سافر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، في زيارة رسمية إلى أوكرانيا تلبية لدعوة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وسط مساعٍ تركية لإخماد حدة التوتر على الحدود الأوكرانية وفتح مجال للحوار مع موسكو التي ما زالت تحشد جنودها ومعداتها على الحدود الشرقية لأوكرانيا.

وإلى جانب المساعي التركية للحفاظ على السلام في منطقة البحر الأسود، سيشهد الشهر الجاري الكثير من التحركات الدبلوماسية التي ستُجريها أنقرة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من أجل فتح آفاق جديدة لمدّ جسور التعاون مع كلٍّ مِن الإمارات والسعودية ووضع حد للقطيعة التي دامت سنوات، بالإضافة إلى الزيارة المرتقبة للرئيس الإسرائيلي إلى تركيا منتصف الشهر المقبل، والتي سيليها عودة السفراء.

محاولة لنزع فتيل التوتر

منذ أن بدأت روسيا قرع طبول الحرب بالقرب من الحدود الأوكرانية، فعّلت تركيا دبلوماسيتها النشطة التي تحظى بعلاقات جيدة مع كلٍّ مِن موسكو وكييف للعب دور الوساطة من أجل وضع حدٍ للأزمة الآخذة بالتصاعد والمتجهة بسرعة نحو صراع مسلّح، وذلك ضمن مساعيها الحثيثة للحفاظ على البحر الأسود كمنطقة للسلام والاستقرار من خلال الاستفادة من ثقلها الدبلوماسي.

وقُبيل زيارته إلى أوكرانيا اليوم لحضور الاجتماع العاشر للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق أنّ بلاده مستعدّة للوساطة لنزع فتيل التوتّر بين روسيا وأوكرانيا، وتابع: "نريد أن يسود السّلام بالمنطقة ومستعدّون للقيام بكل ما يقع على عاتقنا". من جانبها رحّبت موسكو بهذه الخطوات، وشكرت الجهود التي تبذلها تركيا لإيجاد حلّ للوضع القائم مع أوكرانيا.

يُذكر أنّ الرئيس أردوغان تحدّث منتصف الشهر الماضي مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أجل البحث عن مخرج للأزمة الراهنة، ودعاهما للاجتماع في تركيا للتباحث حول سبل الحل.

الخليج على بوصلة الدبلوماسية التركية

في أعقاب الزيارة التي أجرها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان للعاصمة التركية أنقرة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي التقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وشهدت توقيع اتفاقيات تعاون وشراكة، كشف الرئيس التركي أنه سيزور في 14 فبراير/شباط المقبل المملكة العربية السعودية، دون إشارة إلى موعد الزيارة التي تحدّث عنها سابقاً.

وعلى الرغم من تصريح أردوغان في 3 يناير/كانون الثاني الماضي أنه سيزور المملكة العربية السعودية في فبراير/شباط الجاري، إلا أنه لم تصدر أي بيانات رسمية بعد تؤكد زيارة أردوغان للمملكة التي من المتوقع أن تتبع زيارته إلى الإمارات.

ومن المتوقع أن تدشّن زيارة أردوغان للإمارات منتصف الشهر الجاري بداية حقبة جديدة تكون فيه العلاقات بين البلدين مرتكزة على أُسس التعاون الإقليمي في المنطقة ككل، إلى جانب المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة للطرفين.

وأكد أردوغان أن علاقات تركيا مع الدول الخليجية "تسير على أساس الربح المتبادل والمصالح المشتركة في مختلف المجالات، وستتواصل على هذا النحو في المرحلة القادمة". وقال: "أمامنا بيئة مواتية للغاية من أجل تأسيس هذا الاتجاه. وأعتقد أننا على أعتاب فترة التعاون الإقليمي الجديدة هذه القائمة على المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة".

الرئيس الإسرائيلي يزور تركيا

من جانب آخر، كشف الرئيس التركي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح الخميس بالعاصمة أنقرة، قُبيل توجهه إلى أوكرانيا، أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ سيزور تركيا منتصف مارس/آذار المقبل.

وخلال مقابلة مع قتاة محلية، وأثناء حديثه عن آخر التطورات في شرق البحر الأبيض المتوسط، أشار أردوغان إلى أن إسرائيل اتخذت بعض الخطوات المتعلّقة بالتعاون في ملف شرق المتوسط، مؤكداً أن تركيا بدورها مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة أيضاً في هذا الخصوص، ومشدداً على أن زيارة هرتسوغ تُعتبر "تطوراً إيجابياً".

وبينما تشهد الأيام الأخيرة كثافة في الاتصالات بين تركيا وإسرائيل، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن زيارة هرتسوغ ستكون الزيارة الأولى لرئيس إسرائيل إلى تركيا منذ أكثر من عقد، مشيرة إلى أن هدف الزيارة هو فتح صفحة جديدة في العلاقات التركية الإسرائيلية والاستعداد لعودة السفراء.

TRT عربي