عاد مصطلح "الكارشير" ليطل برأسه مجددا في الحملة الانتخابية بفرنسا بعدما نطق به للمرة الأولى نيكولا ساركوزي خلال زيارة قام بها إلى حي شعبي في ضواحي باريس بصفته وزيرا للداخلية في 2005.
ففاليري بيكريس، المرشحة باسم حزب "الجمهوريون" تريد هي الأخرى الاستعانة بهذه الآلة الألمانية لتطهير الأحياء الشعبية من تجار المخدرات والسكان العنيفين. لكن ما هي يا ترى آلة "الكارشير"؟ ومن اخترعها؟ هي آلة لتنظيف القذارة بواسطة مياه عالية الضغط حسب القاموس الفرنسي "لاروس".
تحمل هذه الآلة اسم الرجل الذي اخترعها، وهو الألماني ألفرد كارشير. ولقيت الكلمة رواجا كبيرا في فرنسا بعدما استخدمها نيكولا ساركوزي في 2005 وكان آنذاك وزيرا للداخلية خلال زيارة قام بها إلى بلدية "لاكورنوف" بمنطقة سين سان دوني وضواحي أخرى إثر مقتل الطفل سيد أحمد حماش (11 عاما) عن طريق الخطأ بطلقة رصاص أثناء شجار نشب بين عصابتين متناحرتين في حي "4000 شقة".
وعند وصول ساركوزي إلى عين المكان، تحدث مع سكان هذا الحي وقال لهم بصريح العبارة "ابتداء من يوم غد، سنقوم بتنظيف حكيم بواسطة الكارشير. سنسخر كل الإمكانيات الضرورية ونأخذ الوقت اللازم من أجل ذلك".
سياسيون آخرون استخدموا مصطلح "الكارشير"
وباستخدامه كلمة "الكارشير"، أثار ساركوزي جدلا واسعا فرأى البعض في كلامه مثالا لوزير عازم على توفير الأمن ومواجهة المجرمين وتجار المخدرات والشبان العنيفين، في حين رأى العديد أنه يشبههم بالوسخ فيجردهم من إنسانيتهم بل وأن هذا التشبيه يشمل في المخيلة العامة سكان الضواحي جميعهم ويربطهم بالقذارة.
ومنذ ذلك اليوم، بقي هذا المصطلح منسوبا إلى ساركوزي في ذاكرة الفرنسيين. وقد استخدمه سياسيون آخرون لأغراض مختلفة. فضيلة عمارة، الوزيرة المنتدبة السابقة والمكلفة بسياسة المدن في عهد ساركوزي والتي صرحت في 2010 خلال مقابلة صحفية مع يومية "لو بروغري دو ليون" "يجب أن ننظف بالكارشير العنف الذي يقتل أولادنا في الأحياء". أما المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية في 2007 باسم الحزب الاشتراكي سيغولين روايال فاستعملت هي أيضا مصطلح "الكارشير" ضد ساركوزي عندما تطرقت إلى المشاكل القضائية التي كان يعاني منها آنذاك. فقالت "نيكولا ساركوزي تحدث كثيرا عن عملية تنظيف الأحياء بواسطة آلة الكارشير. اليوم نحن نحتاج ربما إلى عدة آلات كارشير لتنظيف نظام ساركوزي السياسي".
تهديدات قضائية
وعاد مصطلح "الكارشير" إلى النقاش اليوم، إذ قالت فاليري بيكريس مرشحة حزب "الجمهوريون" لانتخابات 2022: "سأستخدم من جديد آلة الكارشير لتنظيف أحيائنا وإعادة فرض الأمن في شوارعنا". وأضافت "آلة ’الكارشير‘ هي رمز من رموز سياسة اليمين الفرنسي الذي سيقوم بفرض الأمن في الضواحي الشعبية خلافا لما قام به ماكرون".
وبسبب الاستخدام "الغير مناسب" لمصطلح "الكارشير"، تدخلت الشركة الألمانية التي تصنع هذه الآلة بعد تصريحات بيكريس مطالبة بعدم ذكر هذه الكلمة في الوسط السياسي والإعلامي، مهددة بمقاضاة أي شخص يقوم بذلك لأنها رأت فيها استخداما سلبيا يسيء للشركة وقيمها.
طاهر هاني
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم