثمار في أفريقيا لأنه يؤدي إلى نفوذ سياسي يسمح لها بالسيطرة مستقبلا على الموارد الافريقية الطبيعية الهائلة مع بروز الفجوات المائية والغذائية في العالم.

وأضاف بأن الصين أرسلت مبعوثا للتوسط في الأزمة السياسية التي خلفتها أحداث 25 أكتوبر رغم عدم اهتمامها ببرامج الحريات أو حقوق الإنسان، لكن رغبة منها في المنافسة في السيطرة على المنطقة الأكثر حيوية في الإقليم.

وأكد “برسي” وجود مخاوف أمريكية إسرائيلية عظمى من الخلايا الإرهابية الإيرانية وإمكانية سيطرتها على البحر الأحمر، مع تعاظم الصراع في الوقت نفسه بينها وروسيا.

مصادر اثيوبية لـ (التغيير): نتوقع فتح المعابر قريبا

واتهم المحلل السياسي الحكومة التنفيذية وتحالف قوى الحرية والتغيير – الحاضنة السابقة للحكومة – بعدم استعدادهم برؤية واضحة حول ملف المياه ممثلا في سد النهضة.

بجانب عدم سيطرتهم على ملف العلاقات الخارجية الذي تم تسليمه بالكامل للمكون العسكري في المجلس السيادي السابق.

واختلف مع “برسي” السفير بالإدارة الأفريقية بالخارجية السودانية خالد فرح، والذي أكد تمثيل الخارجية في وفد (حميدتي) بمسؤول رفيع هو السفير محمد غزالي مدير إدارة الاتحاد الافريقي بالخارجية السودانية.

وشددّ على أن “كل العمل الذي تم هو مجهود وزارة الخارجية”.

وأضاف: “هناك ما يعرف بدبلوماسية القمة، وهي التي تضع السياسات الخارجية للبلاد ووزارة الخارجية تقوم بتنفيذها، فيما نقوم بدورنا كمستشارين ومساعدين”.

ووصف “فرح” زيارة (حميدتي) بالخطوة في الاتجاه الصحيح نحو التهدئة مع الطرف الآخر وإزالة سوء الفهم الذي ران على العلاقات خلال الفترة الماضية.

العودة للاتحاد الافريقي

التقى (حميدتي) في اديس ابابا كل من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، ومدير ديوان رئيس المفوضية محمد الحسن ولد لبات (المبعوث الأفريقي المسهل لمفاوضات 2019 بين الحرية والتغيير والمكون العسكري) وفق بيان رسمي لمجلس السيادة الانتقالي.

وأكد فكي اهتمام الاتحاد الافريقي بالتطورات الجارية في السودان مبديا استعدادهم المساهمة لمعالجة الأزمة.

(حميدتي) وموسى فكي وولد لبات

ووفق مصدر إعلامي اثيوبي ناقش الاجتماع عودة السودان لعضوية الاتحاد الأفريقي التي كانت قد عُلقت بعد الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر.

“لا توجد معلومات حول ما دار في الاجتماع” هكذا علق السفير “فرح”، مستدركاً: من المؤكد أنه تمت مناقشة عودة الخرطوم لعضوية الاتحاد الافريقي على ضوء المعطيات الراهنة.

من جانبه قال الصحفي الاثيوبي عبد الشكور لـ (التغيير) إن بلاده تدعم أي مبادرة افريقية في القضايا الحدودية العالقة بين البلدين.

وأشار إلى وجود أطراف من بينهم التيغراويين أنفسهم لا يريدون حدوث تهدئة مع السودان.

محلل سياسي: (حميدتي) مبعوث أمريكي إسرائيلي لضمان أمن البحر الأحمر

زيارة مسؤول رفيع في الحكومة الانقلابية لدولة إثيوبيا بعد تطور الأحداث بين البلدين التي أدت مؤخرا لإغلاق المعابر الحدودية من شأنها تهدئة الأوضاع في بلدين يعانيان من انفجارات أمنية وتدهورا سياسيا يهدد السلم والأمن الإقليميين.

لكن مصادر استخباراتية نفت ما راج حول أن (حميدتي) يقوم بهذه التحركات منفردا بعيدا عن علم القائد العام للجيش.

ما يؤكد أن السياسة الخارجية السودانية تحولت مرة أخرى حول مواقفها من الميل نحو القاهرة بعيدا عن أديس أبابا، لتلمس نقطة في منتصف الطريق تخلق توازنات تخفف التوجس الأمريكي والغربي والإسرائيلي من انفجار حدودي يهدد الأمن العالمي.

ودعم القائد العام للجيش مخرجات الزيارة بقرار أصدره ليل الأحد، يوقف إطلاق النيران في كافة أنحاء البلاد، فيما أكد مصدر عسكري مطلع في الحدود السودانية الاثيوبية لـ (التغيير) هدوء الأحوال بشكل كامل هناك.

تاريخ الخبر: 2022-01-31 12:51:58
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

أخنوش..الحكومة استطاعت تنفيذ جل التزاماتها قبل منتصف الولاية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

العالم يسجل ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة خلال أبريل

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:57
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية