محمد الباز يكتب: تجديد الخطاب الدينى على طريقة الشيخ مصطفى إسماعيل

رفض ختان بناته مستشهدًا بالآية الكريمة: «لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم» واعتبره تشويهًا لخلق الله واعتداء عليه

تزوج ابنه من ألمانية مسيحية فقال له: كلنا بنعبد رب واحد المهم إنك بتحبها وهى بتحبك 

كانت أم كلثوم تستشيره فى أغنياتها.. واستمع له عبدالوهاب وسأل: إنت درست مزيكا فين يا شيخ مصطفى؟

كان يتابع مباريات الكرة بشغف.. واشترى لبناته بيانو ليتعلمن العزف وجلس أمامه ليلتقط صورة تشجيعًا لهن 

يمكننى أن ألخص تجربة الشيخ مصطفى إسماعيل فى قراءة القرآن، الذى عاش بين العامين ١٩٠٥- ١٩٨٧، بأنه «مَن لم يستمع إلى القرآن منه فكأنه لم يسمعه أبدًا». 

على كثرة مقرئى القرآن، وتعدد مدارسهم، إلا أن مصطفى إسماعيل يظل أمة وحده. 

فى كتابه البديع «مزامير القرآن.. العظماء السبعة لدولة التلاوة» يسجل أيمن الحكيم شهادة الدكتور طه عبدالوهاب، خبير الأصوات والمقامات والمدرب والمحكم الدولى المرموق، والذى أعرفه جيدًا، وأعرف قدره، فقد حل ضيفًا علىّ فى برنامجى «٩٠ دقيقة»، فوجدت لديه كنزًا من المعرفة بالقراءات والمقامات، ولمست فيه إنصافًا وموضوعية وهو يتحدث عن أهل القرآن. 

مصطفي إسماعيل- -

تحدث طه عبدالوهاب عن الشيخ مصطفى إسماعيل، فقال: الشيخ مصطفى إسماعيل هو أذكى قارئ أنجبته مصر، ذلك لأنه سمع كل من سبقوه من أكابر المقرئين وتعلم منهم، ثم أضاف من روحه وإبداعه، ولم يتوقف عند التقليد، كما حدث لآخرين. 

ويضيف عبدالوهاب: والشيخ مصطفى هو ابن مدرسة التصوير النغمى للقرآن، وهى مدرسة عظيمة تلت ونافست مدرسة الإحساس التى أسسها الشيخ أحمد ندا، وكان من أعظم من أنجبت الشيخ محمد رفعت والشيخ على محمود، وتقوم على التعايش مع المعنى والإحساس بالآية واستخدام المقام الصوتى المناسب والمعبر. 

يقف بنا طه عبدالوهاب عند مدرسة مصطفى إسماعيل، التى هى مدرسة التصوير النغمى، فيقول عنها: كان من رواد هذه المدرسة الشيخ محمد سلامة والشيخ منصور بدار، وتميز فيها الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى الذى يكبر الشيخ مصطفى بخمسة عشر عامًا، لكن الشيخ مصطفى كان الأذكى، وأضاف إلى ما قدمه هؤلاء العمالقة، وتفرد بأسلوب وطريقة وفتوحات مميزة خاصة به، وأقول بكل ثقة إنه كان من علماء القرآن. 

ما جعلنى أتوقف أمام هذه الفقرة من شهادة طه عبدالوهاب عن تجربة مصطفى إسماعيل كان ما قاله فى ختامها، من أن الشيخ مصطفى إسماعيل كان من علماء القرآن، فهذا التوصيف يفتح لى بابًا مهمًا للحديث عن جانب مهم من جوانب حياة المقرئ العظيم، وهو أنه كان مجددًا، لا يتراجع عن الإعلان عن آرائه وأفكاره مهما كانت صادمة. 

لم يكن الشيخ مصطفى إسماعيل مجددًا على مستوى الأفكار فقط، ولكنه كان مجددًا على مستوى السلوك أيضًا، وأعتقد أن هذا ما نحتاجه الآن فى غمرة الحديث عن تجديد الخطاب الدينى، فليس كافيًا أن نجدد أفكارنا، بل الأهم هو أن يتجدد معها سلوكنا، لأنه الأكثر تأثيرًا ووقعًا وجلبًا للنتائج التى نرجوها ونسعى وراءها. 

