اُختتمت فعاليات الدورة الـ٥٣ لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، بنجاح كبير على مستوى جميع الأصعدة، سواء الإقبال أو المبيعات أو الفعاليات، وحققت صدىً كبيرًا داخليًا وخارجيًا.

وأعربت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، فى حوارها مع «الدستور»، عن سعادتها بنجاح الدورة الـ٥٣ لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، معتبرة أنها عالجت الكثير من سلبيات الدورات السابقة، فضلًا عما شهدته من فعاليات تُنظم لأول مرة فى تاريخ المعرض.

وكشفت الوزيرة، فى الحوار، عن أن الدورة الجديدة للمعرض فى يناير ٢٠٢٣، ستشهد العديد من الإضافات، علاوة على التنسيق مع وزيرى التربية والتعليم، والتعليم العالى، لمعالجة أزمة مواكبة وقت امتحانات نصف العام الدراسى مع الأيام الأولى من المعرض.

■ انتهت فعاليات الدورة الـ٥٣ من معرض القاهرة الدولى للكتاب.. ما تقييمك للمستوى؟

- أستطيع أن أعبر عن سعادتى بنجاح المعرض، ولا يوجد شك فى أن نقل مقره إلى مكانه الجديد فى التجمع الخامس، خلال دورة «اليوبيل الذهبى»، أحدث طفرة كبيرة، وكانت خطوة جريئة، سبقتها دراسة وافية.

ومع تنظيم أول معرض فى التجمع الخامس وقت الاحتفال بـ«اليوبيل الذهبى»، كنا نخرج فى كل دورة بأفكار جديدة، ونستطيع القول إننا فى الدورة الـ٥٣، حققنا جزءًا كبيرًا على مستوى علاج السلبيات، التى ظهرت منذ نقل المعرض إلى مكانه الحالى، وحققنا تطورًا كبيرًا، وما زال أمامنا الكثير.

وتحدثت مع الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة العامة للكتاب، وناقشنا أفكارًا جديدة من المقرر تطبيقها فى الدورة المقبلة المقررة فى يناير ٢٠٢٣.

وأعتقد أن الإضافات التى نفذناها فى المعرض خلال الدورة الحالية، ساعدت على نجاحه، وتميزه عن الدورات السابقة، ومن أهمها المنصة الرقمية، التى تحدث نقلة نوعية كبيرة، ونفذناها على مراحل، ولا تزال تحت التطوير.

وبحلول شهر مارس المقبل، ستكون المنصة الرقمية متاحة لجميع قطاعات وزارة الثقافة المعنية بالنشر، ولن تقتصر على الهيئة العامة للكتاب، وبعدها، سنضم دور النشر الخاصة، لتتمكن من بيع إصداراتها «أونلاين»، وبالتالى تصبح منصة كبرى للنشر فى مصر، ويعتبر هذا من أهم الإنجازات التى تحسب للمعرض.

■ يعد معرض كتاب الطفل الذى جرى تنظيمه نقلة نوعية.. فهل هناك أى مقترحات لتطويره؟

- إقامة معرض كتاب للطفل بفعاليات وأنشطة متعددة ساعدت فى نجاح المعرض، وحققت صدى كبيرًا، وخرجنا منه بفكرة إقامة معرض دولى لكتاب الطفل يكون مستقلًا عن معرض القاهرة الدولى للكتاب، ونعكف على دراسة الفكرة خلال الفترة المقبلة، لتحديد التوقيت المناسب، والموازنة الخاصة به، قبل إعلان التفاصيل، وسنتمكن من إقامته، وبهذا نستعيد قوة مصر الثقافية من جديد.

■ اختيار شخصيتى المعرض يحيى حقى وعبدالتواب يوسف، أسهم فى إنجاح المعرض.. فماذا عن شخصيات الدورة المقبلة؟

- اختيار الشخصيتين يحيى حقى وعبدالتواب يوسف كان أمرًا مهمًا، وهذا يصعب علينا الاختيارات المقبلة، وسيترك الأمر للجنة العليا للمعرض.

■ ما تقييمك للإقبال على المعرض هذا العام؟

- الإقبال كان كبيرًا من جميع الفئات، ففى فترة كنا نتحدث عن أن المصريين لا يقرأون، ولكن المعرض أثبت عكس ذلك، فشهدنا إقبالًا لعدد كبير من الشباب بمختلف محافظات مصر.

والبيع «أونلاين» من خلال المنصة الرقمية إضافة كبيرة جدًا، بالتعاون مع وزارة الاتصالات، ممثلة فى البريد المصرى.

وواجهتنا مشكلة بسيطة فى التزامن بين الافتتاح وامتحانات بعض الطلاب، لكن كان لا بد من إقامة المعرض، لأنه مرتبط بالمواعيد الدولية لباقى المعارض، إضافة إلى تغيير إجازة نصف العام الدراسى، بسبب ظروف جائحة فيروس «كورونا»، التى يمر بها العالم، ولكن كان الإقبال كبيرًا، والأعداد تضاعفت مع آخر يوم فى الامتحانات.

■ هل رصدتم أى سلبيات؟ 

- جارٍ إعداد تقرير شامل للمعرض عن السلبيات والإيجابيات بشكل كامل، وسيتم إعلانه عقب الانتهاء منه. يهمنا جدًا معرفة أكثر أنواع الكتب على مستوى المبيعات، سواء أدب أو فكر أو فلسفة، أو غيرها، للاهتمام بها.

■ الجوائز فى الدورة الحالية شهدت طفرة كبيرة على مستوى القيمة المالية أو نوعية الأعمال.. ماذا عن قيمتها مستقبلًا؟ وهل ستتم إضافة فروع جديدة لها أم لا؟

- العام الحالى، كانت لى وجهة نظر فى الجوائز، وهى أنه لا يصح أن تكون قيمة جوائز معرض القاهرة الدولى للكتاب بتاريخه العريق متواضعة، لذا تعاونّا مع البنك الأهلى الذى دعم الجوائز، واستطعنا من خلال ذلك رفع القيمة المالية، ومن الممكن أن نفكر فى زيادتها فى الدورة المقبلة.

وليس من المطروح تخفيض قيمة الجوائز مرة أخرى، كما أن إضافة جائزة الناشر العربى كانت أمرًا مهمًا، وأحدثت تنافسًا كبيرًا بين الناشرين العرب. وخطة دعم الناشر وصناعة الكتاب حققت نتائج جيدة.

■ من المؤكد متابعة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمعرض القاهرة.. هل تحدث معكِ عن أى ملاحظات أو توجيهات؟

- رغم كثرة مشاغل الرئيس، كان حريصًا على متابعة المعرض وأبدى سعادة بتنظيمه، وكنا نستشعر ذلك بالفعل، كان رد فعله رائعًا جدًا، خاصة أن تنظيم المعارض تزامن مع زيارة عدد من مختلف رؤساء الدول لمصر، وضمت الوفود الرسمية وزراء ثقافة أشادوا بالمعرض أمام الرئيس، وحضروا معنا الافتتاح، وبعد أيام من انطلاق المعرض، تلقينا رسائل من الوزراء لنقل خبراتنا فى التنظيم لبلادهم.

■ لماذا اخترتم الأردن لتكون ضيف شرف الدورة المقبلة ٢٠٢٣ لمعرض القاهرة الدولى للكتاب؟

- من المهم جدًا أن تكون دولة عربية شقيقة ضيف شرف المعرض، واختيار الأردن مهم جدًا، لأنه تجمعنا علاقة وطيدة مع المملكة، خاصة فى مجال الثقافة والفنون.

وأسعدنى التواصل مع وزيرة الثقافة الأردنية، التى أبدت سعادتها بالحضور كضيف شرف، وستكون دورة مثمرة، وسيكون هناك تعاون كبير جدًا بيننا.

التعاون بيننا عميق وكبير، والحقيقة كنت فى الأردن قبل أشهر بسيطة، فى مهرجان جرش، وشهدت بعض الفعاليات، وكنت فخورة بالمشاركة المصرية فى فعاليات المهرجان. والأردن به عدد كبير جدًا من الناشرين، وكذلك الكتاب، والمفكرين، وسيكون التعاون مثمرًا أدبيًا وفكريًا، وسيكون له تمثيل كبير جدًا. وأرى أيضًا أن اليونان كان لها حضور مشرف فى الدورة الـ٥٣ رغم ظروف جائحة «كورونا».

ما أهم نتائج تنظيم البرنامج «المهنى»؟ 

- «البرنامج المهنى» إضافة مهمة جدًا للمعرض، وسعيدة بأن المعرض كان يركز على المحتوى الأدبى والثقافى، ولا شك أن أى حدث دولى، لا بد أن يكون فيه نشاط فنى، لكن التركيز فى المعرض على المحتوى الثقافى والأدبى، ومناقشة عدد من القضايا المهمة، كان مُشرِّفًا.

وأهم ما أضافه «البرنامج المهنى» مؤتمر الترجمة، والمؤتمر الخاص بالناشرين وصناعة النشر، والذى خرج بتوصيات مهمة جدًا ستتم دراستها، للتنفيذ خلال الفترة المقبلة، وأرى أن أهمها الترجمة عن اللغة العربية.