وافق العسكريون الذين استولوا على السلطة في غينيا بيساو الجمعة على مطالب المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا بشأن مدة المرحلة الانتقالية وارسال قوة عسكرية واطلاق سراح القادة المعتقلين.
وجاءت موافقة الانقلابيين قبل 48 ساعة من انتهاء مهلة حددتها المجموعة لاعلان ذلك.
وفي اطار هذه الموافقة، وصل الرئيس السابق بالوكالة لغينيا بيساو رايموندو بيريرا ورئيس الوزراء السابق كارلوس غوميس جونيور، المعتقلين منذ انقلاب 12 نيسان/ابريل الماضي، مساء الجمعة الى ابيدجان.
وذكرت مصادر في بيساو ان الرجلين وصلا برفقة وفد من المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا كان توجه في وقت سابق الى عاصمة غينيا بيساو.
واجرى الوفد الذي ضم عددا من قادة جيوش بلدان في المنطقة، محادثات مغلقة في مطار بيساو مع نظيرهم انطونيو ايندجاي الذي لم يظهر منذ الانقلاب لكن السلطات السابقة تشتبه بانه هو مدبره.
وبعد اللقاء اعلن الناطق باسم الانقلابيين اللفتنانت نابا وا والنا عن اتفاق على ان تكون المرحلة الانتقالية 12 شهرا بدلا من سنتين كان تحدث عنها العسكريون، وعلى نشر قوة عسكرية من غرب افريقيا تضم ما بين 500 و600 رجل.
وقال ان فريقا "تقنيا" من غرب افريقيا سيصل اليوم السبت الى بيساو "لوضع الوسائل العملية لنشر القوة الاقليمية".
من جهتها، اعلنت الحكومة السنغالية ان رؤساء ست من الدول الاعضاء في مجموعة غرب افريقيا سيعقدون في الثالث من ايار/مايو في دكار اجتماعا حول الوضع في غينيا بيساو.
والدول الست هي اعضاء "مجموعة الاتصال" التي شكلت خلال القمة الاستثنائية لغرب افريقيا.
وتضم "مجموعة الاتصال" رؤساء نيجيريا غودلاك جوناثان وغامبيا يحيى جامع وتوغو فور غناسيغبي والرأس الاخضر جورج كارلوس فونسيكا وغينيا الفا كوندي والسنغال ماكي سال، كما ورد في بيان نشرته الحكومة السنغالية ليل الجمعة السبت.
وكانت مجموعة غرب افريقيا امهلت السلطة الحاكمة الخميس 72 ساعة للامتثال لقراراتها من اجل اعادة النظام الدستوري مهددة بفرض عقوبات فردية وكذلك دبلوماسية واقتصادية على غينيا بيساو.
وقالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا انه في حال "لم ترضخ القيادة العسكرية خلال الساعات ال72 المقبلة" فانها "ستفرض على الفور عقوبات على اعضاء القيادة العسكرية ومساعديهم".
واضافت انها ستفرض ايضا "عقوبات دبلوماسية واقتصادية ومالية على غينيا بيساو مع عدم استبعاد ملاحقات امام المحكمة الجنائية الدولية".
وقال اللفتنانت كولونيل وا والنا في مؤتمر صحافي "نجحنا في اسماع صوتنا لمجموعة غرب افريقيا التي سترسل اعتبارا من السبت فريقا فنيا لوضع اللمسات الاخيرة على نشر قوة اقليمية".
واكد الناطق نفسه ان "عودة السلطة الى المدنيين تسير في الطريق الصحيح" لان "مكان العسكريين هو الثكن".
واوضح وا والنا ان الحكومة الانتقالية المقبلة ستكون "حكومة تكنوقراط وشخصيات حيادية مهمتها ادارة المرحلة الانتقالية 12 شهرا".
واضاف ان المحادثات مع وفد مجموعة غرب افريقيا تناولت ايضا "وضع آلية لمراقبة تهريب المخدرات ومكافحتها"، مشددا على انها قضية "تثير قلق القادة".
وتحولت غينيا بيساو التي تشهد اضطرابات مزمنة منذ سنوات، معبرا لتهريب الكوكايين بين اميركا الجنوبية واوروبا بتواطؤ مكشوف احيانا من القيادة العسكرية وبعض المسؤولين السياسيين.
ووقع الانقلاب العسكري في 12 نيسان/ابريل بين دورتين للانتخابات الرئاسية التي كان يرجح فوز رئيس الحكومة السابق غوميس جونيرو فيها.
وكان يفترض تنظيم الدورة الثانية في 29 نيسان/ابريل لكن المعارضة قررت مقاطعتها مشيرة الى عمليات "تزوير واسعة".
وعند وصوله الى مطار ابيجدجان، توجه بيريرا ب"الشكر" الى رئيس ساحل العاج الحسن وتارا الذي يتراس حاليا المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، مؤكدا ان ساحل العاج "بلدنا ايضا".
وقد قرر قادة المجموعة نشر 500 الى 600 رجل في بيساو، ينتمون الى اربع دول على الاقل (نيجيريا وتوغو وساحل العاج والسنغال).
وطلب المجتمعون من اعضاء النظام العسكري "العودة الى الثكن" وحذروهم من "أي عمل عشوائي واحادي يقومون به لان ذلك سيعرضهم لعقوبات شخصية محتملة".
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