يمدنا كتاب أيمن الحكيم، الذى يمكننا اعتباره عودة لإنتاج الكتب الحكيمة المحكمة، بمواقف عديدة، تدل على أن الشيخ مصطفى إسماعيل كان مجددًا من الطراز الأول. 

فرغم تمسك الشيخ مصطفى إسماعيل بالزى الدينى طوال حياته، إلا أنه- كما قال ابنه الأكبر عاطف- كان نموذجًا للمسلم العصرى. 

التوصيف «المسلم العصرى» يحتاج إلى ما يدلنا عليه. 

فقد كان الشيخ مصطفى شديد التفتح والرقى خاصة فى تعامله مع أولاده. 

أنجب الشيخ مصطفى إسماعيل ثلاثة من الأبناء وثلاثًا من البنات. 

التعامل مع البنات، وهن إنجى وسامية وماجدة، قد يكون مفيدًا أكثر فى سياق حديثنا، فلم يجبر واحدة منهن على الحجاب، وألحقهن بمدرسة الأمريكان كوليدج، وكن يمارسن الرياضة فى المدرسة بما فيها التنس، واشترى لهن بيانو ليتعلمن عليه، ولا ينسى أبناءه الشيخ عندما داعب البنات بجلوسه أم البيانو ليلتقطوا صورة له وهو يعزف عليه، وكانت الصورة على سبيل المجاملة والتشجيع، لأنه لم يكن يجيد العزف على البيانو، ولا على غيره من الآلات الموسيقية. 

نأتى إلى ما يمكننا اعتباره الأهم، فقد أخذ الشيخ مصطفى إسماعيل قرارًا نهائيًا بعدم ختان بناته الثلاث، ولم يخضع لما هو سائر فى المجتمع، الذى كان- ولا يزال فى الحقيقة- يقوم بأكبر عملية تزوير عندما يتعامل مع ختان الإناث على أنه مكرمة. 

كان الشيخ مصطفى إسماعيل يرى فى الختان بدعة وعادة اجتماعية. 

ولأنه عالم بالقرآن، عارف بأسراره، فقد استند فى رأيه إلى فهمه وتفسيره للقرآن الكريم. 

كان يقرأ الآية الكريمة التى تقول: «لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم»، والآية التى تقول: «إنا كل شىء خلقناه بقدر»، ويأخذ منهما أدلة قرآنية قاطعة على أن الله خلق المرأة فى أحسن صورة، وما دام الله خلقها فى أحسن صورة، فإن عملية الختان ليست إلا تشويهًا لصنع الله واعتداء صريحًا وصارخًا عليه، ولا يحق لأحد تشويه صنع الله. 

لم يُنصّب الشيخ مصطفى إسماعيل نفسه مفتيًا، ولم يصدر فتوى بتحريم الختان، لكنه أفتى لنفسه بما فهم من نص القرآن، وعليه فيمكننا أن نقول لكل من يقدمون قدمًا ويؤخرون أخرى فى مسألة الختان إنه حرام شرعًا، وإذا أردتم دليلًا على ذلك، فليس عليكم إلا أن تستعيدوا ما قاله وما فعله المقرئ العظيم الشيخ مصطفى إسماعيل. 

عندما نقترب من شخصية عاطف مصطفى إسماعيل، الذى كان أكبر الأبناء الذكور فى عالم الشيخ، فقد أنجب بعده سمير ووحيد، سنجد لديه بعضًا من علامات التجديد التى حرص والده على ترسيخها. 

مع عبد الوهاب

فى العام ١٩٥٣ حصل عاطف على شهادة التوجيهية، ورغم أن الجميع كان ينتظر أن يوجهه والده إلى الدراسة فى الأزهر، أو على الأقل يلحقه بجامعة هنا فى مصر، إلا أن الشيخ قرر أن يرسله إلى ألمانيا، متحملًا مصاريف باهظة بالعملات الصعبة ليستكمل تعليمه فى أرقى جامعاتها. 

