كشف المتهم الرئيسي في اعتداءات باريس التي وقعت في 13 نونبر 2015، الفرنسي من أصول مغربية، صلاح عبد السلام (32 عاما)، أنه بايع تنظيم الدولة الإسلامية، قبل 48 ساعة من تلك الهجمات الدامية، التي أودت بحياة 130 شخصا، بالعاصمة الفرنسية وسان دوني.
ونفى الناجي الوحيد من المجموعة الجهادية، أمام محكمة الجنايات الخاصة بباريس، قيامه بقتل أو إيذاء أي شخص، أو حتى خدشه، مؤكدا أنه اختار في اللحظة الأخيرة العدول عن تفجير سترته الناسفة: "مررت بوضع لم يمر به كثيرون. التراجع خطوة للوراء، وتغيير الرأي".
وقال عبد السلام الذي دفع ببراءته، أمس الأربعاء، في أول جلسة استجواب معه، للنظر في قضية هذه الهجمات بعد خمسة أشهر على بدء المحاكمة: "وأنت هناك في السجن تقول لنفسك: "كان ينبغي أن أفجر ذلك الشيء". هذا ما تفكر فيه عندما تكون في الحبس الانفرادي".
وانتقد عبد السلام الأحكام الصادرة في قضايا الإرهاب واصفا إياها بـ"الشديدة للغاية"، مضيفا: "في المستقبل، عندما يصعد شخص ما في مترو أنفاق، أو في حافلة، وبحوزته حقيبة مليئة بـ50 كيلوغراما من المتفجرات، وتساوره في اللحظة الأخيرة الرغبة بالعدول، سيعرف أن ليس لديه الحق، وإلا فسيتم سجنه أو قتله".
وتابع: "أريد أن أقول اليوم إنني لم أقتل أحدا، ولم أصب أحدا بأذى. أنا حتى لم أخدش أحدا. من المهم بالنسبة لي أن أقول ذلك؛ لأنه منذ بداية النظر في هذه القضية، لم يكف الناس عن التشهير بي".
وزعم الشاب الذي اعتقل في بلجيكا عام 2016، أنه انضم إلى داعش من منطلق تعاطفه مع الشعب السوري، وليس من منطلق ديني، بعد أن فرض الغرب قواعده وقيمه على الآخرين: "بالنسبة لنا كمسلمين، هذا أمر مذل".
وبرّر استهداف تنظيم الدولة الإسلامية لباريس برغبته في إجبار الرئيس الفرنسي آنذاك، فرانسوا هولاند، على إنهاء التدخلات العسكرية الفرنسية في سوريا والعراق: "إننا هنا اليوم بسبب غلطته".
وأشار صلاح عبد السلام إلى أنه يرغب بالعيش في ظل الشريعة، إلا أنه لا يريد أن يكون خطرا على من حوله، مشددا على أنه لن يؤذي أحدا إذا تم الإفراج عنه: "لقد كنت هاربا لمدة 4 أشهر، ولم أفعل شيئا لأي شخص".
من جهته، شكّك الادعاء في تصريحات صلاح عبد السلام حول تراجع في آخر لحظة عن تنفيذ الهجوم الإرهابي، معتبرا أن الحزام الانتحاري الخاص به تعطل قبل أن يهرب.
