تواصل المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» تغيير وجه قرى الريف، من خلال مشروعات البنية التحتية، جنبًا إلى جنب مع تنفيذ استراتيجية «بناء الإنسان» والاستثمار فى العنصر البشرى، من خلال توفير الدورات التدريبية وندوات التوعية والتثقيف.

ويحظى الصعيد باهتمام خاص لدى الرئيس عبدالفتاح السيسى، خاصة محافظة سوهاج، وهى واحدة من أكثر المحافظات احتياجًا؛ نتيجة تراكم تأثير عقود من الإهمال الحكومى للصعيد، يسعى الرئيس بكل جرأة وشجاعة لمحو آثاره من خلال خطة تنمية طموحة للصعيد.

30 مجمعًا خدميًا بالقرى الرئيسية.. ومد شبكات المياه والكهرباء والاتصالات

قال اللواء طارق الفقى، محافظ سوهاج، إن الأجهزة المعنية ومسئولى «حياة كريمة» يسابقون الزمن للانتهاء من جميع مشروعات المبادرة الرئاسية لتسليمها فى الوقت المحدد، وفق الجداول الزمنية الخاصة بالتنفيذ.

وأضاف أن مشروع «حياة كريمة» هو انطلاقة للجمهورية الجديدة بمحافظات الصعيد، خاصة محافظة سوهاج التى حازت نصيب الأسد من مشروعات المبادرة فى إطار اهتمام الدولة بمدن وقرى الصعيد، الذى تحول من الهامش؛ ليصبح بؤرة اهتمام القيادة السياسية فى مصر. وتابع «الفقى»: «لن نسمع كلمة تهميش الصعيد مرة أخرى، فنحن، حاليًا، بصدد الإعلان عن الانتهاء من أعمال إنشاء ٨ مجمعات خدمات حكومية للمواطنين، ضمن ٣٠ مجمعًا على مستوى المحافظة بقرى المبادرة الرئاسية حياة كريمة».

ولفت إلى أن المجمعات التى جرى الانتهاء منها بقرى «أم دومة بطما، والزوك الغربية، وأولاد سلامة، وروافع العيساوية بالمنشأة، وأولاد عليو، وبرديس، وبنى حميل، وعرابة أبيدوس بالبلينا». وأشار إلى استمرار العمل بباقى المجمعات بنسب تنفيذ متفاوتة تصل غالبيتها إلى ٩٠٪، فى إطار خطة الدولة وتوجيهات القيادة السياسية لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. 

وأوضح محافظ سوهاج أن مجمعات الخدمات الحكومية «تحيا مصر» يجرى إنشاؤها وفق نموذج موحد بجميع القرى المستهدفة، حيث يضم كل مجمع «مركزًا تكنولوجيًا، ومكتب تموين، ومكتب تضامن اجتماعى، ومكتب بريد، ومكتب شهر عقارى، ووحدة محلية، ومجلسًا شعبيًا محليًا».

وتهدف إلى توفير جميع الخدمات الحكومية التى يحتاجها المواطن فى مكان واحد؛ لتوفير الوقت والمجهود وتقديم الخدمة بصورة لائقة للمواطنين. 

ولفت «الفقى» إلى أن مجمعات الخدمات الحكومية الـ٣٠ تنقسم إلى: ٤ مجمعات خدمية بمركز دار السلام، و٤ مجمعات بمركز البلينا، و٥ مجمعات حكومية بمركز طما، و٥ مجمعات بمركز المراغة، ومجمعين خدميين بمركز ساقلتة، وعدد ٥ مجمعات بمركز المنشأة، و٥ مجمعات بمركز جرجا. وأضاف أن تأثير «حياة كريمة» يظهر بوضوح فى قرية «أم دومة» بمركز طما، لتصبح أول قرية نموذجية بسوهاج، بعد أن جرى الانتهاء من معظم المشروعات وشارف باقى المشروعات الخدمية والتنموية بالقرية على الانتهاء. 

وأشار «الفقى» إلى أن قرية «أم دومة» شهدت مشروعات توصيل خدمات مياه الشرب والصرف الصحى، والغاز الطبيعى، والكهرباء والاتصالات، وإنشاء مجمع خدمات المواطنين «تحيا مصر»، ومجمع الخدمات الزراعية، وإنشاء وتطوير عدد من المدارس بالقرية، وتطوير ورفع كفاءة مركز الشباب، وإنشاء وحدة طب أسرة متطورة.

كذلك إنشاء نقطة إسعاف، ووحدة مطافئ، ومركز تنمية الأسرة، فضلًا عن تبطين الترع، وتطوير مكتب البريد، وإنشاء لوحة توزيع كهرباء «أم دومة»، وإنشاء وحدة صحية جديدة، وفقًا لنموذج التأمين الصحى الشامل.

٤٦٠ مشروعًا لمياه الشرب والصرف الصحى

ذكر المهندس محمد صلاح الدين عبدالغفار، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمحافظة سوهاج، أنه يجرى حاليًا الانتهاء من إحلال وتجديد خطوط المياه بمركز طما وقراه، بطول ٢٠ كيلومترًا، وبتكلفة تبلغ ١٠ ملايين جنيه، وذلك لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وتوفير كوب مياه نظيف مطابق للمعايير القياسية للجودة، مع التغلب على ضعف المياه.