درس عاطف الطب، ثم تحول إلى الهندسة المعمارية، وعندما قرر ألا يعمل بما درسه، لم يعارضه والده، بل شجعه عندما قرر أن يفتتح مطعمًا للأكلات المصرية فى ألمانيا، نجح عاطف وأصبح المطعم سلسلة من ١٣ فرعًا، وقضى فى ألمانيا ٤٥ عامًا، يمارس العمل الذى اختاره. 

فى ألمانيا تزوج عاطف من ألمانية مسيحية، وأقرها على دينها، ولم يفاتحها فى أن تعتنق الإسلام، لكن كانت لديه مشكلة فى استقبال والده مقرئ القرآن الشهير للقرار، وكان حائرًا، إذ كيف يستقبل والده زوجته عندما يعود بها إلى مصر؟!.

هنا تأتينا المفاجأة، التى هى تأصيل لشخصية المجدد لدى الشيخ مصطفى إسماعيل، وهنا يمكن أن نترك عاطف قليلًا ليحكى الحكاية كما جرت على الأرض دون تدخل منّا. 

يقول عاطف مصطفى إسماعيل: لما عدت إلى القاهرة بزوجتى الألمانية المسيحية، كنت أظن أن والدى الشيخ الريفى سيثور ويغضب، لكنى فوجئت بشيخ مقرئى القرآن الكريم فى العالم الإسلامى يبارك زواجى بروح متسامحة، مرددًا قول الله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا». 

قال الشيخ مصطفى لعاطف بتلقائية: هى مراتك وأهلها مش بيعبدوا ربنا زينا؟ يبقى إيه المانع؟ سيدنا النبى اتجوز من مسيحية «السيدة مارية» ومن يهودية «السيدة صفية»، كلنا بنعبد رب واحد، المهم تكون بتحبها وبتحبك. 

هكذا أنهى الشيخ مصطفى إسماعيل مسألة معقدة ومثيرة للمشاكل بكلام بسيط يخرج من روح إيمانه واعتقاده الصحيح، لم يبحث عن أصل المسألة فى كتب التراث القديمة، ولم يستشهد بمن قال أو عاد، ولكنه توقف عند الحالة التى أمامه، وقال كلمة أعتقد أنها يجب أن تصبح دستورنا جميعًا، وهى: كلنا بنعبد رب واحد. 

آراء الشيخ مصطفى إسماعيل واجتهاداته ظلت ملازمة لعاطف، فعندما كان يعيش فى ألمانيا، تفجرت أزمة الفتاة التى ماتت بختان خاطئ، وعرضت الـ«سى إن إن» قصتها. 

مع أم كلثوم

يومها كان رد الفعل صاخبًا وعنيفًا ومتهمًا للإسلام وما يفعله فى الناس، معتبرين أن ما جرى يخاصم حقوق الإنسان ويعاديها. 

وجد عاطف مصطفى إسماعيل من يسأله: هل الختان من شعائر الإسلام؟

بحث عاطف عن إجابة مناسبة للسؤال الشائك، فلم يجد أنسب من رأى والده، وتفسيره آيات القرآن التى كان يستخدمها فى تحريم الختان بشكل قاطع. 

بين ما آخذه الآن على المقرئين الذين يزينون حلقات «نجوم دولة التلاوة» التى أستضيف فيها قراء زماننا من أهل القرآن، أنهم لا يرحبون بالحديث عن الموسيقى، ورغم أن بعضهم يستمع إلى السيدة أم كلثوم، إلا أنهم يتحرجون من ذلك، ويعللون سلوكهم هذا بأنهم يخافون أن ينتقدهم الناس عندما يعرفون أنهم من سميعة الست. 

فى زمان لا يشبه زماننا، وإن كان ناسه عاشوا فى نفس مكاننا، لم يكن شىء من هذا يحدث، كان المقرئون يفخرون ويتفاخرون بمعرفتهم بالموسيقى وصداقتهم بأهل الفن، بل بالاستماع لهم. 

لدى الشيخ مصطفى إسماعيل بعض من هذا. 

من بين حكايات حياته أنه كان فى مبنى الإذاعة يسجل تلاوته الأسبوعية، وفى أثناء مغادرته المبنى فوجئ بالسيدة أم كلثوم تدخل، ولما لمحته اتجهت إليه، وقالت له: يا شيخ مصطفى تعالى أنا عايزاك فى حاجة. 

