في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا ومتحوراته الجديدة، تراود أذهان السيدات الحوامل أسئلة عدة حول كيفية التعامل مع علاجات كورونا الطارئة، والأنسب لحالاتهن الصحية، وتجنب مخاطر الإصابة بمضاعفات قد تؤثر على الجنين فور تناول أي دواء غير مناسب.

القلق الذي راودهن في الفترة الأخيرة، إثر إصابة بعض الحوامل بمشكلات صحية بعد تعرضهن لعدوى الفيروس، وحصولهن على علاجات طارئة دون استشارة طبيب مختص، جعل وزارة الصحة تحذر مؤخرًا من الإفراط في الأدوية التي تستخدم حاليًا في علاج كورونا، ويجب أخذها بحذر.

تواصلت "الدستور" في السطور التالية مع أطباء مختصين، ليوضحوا في حديثهم آليات التعامل السليم للحوامل وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة مع علاجات كورونا الطارئة، وكيفية الوقاية الجيدة من الإصابة بعدوى الفيروس.
 

أوضح الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد الفيروسات الطبية والمناعة بمدينة الأبحاث العلمية بالإسكندرية، أن متحور أوميكرون يُعد خطرًا كبيرًا على صحة الحوامل وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، نظرًا لانتقال العدوى بسرعة كبيرة بينهم، واحتياجهم للعناية المركزة والتنفس الصناعي، فضلًا عن احتلالهم للنسبة الأكبر في معدل الوفيات بالفيروس.

وأضاف: "العلاجات التي يتم صرفها عبر الصيدليات لعلاج أعراض فيروس كورونا لا يجب حصول الحوامل عليها دون العودة إلى الطبيب المختص، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لمعرفة نوع العلاج المناسب للمريضة، وما يناسب الجنين بداخلها ولا يؤثر عليه".

 أما عن الإرشادات اللازمة للوقاية، حذر من الزيارات والتجمعات العائلية والأسرية؛ نظرًا لخطورتهم عليهم، فقد يزورهم أشخاص  حاملين للفيروس دون أن تظهر عليهم أي أعراض، ومن ثم يصابوا بأعراض شديدة الخطورة.

وأوضح:"المستشفيات شهدت إقبالًا كثيفًا من مرضى فيروس كورونا ومتحوراته خلال الفترة الأخيرة، لذا كان من الضروري توفير خاصية لمتابعة الحالات التي لا تتطلب الدخول للمستشفيات، بجانب توفير المتابعة الجيدة لحالاتهم الصحية دون أي تقصير في حقوقهم، وهذا مافعلته الحكومة بشأن المصابين، بعد تطبيقها لإمكانية "العلاج عن بُعد".

وأشاد بالجهود الملحوظة التي تبذلها وزارة الصحة والسكان في الاهتمام بصحة المواطنين، والحد من انتشار عدوى فيروس كورونا منذ أول يوم لظهوره حتى وقتنا الحالي، منوهًا إلى أن الحصول على لقاح فيروس كورونا أمرًا ضروريًا للغاية بالنسبة للحوامل، ويجب أيضًا عدم تصديق الشائعات المروجة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بشأن حصول السيدات على اللقاح أثناء فترة الرضاعة، وتعرضهن لمشكلات صحية على إثرها.

واختتم: "الأدوية التى تستخدم لعلاج أعراض فيروس كورونا مثل الحكة والتهاب الزور والتهاب الرئة، لا يمكن استخدامها بشكل عشوائي دون المتابعة الدورية مع الطبيب المشرف على الحالة المرضية، ويُفضل الابتعاد عن تناول الدهون والسكريات والنشويات، والاكثار من تناول الفواكه والخضروات والبروتينات بأنواعها".

واتفق معه الدكتور محمد علي، أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث، في سرعة انتشار "أوميكرون" لأنه يصيب الجهاز التنفسي العلوي فقط، ولا يمتد إلى الرئة التي تسبب إصابتها في زيادة حالات الإصابات الحادة، وخاصة الفئات المهددة بالإصابة مثل الحوامل وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

وأضاف أيضًا في حديثه لـ"الدستور"، أن نسبة الإقبال على أخذ اللقاحات المضادة للفيروس متفاوتة، مرجعًا السبب إلى تداول الإشاعات بوجود آثار جانبية بسيطة لبعض اللقاحات قد تحدث لبعض الأشخاص، فاعتقد عدد من الناس أنه لم يتم الدراسة الجيدة لتلك اللقاحات، وعكفوا عن أخذها، مشيرًا إلى اعتمادهم على علاجات كورونا الطارئة، التي تم تناولها دون الرجوع إلى طبيب، وتسببت في حدوث مشكلات صحية عدة.

اختتم "علي" حديثه، موجهًا نصيحته للمواطنين بضرورة أخذ الحذر في الأيام المقبلة، بعد انتشار سلالات جديدة من فيروس كورونا، وتضاعف معدلات الإصابة بالمرض، كما أكد على أهمية الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية التي نصت عليها وزارة الصحة والسكان، والحصول على اللقاحات المضادة للفيروس، وتقليل الازدحام في المناطق العامة والخدمية، للحد من انتشار الجائحة.