شهدت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ53، اليوم الثلاثاء، ندوة بعنوان «ما تخافش من غنوتك» بحضور كل من الشاعرين إيرين يوسف، وأحمد النجار، وأدارها الكاتب والشاعر عمر شهريار.

في البداية؛ قال شهريار إن ندوة اليوم نوعية أكثر من أي شيء آخر، مشيرا إلى أن الكلمة في الأغنية أو بأي عمل سواء مسموع أو مرئي من الأمور المهمة، لأن المحتوى أو النص يكون مبنيا على كلمات الأغنية ذاتها.

ورحب عمر شهريار بالشاعرين المشاركين بالندوة، فهم نجوم كتابة الأغنية، موضحا أن شعراء الأغنية يعدون ركيزة أساسية في فن الأغنية، وندوة اليوم للحديث عن كلمات الأغنية بكافة أنواعها، وأسباب انتشارها.

تطرقت الشاعرة إيرين يوسف، الفائزة بجائزة أحمد فؤاد نجم الكبرى لشعر العامية المصرية 2017، في بداية كلامها لأغاني المهرجانات، قائلة: إننا لا يمكن أن نحكم على أغاني المهرجانات تنفع أم لا، ومينفعش نحكر عليهم، وشايفة إنه ضروري أن يأخد كل واحد فرصته والتعبير عن بيئته وحياته بالشكل الذي يراه، لأنه لم يبق سوى من يقدم فنا حقيقيا.

وردا على سؤال «هل يمكنها كتابة أغاني مهرجانات أم لأ؟»؛ ذكرت أنها لا تعتقد ذلك، لأنها لم تستطع التعبير عن تجربة أو حياة الشخص المؤدي، وأنه أجدر شخص لكتابة ما يريد غنائه بالطريقة التي يرغب بها.

وأوضحت أن أغاني الراب تختلف تماما عن المهرجانات، فالراب لديه شعبية وقاعدة كبيرة، وقادر على التعبير عن فئة الشباب بشكل متميز، مؤكدة أنه من غير المنطقي أن يتم وضع قواعد لهم، ويرجع ذلك لنجاحهم الكبير على السوشيال ميديا، والالتفاف الكبير حوله.

وكان لها رأي في اختفاء معظم الباندات (الفرق الغنائية)؛ ترى أن عدم وجود إنتاج هو سبب عدم استمرارهم واختفاء البعض، لأنهم يعتمدون على إنتاجهم الشخصي ولم يأخذون فرصتهم بشكل كاف، لأما بالنسبة لأغاني المسلسلات فأشارت إلى أن الهدف من الأغنية الدرامية حاليا اختلف عن الماضي، إذ كانت مكملة للعمل الدرامي وحالة خاصة، ولكن حاليا أصبح الهدف منه تسويق للعمل فقط، وهذا سبب عدم بقاء الأغنية، فهي أيضا غير معبرة عن العمل بشكل كاف.

وأضافت أن التنوع في الأغاني مطلوب وصحي بدلا من الاكتفاء بنوع واحد، مؤكدة أن السيطرة أو الوصاية على أي فن «معركة خسرانة»، ولا بد من ترك هذا الأمر لذائقة الجمهور.

تطرقت إيرين يوسف أيضا في حديثها إلى جائزة أحمد فؤاد نجم، قائلة إن إطلاق هذه الجائزة في الأساس يعد خطوة مهمة لتقدير مشوار شاعر العامية أحمد فؤاد نجم، مقترحة أن يتم تقليل القائمة القصيرة بالجائزة لـ5 شعراء لتقديم بشكل جيد، وسيكون في صالح الجميع.

ومن جهته؛ قال الشاعر أحمد النجار إن الفن بشكل عام لا بد وأن لا يكون عليه رقيب، إنما يخضع لرأي الجمهور، ومن الضروري أن ينظبق هذا الأمر على أغاني المهرجانات والراب، وغيرهم، موضحا أن مغني الراب أحدثوا طفرة حقيقية وخاصة خلال الفترة الأخيرة، كما أن كلماتهم جيدة ولا يمكن إنكار ذلك.

وأشار النجار إلى أن لا بد من إعادة النظر في عدد المشاركين بجائزة أحمد فؤاد نجم، مؤكدا أنه من الصعب تكرار شعراء مثل أحمد فواد نجم وعبد الرحمن الأبنودي، وسيد حجاب.

وأضاف أنه ليس مع وضع قواعد لأي فن، ولا بد من ترك الحرية لكل شخص للتعبير عن ما يريده، أو السيطرة عليهم أو منعهم من تقديم ما يريدون.