أخذت السيدة أم كلثوم الشيخ مصطفى إلى الاستديو الذى تسجل فيه أغنيتها الجديدة، وأجلسته وقالت: أنا سجلت أغنية بس حاسة إن فيها حاجة مش مضبوطة، اسمعها وقول لى رأيك. 

فلما سمعها أخبرها بملاحظاته، وبأنه فى الحتة الفلانية فيه حركة ناقصة.

مصطفي اسماعيل وزوجته

استمعت السيدة أم كلثوم لما قاله الشيخ مصطفى باهتمام شديد، وهنأته على دقة ملاحظته، وعالجت الخطأ فى الإعادة. 

وما لا يعرفه الكثيرون أن الشيخ مصطفى إسماعيل كان يسكن بجوار السيدة أم كلثوم فى الزمالك، وكان من عادته أن يمارس رياضة المشى فى الصباح، فإذا مر بفيلتها ووجدها مستيقظة يدخل ليتناول معها الإفطار، وكان يقتنى أسطوانات أغانيها منذ أن كان يقيم فى طنطا، وكان يصف صوتها بأنه «دسم». 

لم تكن السيدة أم كلثوم هى البطلة الوحيدة فى حياة المقرئ العظيم، ولكن احتل الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب مساحة لا بأس بها فى وجدانه. 

كان مصطفى إسماعيل يحب محمد عبدالوهاب فى أغانيه القديمة، وكان يقول «محمد بيقفل كويس». 

ومن بين الذكريات التى لا ينساها عاطف مصطفى إسماعيل، أنه ذهب مع والده إلى بيت عبدالوهاب، واصطحب معه تسجيلًا جديدًا لوالده لسورة الحج، وقال لعبدالوهاب: عايز أسمعك حاجة يا أستاذ. 

فتناول الأسطوانة وأدارها وجلس يسمعها فى خشوع وفضول، وفى آية معينة ظهر الانفعال على وجه عبدالوهاب، وقال لى: تعرف ترجع الحتة دى من تانى؟ 

فلما سمعها قال بإعجاب: يا سلام.. دى قراية من مقام الصبا بس مقفولة حجاز كار. 

سأل عبدالوهاب: إنت درست مزيكا يا شيخ مصطفى؟ 

فأجاب الشيخ بتلقائية: لا.. ما أنا قلت لك يا سى محمد ما درسناش حاجة. 

وعلق عبدالوهاب: سبحان العاطى الوهاب. 

ثم التفت إلى عاطف من جديد وقال له: ممكن ترجعها تانى يا عاطف. 

كان الشيخ مصطفى إسماعيل يأخذ نفسه بالجدية التى تليق به كواحد من المقرئين العظام، لكنه لم يكن أبدًا لا منغلقًا ولا متزمتًا، ورغم أنه لم يكن يملك رفاهية وقت الفراغ، إلا أنه لم يجد حرجًا فى أن تكون له هوايته الخاصة، وكانت هذه الهواية هى الفرجة على مباريات كرة القدم، رغم أنه لم يكن لا أهلاويًا ولا زملكاويًا، لكن كانت تستهويه اللعبة ومتعتها فى حد ذاتها، وكان له نجومه المفضلون، منهم شحتة نجم الإسماعيلى، وأبورجيلة نجم الزمالك، وأسطورة زمانه سيد الضظوى. 

يبقى لنا ملمح مهم من ملامح الشيخ مصطفى إسماعيل، وهو ملمح يتسق تمامًا مع ما ذهبت إليه هنا، وهو أنه كان مجددًا بسلوكه قبل أفكاره. 

أعترف لكم بأنه يأخذنى العجب أحيانًا عندما أجد أحد المشتغلين بأمر من أمور الدين متعصبًا أو قاسيًا أو مصرًا على إلحاق الأذى بالناس، وهى كلها سمات تناقض الصفة العظمى فى الدين- أى دين- وهى التسامح. 

على العكس من ذلك كان الشيخ مصطفى إسماعيل سمحًا متسامحًا إلى أقصى درجة. 

تقابلنى هنا واقعتان بطلهما الشيخ مصطفى. 

