تجتر كثير من الأسر معاناة مريرة جراء مرض أو وفاة أحد أقربائها خارج الحدود وبعد المسافة بمئات وآلاف الكليومترات، تتزامن مع الوضعية الوبائية التي أسدلت الحدود وأعادت هواجس الإغلاق والتشديد على حركة المسافرين إلى نقطة الصفر، ما زاد من محنتهم وعطّل أمانيهم برؤية جثامين أبناءهم ودفنها داخل تراب الوطن.
عائلة تتحدر من مدينة تازة تنتظر منذ 60 يوما خبرا “سارا” وسط أكوام الأخبار السيئة التي حملت بعضها وفاة إبنها الأصغر (ح.ك) البالغ من العمر 25 سنة، الذي توفي في الصين، إبان ذهابه للدراسة والعمل هناك، لكن لسوء حظه تزامن قدومه والجائحة، الأسرة تنتظر اليوم بفارغ الصبر عودة جثمانه.
طول الإنتظار دفع بالأسرة إلى مناشدة الملك محمد السادس والسلطات المعنية إلى التدخل في الموضوع وحله، لاسيما بعد وضع ملف إعادة الجثمان منذ أسابيع لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، دون أن يتلقوا أي إجابة بتدخل وشيك في هذا الصدد.
وقال الحسين كركاش أب المتوفى في اتصال مع “الأيام 24” إن إبنه قصد الصين يوم 19/072020، حيث ذهب يبحث عن مستقبل أفضل بعدما حصل هنا بالمغرب على الإجازة في اللغة الانجليزية، رحل في اتجاه كورويا الجنوبية ومن ثم إلى الصين.
وفي الوقت الذي لايعلم فيه الأب أو الأم أسباب الوفاة، يطالبان بإرجاع الجثمان فقط ودفنه هنا بالمغرب، بعدما استحال عليهم دفع ثمن عودته بالعملة الصعبة الباهضة، بينما لم تشفع إلى حدود اللحظة “شهادة الضعف” التي تم وضعها بجانب الوثائق المطلوبة، بيد أن لا رد من السلطات المغربية.
واعتبر الأب أن الأسرة كانت تعول على فتح الحدود الجوية التي تم إغلاها لأسابيع، سبب كاف لإعادة ابنها الذي مايزال جثمانه في مستودع الأموات هناك بالصين، لكن استئناف الرحلات لم يتسع ليشمل طلبهم.
يذكر أن المغاربة المقيمين بالصين يواجهون صعوبات جمّة، من بينها تعرضهم لاجراءات قانونية صارمة حال انتهاء مدة صلاحية جواز السفر، ما يؤدي إلى تجميد حساباتهم البنكية ومنعهم من استعمال التطبيقات الذكية بأداء الفواتير واستعمال وسائل النقل العمومي وغيرها؛ كما أنهم مهددون بإمكانية احتجازهم لمدة أسبوعين قبل ترحيلهم إلى المغرب.