وأضاف: «إجمالى عدد مشروعات الصرف الصحى المدرجة ضمن خطة المبادرة بمختلف قرى المحافظة بلغ ٤٦٠ مشروعًا، تتضمن مشروعات لمحطات رفع ومعالجة وخطوط مياه وشبكات وغيرها، ونسب التنفيذ فيها تتفاوت بين مشروع وآخر». 

وتابع: «مشروعات الصرف الصحى بالمحافظة تتضمن ٥٠ مشروعًا بمركز دار السلام، و٩٠ مشروعًا بمركز البلينا، و٣٦ مشروعًا بطما، و٤٧ مشروعًا بالمراغة، و٣٨ مشروعًا بساقلتة، و٩٢ مشروعًا بالمنشأة، و١٠٣ مشروعات بجرجا».

الانتهاء من تطوير ورفع كفاءة 50 وحدة صحية حتى الآن 

أكدت الدكتورة كريمة حامد، وكيلة وزارة الصحة بسوهاج، أن القطاع الطبى بالمحافظة تطور بشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة، حيث تم الانتهاء من تطوير ورفع كفاءة ٥٠ وحدة صحية ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، بالإضافة لافتتاح التشغيل التجريبى للعيادات الخارجية بمستشفى سوهاج الجامعى.

وقالت إنه تم افتتاح عدد من الوحدات العلاجية والعيادات الجديدة بمستشفيات سوهاج، فضلًا عن تزويدها، بالتعاون مع وزارة الصحة، بأكثر من ٧٥٠ جهازًا حديثًا بمختلف الأقسام الطبية التى أسهمت فى رفع الكفاءة الفنية للمستشفيات وتقديم خدمة طبية متكاملة للمواطنين.

وذكرت أن من أهم الأجهزة التى تم تزويد مستشفيات سوهاج بها: ١٠٤ ماكينات غسيل كلوى، وجهازا أشعة مقطعية حديثة، و٢٦ جهاز تنفس صناعى للكبار، و٧ أجهزة تنفس صناعى للأطفال، و٤ أجهزة لغازات الدم، و١٠٦ أسرّة رعاية مركزة، و٨ أجهزة أشعة موجات فوق صوتية، و٤ أجهزة أشعة متنقلة، و٣ أجهزة سنترفيوج كروت حديثة ومستلزمات التشغيل الخاصة بها، التى تستخدم داخل بنوك الدم وتعد من أحدث الأجهزة المعملية المنضمة حديثًا إلى المنظومة الصحية بالمحافظة».

وفى مجال التطعيمات والرعاية الأساسية، كشفت عن تطعيم مليون و٢٠٠ ألف مواطن من مختلف أنحاء المحافظة ضد فيروس كورونا، بالإضافة لتقديم الخدمات الطبية لأكثر من مليونين و٤٨١ ألف مواطن من خلال مبادرات رئيس الجمهورية المختلفة عبر ٢٠٤ مقرات، التى تشمل: مبادرة الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوى، وصحة الأم والجنين ودعم صحة المرأة المصرية، وعلاج ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال، والأنيميا والتقزم لدى أطفال المدارس، ومبادرة فحص كبار السن.

وأضافت أنه تم تنظيم ٩٠ قافلة طبية قدمت خدماتها بالمجان لأكثر من ٨٥ ألفًا و٦٠٠ مواطن بالقرى الأكثر احتياجًا.

سكان «أم دومة»: نشهد طفرة.. ونستعد لإعلان القرية نموذجية

أوضح شريف أبوسحلى، منسق مبادرة «حياة كريمة» بمحافظة سوهاج، أن المحافظة تستعد لإعلان «أم دومة» كأول قرية نموذجية فى مصر، بعد انتهاء أكثر من ٩٠٪ من مشروعات المبادرة بها، وبعد تطوير بنيتها التحتية بشكل شامل، وتدشين مجمع خدمى ووحدة صحية على أعلى مستوى.

وأضاف: «حياة كريمة هى مشروع قومى كبير يعيد تأسيس البنية التحتية بشكل شامل فى مختلف المجالات، ففى مجال التعليم وحده تم تدشين نحو ١٢٥ مدرسة بمحافظة سوهاج وحدها، وهو إنجاز كبير يحسب للمبادرة».

وأعرب أهالى قرية «أم دومة» عن سعادتهم بتحول قريتهم إلى قرية نموذجية، بعد تنفيذ مشروعات مبادرة «حياة كريمة» بها فى مختلف القطاعات، مؤكدين أن الصعيد أصبح بؤرة اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وقال عاصم النوحى، من أبناء القرية، إنه علم عن مشروعات المبادرة أثناء سفره للخارج، وتابعها عبر الصور والرسائل التى يرسلها إليه أبناؤه لمدة ٣ سنوات، ولم يكن يصدق فعلًا أن كل ذلك يحدث بالقرية.

وأضاف: «عندما عدت من الخارج فوجئت بأن الإنجاز على أرض الواقع يفوق ما رآه فى الصور، وأن مشروعات الوحدة الصحية والمجمعات الخدمية وتأهيل ورصف الطرق وتوفير الخدمات هى طفرة ناتجة عن إرادة حقيقية لتغيير الواقع نحو الأفضل».

أما إيمان حماد، الموظفة بالوحدة الصحية بالقرية، فأكدت أن ما شهدته الوحدة من تطوير وتحديث هو مدعاة للفخر، لأنها أصبحت أقرب للمستشفيات الكبيرة، وقادرة على خدمة آلاف المواطنين، فى ظل توافر التجهيزات والبنية التحتية.