تضامن جزائري واسع تحظى به محنة الطفل المغربي ريان، العالق لليوم الرابع على التوالي في بئر عميقة بعلو 32 مترا غير مغطاة وغير مسيجة قرب منزل عائلته بقرية “إرغان” بجماعة “تمروت” إقليم شفشاون.
ومنذ الساعات الأولى لانتشار نبأ سقوط ريان ذو الخمس سنوات في قعر الجب، أبدى جزائريون تأثرا كبيرا وهم يتابعون تطورات الجهود المتواصلة لإنقاذ ابن ريف “إرغان”، وهو ما عكسه حجم التدوينات المتعاطفة معه والعدد المتزايد من الصور والفيديوهات المتداولة مرفوقة بوسم “أنقذوا ريان”، الذي تصدر مواقع التواصل الاجتماعي في الجارة الشرقية للمملكة.
هذا التفاعل الجزائري الواسع الناطق مع مأساة الطفل “ريان”، لم يقتصر على نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هناك فحسب؛ بل شمل مواقع إخبارية وشخصيات معروفة أيضا تتابع الحدث لحظة بلحظة، وما تنفك تدعو ضمن تدوينات وتغريدات على حساباتها الشخصية بأن تتكلل جهود الغوث المتواصلة إلى حدود اللحظة من يزمه الجمعة، بالنجاح ويخرج الطفل من الحفرة السحيقة سليما معافى.
الروائية الشهيرة أحلام مستغانمي، أظهرت تعاطفا لافتا مع هذا الحدث الأليم، سواء على صفحتها الرسمية بـ”فيسبوك” أو “تويتر”، إذ دوّنت في أحد هذه التفاعلات قائلة: “كم أوجع قلوبنا هذا الطفل، الصامد منذ أكثر من 49 ساعة في غياهب بئر بلا طعام و لا ماء، كلّ زاده دعوات الناس”. وأكملت صاحبة “الأسود يليق بك”: “اللّهم يا لطيف يا رحمن أرنا فيه عجائب لطفك ومعجزات رحمتك. إنا استودعناك ابننا جميعا وليس له سواك منقذا ونصيرا”.
من جهته، نشر النجم الكروي الجزائري، رياض محرز، صورة الطفل ريان على حسابه بـ”انستغرام”، مرفوقة بتعليق “ابق قويا”، مثلما فعل تماما زميله اسماعيل بناصر، لاعب كرة القدم الجزائري المغربي، الذي أعرب عن تضامنه مغردا: “الشجاعة لريان الصغير ولعائلته وجميع الأشخاص الذين تضافرت جهودهم من أجل إنقاذه”.
كذلك، نشر الصحافي الجزائري إيدير دحماني، تدوينة عبر “فيسبوك” جاء فيها: “قلوبنا في المغرب مع الطفل ريان الذي لا يزال عالقا داخل بئر في حين تتواصل عمليات الحفر لإخراجه”، فيما أشاد مواطنه الصحافي أيضا سامي قاسمي، بتعاطف شعبه مع قضية ريان، وشدد على أن “رباط الشعوب أقوى من مناكفات النخب السياسية وفجورها عند الخصومة”، خاتما تدوينته بالدعاء إلى الطفل بالنجاة.
حفيظ الدراجي، المعلق الجزائري المثير للجدل، والمعروف بمناكفته للمغاربة، هو الآخر تفاعل مع الموضوع، وكتب: “قلبي مع الطفل المغربي ريان الذي سقط في بئر بعمق 30 مترا في قرية قرب مدينة شفشاون (شمال المغرب). منذ أكثر من 45 ساعة الولد لايزال متشبثا بالحياة، وعمليات الإنقاذ متواصلة إلى الآن. متعاطف مع عائلته وذويه وأحبته اللهم أخرجه سالما معافى”.
خديجة بن قنة، الإعلامية الجزائرية في قناة “الجزيرة” التي لا تحفظ للمغرب شيئا من الودّ، حرّكت هذه اللحظة الإنسانية مشاعرها أيضا، وهو ما تظهره تدوينة نشرتها حملت دعاء للطفل ريان بالسلامة، مواسية والديه.
وذكرت صحيفة الشروق الجزائرية، في مقال خاص أن حادث ريان “هز قلوب ومشاعر كل الجزائريين الذين لا حديث لهم إلا عنه وعن مدى تقدم عمليات الإنقاذ”، وأضافت: “كل المؤشرات توحي إلى قرب الوصول إلى الطفل ريان وإنقاذه إن شاء الله سالما”.
