وفاة «سيد القمني».. المفكر المثير للجدل بأفكار تدعو للتجديد 


أعلن الدكتور خالد منتصر منذ قليل على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي وفاة المفكر سيد القمنى، نبأ وفاته مدونا «وداعا سيد القمنى» .
ويعد المفكر سيد محمد القمني صاحب أفكار تدعو للتجديد، اتسمت بكثير من الجرأة، فهو معادي فكرياً لجميع جماعات الإسلام السياسي، كما أن معظم أعماله تناولت مرحلة حساسة من التاريخ الإسلامي، فالبعض اعتبره باحثاً بالتاريخ الإسلامي من وجهة نظر ماركسية, في حين أنه يعتبر نفسه من أتباع فكر المعتزلة، كما أنه نادى بتغير المناهج الدينية الإسلامية وخاصةً في المملكة العربية السعودية.
ولد سيد محمد القمني في 13 مارس 1947 في مدينة الواسطى في محافظة بني سويف في مصر، ولقب القمني نسبة إلى مسقط رأس العائلة، ترعرع القمني في بيئة متدينة لأب أزهري يعمل بالتجارة.
وبدأ اهتمامه بالفلسفة عند دراسته في المرحلة الثانوية، وحصل على شهادة الفلسفة من جامعة عين شمس في عام 1969، وعمل مدرساً لمادة الفلسفة في المرحلة الثانوية لقنا في صعيد مصر، ومن ثم سافر للكويت للعمل، واستكمل مشواره العلمي للدراسات العليا في الجامعة اليسوعية في بيروت.
ويعتبر القمني كاتب صاحب أفكار تدعو للتجديد، ومعادي لحركات الإسلام السياسي، تتسم أفكاره بطابع تصادمي، وذلك بسبب تناول أبحاثه التاريخية وكتبه لقضايا تعتبر حساسة ومحرم البحث فيها, وانتقده الكثيرين لأن أغلب المصادر التي استند عليها هي مصادر معترف بها من قبل الأزهر ولم يعتمد على مصادر أخرى، واعتبر في أغلب أبحاثه أن العامل السياسي هو السبب في اتخاذ القرار الديني, وذلك في الفترة المبكرة من التاريخ الإسلامي، ويظهر هذا جلياً في عدد من كتبه، مثل كتاب الحزب الهاشمي وكتاب حروب دولة الرسول، ومن جهة أخرى فقد اعتمد على تحليلات علمية لقصص الأنبياء كما في كتابه النبي إبراهيم.
وفي شهر أكتوبر 2004، وبعد التفجيرات التي حدثت في طابا، صعّد القمني من لهجة خطابه في المقالات التي ينشرها ضد الإسلام السياسي, فعنون في أحد مقالاته إنها مصرنا يا كلاب جهنم، هاجم فيه تيارات الإسلام السياسي، حيث كتب إننا في ولاية ضمن أمة لها خليفة متنكر في صورة القرضاوي أو في شكل هويدي، تتدخل في شأن كل دولة يعيش فيها مسلم بالكراهية والفساد, وعلى أثر هذا المقال تلقى القمني العديد من التهديدات بالقتل، حتى تلقى تهديداً بالقتل باسم أبو جهاد القعقاع من حركة الجهاد المصري، في 17 يونيو 2005، أصدر تنظيم القاعدة في العراق رسالة تهديد له بالقتل، نشرت على موقع إنترنت.
بعد ذلك كتب سيد القمني في مجلة روز اليوسف يعلن فيها توبته عن أفكاره السابقة، وإعلانه اعتزال الكتابة.
في 10 نوفمبر 2004، وفي لقائه مع صحيفة ميدل إيست تايمز اعتبر القمني أن بداية ولعه في التعمق بالتاريخ الإسلامي، يعود إلى نكسة حزيران 1967، وانهيار الحلم الناصري العروبي في بناء دولة حديثة، فاعتبر أن جذور المشكلة لم تكن مجرد إخفاق عسكري فحسب، بل كانت متأصلة في الفكر الإسلامي وليس الفكر العروبي, فقد اعتبر أن الموروث الثقافي العربي تعود جذوره لتراكمات ثقافية وحضارية لشعوب سكنت منطقة الشرق الأوسط قبل الإسلام، وأن الثقافة العربية لم تبدأ مع بداية الوحي وأن هناك دور لحضارات وشعوب وديانات قد سبقت الإسلام وساعدت في صياغته وظهوره.
واعتبر السيد القمني أن الإنسان الشرقي علّم نفسه أن يكون ديكتاتورياً، لدرجة أنه فقد معنى الحرية، وذلك بسبب انعدام وضوح الرؤية عن حقيقة انتمائنا، كما يرى سيد قمني أن للقرآن الكريم بعدان، بعد الحقائق التاريخية، وهي أحداث حدثت في التاريخ الإسلامي، مثل غزوة بدر وأحد وحروب المسلمين مع اليهود في يثرب.
شبه البعض كتابه الحزب الهاشمي برواية آيات شيطانية للروائي سلمان رشدي، مع الفرق أن القمني لم يستخدم الألفاظ البذيئة التي استخدمها سلمان رشدي.
وألف القمني عدد من الكتب على سبيل الذكر لا الحصر، ففي عام 1996، أصدر كتابين هما النبي إبراهيم والتاريخ المشهور وكتاب حروب دولة الرسول, وقصة الخلق، والنسخ في الوحي، والحزب الهاشمي، والتاريخ المجهول، العرب قبل الإسلام.
وفي عام 1998، صدر له كتاب السؤال الآخر، وفي 1999، أصدر كل من النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة، وكتاب بعنوان قصة الخلق.
في عام 2000، أصدر كتاب إسرائيل، الثورة التاريخ التضليل، وفي 2001، صدر له كتاب إسلاميات والعام التالي أصدر كتاب إسرائيليات، وفي 2004، صدر له الجماعة الإسلامية رؤية من الداخل، وفي العام التالي، كتاب أهل الدين والديمقراطية.
في عام 2009، حصل القمني على جائزة الدولة المصرية التقديرية للعلوم الاجتماعية وقيمتها 200 ألف جنيه، أثار ذلك حفيظة كل من الدعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري، فقد قام برفع دعوى قضائية ضد وزير الثقافة المصري فاروق حسني، وأمين المجلس الأعلى الثقافي علي أبو شادي.
والمفكر سيد قمني متزوج وله إبنة تدعى إيزيس القمني، يقال أنه كان على خلاف مع إخوته بسبب أرائه الدينية، هذا ما صرح به أخوه عبد العال القمني في عام 2012، مؤكد أنه منقطع عن عائلته منذ 15 عاماً.
وهناك شائعات حول قرار استقالة القمني من مجلة روز اليوسف، تقول شائعة أن سبب الاستقالة هو خلاف بين القمني ورئيس تحرير المجلة, وفي عام 2003.
اقرأ أيضا | «المجلس الأعلى للإعلام» ينعى الكاتب الصحفى عبدالقادر محمد

تاريخ الخبر: 2022-02-06 18:17:28
المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

زلزال بقوة 5.9 درجات يضرب جنوب غربي الصين - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-06-01 06:24:07
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 57%

أكثر اللاعبين تتويجاً بدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد.. إنفو جراف

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-06-01 06:22:16
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 45%

اليوم.. الخط الثالث للمترو يقلل زمن التقاطر فى ساعات الذروة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-06-01 06:22:18
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 35%

علاء مبارك يهاجم الفرعون محمد صلاح ويدعوه للتخلي عن صمته

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-06-01 06:07:49
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 89%

بكاء رونالدو يتصدر المشهد بعد خسارة نهائي كأس خادم الحرمين.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-06-01 06:22:20
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 41%

تعرف على موعد بدء تأهيل علي معلول فى الأهلي بعد جراحة أكيلس

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-06-01 06:22:12
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 45%

تعرف على مواعيد قطارات القاهرة - الإسكندرية والعكس

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-06-01 06:22:14
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 37%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية