نجاحات كبيرة حققها قطاع السياحة والآثار خلال الفترات القليلة الماضية في الوقت الذي تفشت فيه جائحة كورونا وضيقت الخناق على المزارات السياحية حول العالم، حيث وضعت الدولة المصرية خطة محكمة للنهوض بالمنشآت السياحية خلال السنوات الماضية وتم الإعلان عن العديد من الاكتشافات الأثرية التي أعادت مصر كوجهة سياحية عالمية إلى مكانتها الدولية رغم الجائحة.

ووسط ذلك تعالت أصوات برلمانية تطالب الدولة بضرورة توعية الأجيال القادمة بمقاصد مصر السياحية وكنوزها الأثرية، بعد حجم الإنجازات والاكتشافات والافتتاحات الأثرية الكبيرة التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، بتوجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي.

«الدستور» ترصد في السطور التالية أهم إنجازات الدولة لاستعادة عافية قطاع السياحة..

إعادة ترميم وتطوير مدينة إسنا

كان آخر المشروعات الأثرية التي دفعت بها وشددت عليها وزارة السياحة والآثار هو مشروع تطوير وإعادة إحياء مدينة إسنا بمحافظة الأقصر لما تمتلئ به من معالم سياحية مسيحية وإسلامية وآثار تعود لقرون مضت.

وجاء هذا التوجه للاهتمام بمدينة إسنا بعد انتهاء البعثة المصرية من إعادة ترميم وتطوير وإظهار ألوان معبد خنوم بمدينة إسنا جنوب الأقصر، ليخرج إلى النور فى ثوب جديد ويكون نقطة مهمة للسياحة الوافدة إلى الأقصر وأسوان.

في هذا أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن إسنا من المدن التي تحمل في شوارعها تاريخ عريق يحتاج إلى الترميم والتأهيل، مضيفًا أن إسنا تضم عمائر مدنية هامة مثل الخانات وهي مبان عامة لإيواء الوافدين على المدينة من غير أهلها.

وتابع: وعادة ما يحتوي الدور الأرضي منها على حوانيت للتجارة فهي من المنشآت التجارية، ومن العمائر المدنية أيضًا مجموعة الدور والمنازل الأثرية وهي كثيرة ومؤرخة ومنتشرة في بندر وقرى إسنا، ومنها المنشآت الصناعية كمعاصر الزيت وقاعات نسج السجاد والكليم وأفران الفخار والجير.

وذكر خبير الآثار أن مشروع إعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية بمدينة إسنا بالتعاون بين عدة جهات هى محافظة الأقصر ووزارة السياحة والآثار، وبتمويل من الشعب الأمريكي من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إطار الاتفاقية المشتركة بين حكومتي جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الاستثمار المستدام في السياحة بمصر "سايت".

واستكمل ريحان: والذي يهدف إلى زيادة تنافسية قطاع السياحة في مصر من خلال رفع مستوى إدارة المواقع التراثية وترويجها والحفاظ عليها لتحسين العوائد الاقتصادية لسكان المنطقة.

استمرار الاكتشافات الأثرية مع بداية 2022

مع بداية 2022، جاء الإعلان عن كشف أثري جديد يخرج للنور احتفالا بالعام الجديد وهو اكتشاف مقبرة أثرية جديدة محفورة في الصخر تعود للعصر اليوناني الروماني بمنطقة غرب أسوان، من خلال البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة العاملة في محيط ضريح الاغاخان بمنطقة غرب أسوان.

المقبرة تتكون من جزئين، الجزء الأول منها فوق سطح الأرض والثاني منحوت في الصخر، الجزء الأول عبارة عن بناء من الحجر الرملي والطوب اللبن مستطيل الشكل به مدخل المقبرة المحاط بكتل حجرية مغطاة بقبو من الطوب اللبن.

أما الجزء الثاني فهو منحوت بالصخر، ويؤدى المدخل إلى فناء مستطيل نحتت به 4 حجرات دفن، عثر بداخلها على نحو 20 مومياء معظمها في حالة جيدة من الحفظ، وأشارت الدراسات الأولية أن هذه المقبرة جماعية تضم أكثر من أسرة.

شرم الشيخ أول مدينة خضراء

ومع السعي العالم للحفاظ على البيئة كان لمصر استجابة فورية في هذا النطاق من عدة جوانب وكان لقطاع السياحة دور كبير بها، حيث سعت إلى تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء والتي تستوعب كبير كبير من السياحة الوافدة إليها.

وكانت نسبة الإشغالات بفنادق شرم الشيخ تتراوح بين 70 إلى 80% مطلع الموسم الشتوي هذا العام، وذلك نظرًا لأن شرم الشيخ تعد من أفضل المقاصد السياحية في العالم بهذا التوقيت من العام.

حيث سيتم توسعة  المساحات الخضراء في المحافظة كما سيتم الاعتماد على الطاقة الشمسية من 5 إلى 15 ميجا بايت، وتحويل السيارات التي تعمل بالبنزين، مع تقليل الانبعاث الحراري  بالسولار والبنزين إلى الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى توسعة الشوارع، وتنفيذ منظومة نظافة جديدة واعادة تدوير المخلفات والتعاقد مع شركة نظافة جديدة للعمل بالمحافظة.