الواقعة الأولى طرفها الثانى الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى، الذى لم يكن مرحبًا بصعود نجم الشيخ مصطفى إسماعيل، بل حاربه طويلًا حتى لا يظهر صوته فى الإذاعة، وظل الشعشاعى على موقفه لمدة ١٥ سنة، وكان يصل للشيخ مصطفى ما يقوله الشعشاعى عنه فى جلساته، ولم يكن يفعل وقتها أكثر من أن يبتسم، ولم يسمعه أحد يتحدث عنه بكلمة سوء أبدًا. 

وحدث أن سافر الشيخ مصطفى إلى سوريا فى فترة الوحدة خلال شهر رمضان، وكانت الإذاعة المصرية تنقل تلاواته على الهواء من هناك، ولما عاد فوجئ بالشيخ الشعشاعى يتصل به يوم العيد ويقول له: أنا ظلمتك يا شيخ مصطفى، أنا سمعت تلاوتك من سوريا، أنت بقيت مقرئ عظيم. 

سمع الشيخ مصطفى ما قاله الشيخ الشعشاعى، فبكى من شدة التأثر، وأصبحا بعدها صديقين لا يفترقان أبدًا. 

أما الواقعة الثانية فطرفها واحد من مشاهير المقرئين، وأعتقد أنه الشيخ الحصرى، رغم أن الشيخ مصطفى لم يصرح باسمه، ولم يفعلها ابنه عاطف عندما كان يتحدث لأيمن الحكيم الذى حاوره طويلًا وهو يعد كتابه المتميز. 

عاد عاطف مرة من مرات عودته من ألمانيا، فوجد أن الإذاعة تذيع تسجيلات قليلة وباهتة لوالده لا تظهر فيها تجلياته المعروفة، فذهب إلى الإذاعة وقابل صديقه الإذاعى على عيسى، الذى كان من أشد المعجبين بصوت الشيخ مصطفى ويحتفظ بصورة له تحت زجاج مكتبه. 

سأل «عاطف» عن سر ما يحدث، فأخبره «عيسى» بأن الشيخ فلان شكل لجنة برئاسته سماها «لجنة مراقبة الشئون الدينية»، وكان من رأيه أن القراءات المجودة حرام شرعًا، وهى إلى الغناء أقرب، وعلى المقرئ أن يلتزم بالقراءة المرتلة، وبناء على تقييم لجنة هذا الشيخ يجرى منع إذاعة القرآن المجود بأصوات مشاهير مقرئى مصر مثل عبدالباسط والبنا. 

عاد عاطف إلى منزل والده وحكى له ما استمع إليه من على عيسى، فأعاد عمته إلى الخلف، وبدت على وجهه علامات الذهول، وكأنه فسر شيئًا حيره طويلًا، وعرف الشيخان عبدالباسط عبدالصمد ومحمود على البنا بالخبر، فذهبا إلى الشيخ مصطفى فى بيته، وطلبا من عاطف إقناع والده بأن يذهب معهما إلى مكتب وزير الإعلام ليتدخل لوقف تلك المهزلة.

المفاجأة كانت فى موقف الشيخ مصطفى إسماعيل، الذى رفض ما قاله عبدالباسط والبنا، وقال لهما: عايزين تضحكوا الناس علينا، وتقلوا قيمتنا ويقولوا عمم مصر بتتخانق. 

يشهد عاطف كما يشهد كثيرون أن الشيخ مصطفى لم يضبط متلبسًا بالإساءة إلى هذا الشيخ الذى أساء إليه ولو بكلمة واحدة.. بل سامحه وكأنه لم يفعل فيه شيئًا أو لم يتجن عليه بشىء. 

يمكن ألا تجد فيما قرأته عن الشيخ مصطفى إسماعيل هنا ما يشير إلى أنه كان مجددًا كبيرًا، يمكنك أن تقول إنها مواقف حياتية عادية، ووقتها سأقول لك: ليس عليك إلا أن تقرأ من جديد، لتتأكد أننا أمام نموذج ندعو الله أن يتعلم منه من يتصدون إلى مهمة تجديد الخطاب الدينى، فإذا به يتحول على أيديهم إلى ضجيج بلا طحن.

تاريخ الخبر: 2022-01-31 18:21:10
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

أخنوش..الحكومة استطاعت تنفيذ جل التزاماتها قبل منتصف الولاية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

العالم يسجل ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة خلال أبريل

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:57
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية