قال الإعلامي الدكتور جمال الشاعر، خلال مناقشة كتاب "عبودية الكراكيب"، من تأليف كارين كينجستون، وترجمة دكتورة مروة هاشم، في ختام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب: كان اختيار الدكتورة مروة هاشم لعنوان الكتاب عبقريا، بل أبدعت في ترجمة العنوان، بما يعكس فكرة عبودية الكراكيب، هذه البراعة ليست في الترجمة فقط، وإنما أيضا هي صاحبة وجهة نظر.

وتابع "الشاعر" موضحا: جزء كبير من وجداننا كأمة يتعلق بفكرة الكراكيب، ليس فقط بالمعني المادي وإنما أيضا بالمعني النفسي والروحي. فحياتنا كلها كراكيب، وأي بيت مصري لا يخلو من وجود "السندرة" إو "البدروم" أو حتى فوق السطوح، سنجد كراكيب متراكمة "بالهبل"، تمثل مخزن للعشوائيات.

وأردف "الشاعر": لا بد من إعادة النظر في كراكيب حياتنا التي تشغل المساحات، أعتقد أن الكراكيب جزء من ثقافة الزحمة، التي تشغل التفكير والعقل، الكراكيب جزء من السمنة المصرية، فنحن مغرمين بالأثاث وتكديسه، ومغرمين بفكرة "النيش"، علي النقيض من شعوب أخري، حياتها بسيطة وسهلة. أدعو إلي إعادة النظر في الدراسات الاجتماعية في إطار سوسيولوجيا المعرفة، للوقوف علي مثل هذه الظواهر وأسبابها وكيفية معالجتها. فنحن نمشي بحمولات زائدة وهذا الكتاب يحرض علي التنظيم والتخطيط العلمي لكل مناحي حياتنا.  

وبدورها قالت مترجمة كتاب "عبودية الكراكيب"م الدكتورة مروة هاشم: لم يكن المرادق العربي لكلمة "الكراكيب" باللغة الإنجليزية حاضرا في ذهني في المرة الأولي التي رأيت فيها عنوان هذا الكتاب، وبالطبع لم يكن لدي أيضا أي معرفة سابقة بما يطلق عليه "فينج شوي"، غير أنني بدأت أتصفح الكتاب وأصابتني الدهشة من أن الكتاب يتناول مشكلة الكراكيب. ويغوص الكتاب في أعماقنا لمعرفة الأسباب التي تجعلنا نحتفظ بها، ثم ينتقل إلي تحديد الكراكيب الموجودة في حياة كل واحد منا، وبالطبع تختلف من شخص إلي آخر.

وأوضحت "هاشم": يدعونا هذا الكتاب إلي التخلص من كراكيب الجسد، وكراكيب الذهن، والكركيب العاطفية والذكريات الأليمة، وكراكيب الروح. كما يقترح علينا أن نتأمل أنفسنا، ونتذكر أولوياتنا في الحياة، وغايتنا منها.

يبدأ الكتاب بالأشياء الخارجية المحيطة بالإنسان بكل ما فيها من تفاصيل صغيرة، لأنها تعبر عن حاضره وماضيه، وتسهم بشكل كبير في تشكيل مستقبله، ويتدرج الكتاب بصورة متناغمة حتي يصل إلي كراكيب الروح وتصفية الذهن من الكراكيب، والتوقف عن الخوف والقلق ونقد الآخرين وإصدار الأحكام عليهم وضدهم كما أشارت مؤلفة الكتاب كارين كينجستون، في نهاية الكتاب، فإن الهدف من إصداره يتمثل في تقديم طريقة بسيطة يستطيع من خلالها المرء أن يتخلص من كل الكراكيب، التي تجعل رؤيتنا لكل الأمور غير واضحة، أو تصيبنا بالحيرة، أو تقودنا إلي الطريق الخاطئ، أو تعوق تقدمنا في الحياة.

وشددت "هاشم" علي أنه: لا يدري معظم الناس كيف تؤثر فيهم الكراكيب، فربما تنظر أو تتعامل مع الكراكيب الموجودة لديك علي أنها أشياء تساعدك في حياتك، أو علي الأقل سوف تستخدمها فيما بعد بمجرد أن تنتهي من تصنيفها وترتيبها. إنك لن تكتشف أن شعورك سيكون أفضل من دونها إلا عندما تبدأ بالفعل في التخلص منها.