في بداية هذا المقال، سوف اذكر بعض الارقام الهامة والمتعلقة بالسوق السعودي والسوق العالمي، في مجال الذكاء الاصطناعي.
في المملكة، يوجد نحو 24 قطاع حيوي كفرص للاستثمار في الذكاء الاصطناعي، تخطط المملكة لاستثمار أكثر من 20 مليار دولار لتأسيس نحو 400 شركة ناشئة في قطاع الذكاء الاصطناعي بحلول 2030، كما كانت قد أعلنت سابقاً “الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي”.
وايضاً، ستعمل الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي “سكاي” (SCAI)، المملوكة بالكامل لـ”صندوق الاستثمارات العامة”، على تقديم الحلول في قطاع الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة لمجموعة من المستفيدين، خاصة في القطاعات ذات الأولوية في المملكة كقطاعات الطاقة والرعاية الصحية وغيرها. كما ستسعى الشركة لتكون شريكا للمدن الذكية التي يتم تطويرها حاليا في المملكة.
ومن جهة اخرى، دوليا، تشير التقديرات الواردة في “تقرير سوق الذكاء الاصطناعي AI 2020-2025″، القائم على “تحليلات إنترنت الأشياء”، إلى أن حجم السوق العالمي للذكاء الاصطناعي الصناعي عالميا سيبلغ نحو 70 مليار دولار بحلول العام 2025.
والان نعود للمملكة…
من المزايا الكبرى ان الذكاء الاصطناعي هو مجال حديث في المملكة ويوجد الكثير من المساحات للاستثمار فيه من قبل رواد الاعمال، خاصة الذين يسعوون وراء تبني استراتيجية الابتكار او ما يسمى باستراتيجية المحيط الازرق Blue Ocean في طرح منتجات مميزة وفريدة في السوق السعودي، حيث لا يوجد منافسين لها في الوقت الحالي.
ولنبدأ بذكر بعض تلك القطاعات الحيوية والفرص الاستثمارية المتواجدة بها…
في الرعاية الصحية، يٌمكن الاستثمار في تطبيقات التنبؤ بالامراض قبل حدوثها للاشخاص من خلال التشخيصات والتحليلات الذكية لتاريخهم الصحي. كما يُمكن الاستثمار في برمجيات التنبؤ بالاوبئة المستقبلية حسب كثافة السكان وعدد الحالات وغيرها من البيانات.
وفي مجال التعليم، يٌمكن الاستثمار في أدوات ذكية تختصر الدراسات التعليمية في شكل مبسط للأطفال. كما يٌمكن الاستثمار في برمجيات الكشف عن السرقات الأدبية plagiarism. وكذلك يُمكن الاستثمار في منصات التعليم الذكية (الغير تقليدية) والتي يُستخدم فيها الذكاء الاصطناعي لتحليل مستوى ذكاء الطلاب والمساعدة في اقتراح خطط تعليمية مخصصة وملائمة لهم.
وأما في مجال المصارف البنكية، فيُمكن الاستثمار في تطبيقات للكشف عن العمليات البنكية المشبوهة، او التستر التجاري، او برمجيات قبول اصدار وتجديد البطاقات الائتمانية.
وفي مجال المدن والمنازل والطرق الذكية، يُمكن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي عبر تقنية إنترنت الأشياء في المنازل الذكية والطرق الذكية، ويوجد الكثير من فرص الاستثمار في هذا المجال خاصة الاجهزة المنزلية والأدوات الذكية لمراقبة المنازل والطرق والسيارات ذاتية القيادة وغيرها.
وفي المجال السياحي، يُمكن الاستثمار في البرمجيات الذكية للتنبؤ بأعداد السياح المحتملين لاماكن مفضلة في المملكة والمساهمة في توضيح ذلك للمسئولين من اجل توفير سعة اكبر في الفنادق والمواصلات والخدمات الاخرى، وكذلك يُمكن الاستثمار في استيراد بعض الروبوتات الصغيرة مثل التي تستخدم في قاعات الاستقبال بالفنادق، والتي ترحب بالضيوف.
وفي الشركات والمؤسسات، يُمكن تطوير التطبيقات الذكية لبيعها سواء لرواد منصات التواصل الاجتماعي او للاجهزة الحكومية او القطاع الخاص، مثل برامج تحليل البيانات الضخمة، او حالة المخزون، أو تطبيقات لتحسين عملية التوظيف وانتقاء المرشحين للوظائف او تطوير المحتوى الرقمي في هذه المنصات بطريقة ذكية.
وهذه هي بعضاُ من فرص الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، في عصر التحول الرقمي، حيث تدفع التحولات التقنية الهائلة إلى أتمتة عمليات تبادل ومشاركة المعرفة بخصوص سير الأعمال وانجاز الأهداف المطلوبة في كافة المجالات، وهو ما يخلق حاجة أكبر لتوظيف المزيد من التطبيقات عالية القيمة خاصة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
* نقلاً عن صحيفة "مال".
