تسعى الدولة في الوقت الحالي إلى الوصول بالتعليم وتطويره بالشكل الذي يؤهل الطلاب للخروج إلى سوق العمل مؤهلين ومدربين وقادرين على مواكبة التطوير التكنولوجي والمطلوب من هذا المنطلق جاءت المدراس التكنولوجية التطبيقية.

وفي تصريح للدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، خلال لقاءه سفير إيطاليا بالقاهرة والوفد المرافق له؛ لبحث تعزيز الجهود المشتركة في مجال تطوير التعليم قبل الجامعي، أعرب شوقي تقديره لثقة الجانب الإيطالي في مشروع مدارس التكنولوجيا التطبيقية؛ لما له من دور فعال في تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال تأهيل عمالة فنية مدربة، وتأهيل الشباب لسوق العمل.

تتسق مع متطلبات الصناعة والمهن المختلفة 

من الجانب التربوي قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس والخبير التربوي، إن المدارس التكنولوجية التطبيقية جديدة تتسق مع متطلبات الصناعة والمهن الصناعية المختلفة، وترتبط بمهارات سوق العمل وحاجته لعمال مهرة متخصصين في مهارات صناعية متعددة.

وأوضح شحاتة، في تصريح لـ"الدستور"، أن هذه المدارس تنمي وتدرب الطلاب على ممارسة بعض المهن والأعمال الأساسية في مجال الصناعة والتطبيقيات العلمية والتكنولوجية، وتعتبر هذه المدارس هي الطريق الوحيد إلى سوق العمل.

وأضاف أن خريجي هذه المدارس يتم تعيينها في سوق العمل مباشرة ومن ناحية أخرى فإن هذه المدارس تمهد للالتحاق بالجامعات التكنولوجية الثلاثة الموجودة حاليا في مصر، وبالتالي توفر عمال مهرة وطلاب للجامعات التكنولوجية ما تساعد بالصعود بالطلاب في مجال التعليم الصناعي.

وأشار الخبير التربوي إلى أن تحفيز الطلاب على الالتحاق بهذه المدراس من خلال تعريفهم أن هذه المدارس تدربهم عمليا أثناء الدراسة في المصانع والشركات التي يمكن أن تتيح لهم فرص عمل بعد تخرجهم، وأن هذه المدارس تهيئهم وتؤهلهم لسوق العمل، وتفتح لهم الباب أمام التعليم الجامعي.

وكان قد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإنشاء المزيد من مدارس التكنولوجيا التطبيقية في التخصصات الصناعية والاستثمارية، أملًا في توطين الصناعات الكبرى، لتصبح السوق المصرية مفتوحة أمام الشباب المصري.

عدد المدارس التكنولوجية في مصر 

وخلال عام ٢٠٢١ تم افتتاح 12 مدرسة تكنولوجيا تطبيقية بالشراكة مع كبرى الشركات والوزارات، مثل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزارة البترول، ومجموعة شركات فولكس فاجن، ومؤسسة غبور للتنمية، والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، وشركة ايوك برودكشن بي.في، وشركة GIT وشركة MCV، ودار مدحت السويدي للطباعة، وأكاديمية السويدي الفنية.

وتصبح حصيلة مدارس التكنولوجيا التطبيقية 28 مدرسة بـ 10 محافظات مختلفة من محافظات الجمهورية، وهم القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والقليوبية، والمنوفية، والشرقية، والسويس، والمنيا، والدقهلية، بورسعيد.

ربط التعليم بسوق العمل 

ومن الجانب الاقتصادي قال الدكتور علي الادريسي، الخبير الاقتصادي، إن المدارس التكنولوجية التطبيقية ظهرت لتواكب التحرك الذي تسير فيه الدولة وهو اتجاهين الاتجاه الاول مرتبط بربط التعليم بسوق العمل من خلال المدراس القادرة على تخريج مؤهلين بشكل كبير لسوق العمل.

وتابع: وذلك في ظل  الصناعات المتاحة سواء في الزراعة أو الصناعة وتعتمد جميعها على التكنولوجيا والعمالة المهرة وبالتالي الشخص المؤهل لها يصيح قيمة مضافة لهذه الصناعات ويوفر ما تحتاجه الدولة من تدريب وتأهيل للعمالة لتناسب سوق العمل.

 تخدم توطين الصناعة 

وأوضح الادريسي، في تصريح لـ"الدستور"، أن الاتجاه الثاني هو التحرك في اتجاه توطين الصناعة التي لن تتم بالشكل المطلوب إذا لم يتوافر العمال المهرة المؤهلين لهذا التوطين والتصنيع المطلوب، وبالتالي هذه المدراس تخدم هذه التوجهات.

وأضاف أن هذه المدارس تقدم خدمتها في توفير فرص عمل للطلاب الخريجين منها بشكل أسرع ويخدم الدولة من خلال الاضافة لها في قطاع الصناعة والتي تعتمد على التكنولوجيا ويكونوا كوادر مؤهلين.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أنه يجب أن يكون الالتحاق بهذه المدراس سهل والأسعار بها ميسرة واستخدام كافة الأساليب العلمية التي تضمن خروج كوادر مؤهلة، حتى تتأكد أن يكون مستوى الخريج من هذه المدارس بالشكل الذي يحتاجه سوق العمل.