استضاف مقر مجلس الوزراء، اليوم، اجتماعا للمجموعة الثانية من وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الذي يزور مصر حاليا، لاطلاعهم على عناصر المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري «حياة كريمة»، حيث استعرضت المهندسة راندة المنشاوى، مساعد أول رئيس الوزراء، تفاصيل المبادرة وما تتضمنه من تدخلات تنموية، ومشروعات بنية تحتية، تستهدف تحسين مستوى وجودة الحياة لنحو 60 مليون مواطن في ريف مصر، بينما أشاد وفد مساعدي أعضاء الكونجرس، على ما تتضمنه «حياة كريمة» من منظور تنموي متعدد الأبعاد، مؤكدين أنّ تنفيذ المبادرة بهذا الشكل يسهم بشكل إيجابي في تحسين الظروف المعيشية لملايين السكان.

مبادرة سكن كريم

وأشارت المنشاوي، إلى المشروعات المتنوعة الجاري تنفيذها في مجالات إدخال خدمات الصرف الصحي للمناطق المحرومة، وتحسين حالة المساكن في إطار مبادرة «سكن كريم»، والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المقدمة لأهالي القرى، وتوفير سيارات إسعاف حديثة وعيادات متنقلة، إضافة إلى إعادة تأهيل شبكة الطرق، وتوصيل خدمات الغاز الطبيعي والألياف الضوئية.

«حياة كريمة» مشروع القرن في مصر

وأكدت مساعد أول رئيس الوزراء، أنّ المشروع الضخم الذي يعد بحق مشروع القرن في مصر، ما كان ليتحقق لولا الإرادة السياسية القوية للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يقود الجهد التنموي الضخم الذى تتجاوز تكلفته 700 مليار جنيه، لتحسين مستوى الحياة لنحو 60% من الشعب المصري، مشيرة فى هذا السياق إلى الأصداء الإيجابية الواسعة محليا ودوليا لهذا المشروع غير المسبوق.

من جانبه، أكد السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، أنّ مبادرة حياة كريمة تستقي تفردها من عدة جوانب، فهي أولا تتضمن تدخلات متنوعة تغطي كل الجوانب التنموية التي يحتاجها الريف المصري، بما فيها الاستثمار في رأس المال البشري، من خلال مشروعات التعليم والمعرفة، مع الاهتمام بالفئات الأولى بالرعاية مثل المرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة.

تدريب مهني وفتح مجالات للعمل لضمان تنمية مستدامة

وأوضح سعد، أنّ مبادرة حياة كريمة لا تقتصر فقط على تنفيذ مشروعات التنمية والبنية التحتية، بل تتضمن توفير وخلق فرص عمل داخل المجتمعات المحلية، سواء من خلال المشروعات الجاري تنفيذها والتي تستقطب الأيدي العاملة في القرى، أو من خلال مجمعات المشروعات الصغيرة والمتوسطة الجاري إنشاؤها، والتي تعمل على استغلال الميزات النسبية التي تتمتع بها كل قرية، وتوفير تدريب مهني للسكان وفتح مجالات عمل أمامهم، بما يضمن استدامة التنمية.

وأضاف المتحدث باسم مجلس الوزراء، أنّ أحد جوانب تميز المبادرة، يكمن في أنّه يتم تنفيذها بالكامل من جانب شركات القطاع الخاص، إضافة إلى المشاركات المتميزة من جانب منظمات المجتمع المدني، ومن ثم فهي مبادرة تتضافر فيها جهود الحكومة مع جهود باقي مكونات المجتمع، كما أنّ المبادرة تعد تكريسا لواقع أنّ الدولة تولي اهتماما بكل الفئات، وتنفذ مشروعات يستفيد منها كل من يعيش على أرض مصر.

وردا على استفسار بشأن معايير الاستهداف التي يتم تطبيقها في مبادرة «حياة كريمة»، أوضحت المهندسة راندة المنشاوي، أنّه جرى الاسترشاد بالإحصاءات الدقيقة التي يوفرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بشأن معدلات الفقر، وتوزيع الخدمات في المناطق الأكثر احتياجا، إضافة إلى الزيارات الاستطلاعية التي جرى تنفيذها على الأرض للتعرف على أولويات احتياجات السكان في قرى الريف المصري.

جهود القطاع الخاص في التنمية

وعرض أسامة الجوهري، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، ردا على استفسار آخر بشأن دور القطاع الخاص في الاقتصاد المصري بشكل عام، أهم الأرقام المتعلقة بمساهمة القطاع الخاص المصري في جهود التنمية، مؤكدا أنّ الدولة تدعم بشكل كبير هذا القطاع ليتولى زمام الريادة والمبادرة في مختلف المشروعات، كما سيكون لهذا القطاع إسهامات أكبر وأكثر قوة في الفترة المقبلة.

يذكر أنّ هذه الزيارة هي الثانية لوفد من مساعدي أعضاء الكونجرس إلى مصر خلال الفترة القصيرة الماضية، سبقها في ديسمبر 2021، زيارة لوفد آخر من مساعدي الأعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، المنتمين لأهم لجان الكونجرس ذات الصلة بملفات التعاون مع مصر.