حدوتة كروية.. عادل الجزار الحازم الصارم متعدد المواهب


يحتفى النادى المصري بالذكرى السنوية التاسعة والعشرون، لوفاة الرمز التاريخي للنادي المصري الكابتن عادل الجزار، وهو أحد القلائل الذين تفانوا في خدمة القلعة الخضراء ناشئًا ولاعبًا ومدربًا للناشئين ومديرًا فنيًا للفريق الأول، كما شغل كذلك منصب رئيس النادي بالتعيين لفترة ، بالإضافة إلى توليه رئاسة اللجنة الفنية، بالاتحاد المصري لكرة القدم.

ولُد نجم المصري الراحل “عادل الجزار” في بورسعيد عام 1934، فبدأ شأنه شأن أقرانه في مداعبة الكرة “الطزة” بشوارع وحواري بورسعيد، حتى التقطته العين الخبيرة وقدمته إلى الراحل القدير “حلمي مصطفى” نجم مصر والنادي المصري ومؤسس أول مدرسة للأشبال والناشئين داخل النادي المصري خلال منتصف الأربعينيات.

ومع بداية الخمسينيات، تم تصعيد “عادل الجزار” إلى صفوف الفريق الأول فاقتصرت مشاركاته على التدريبات والمباريات الودية، حيث كان الفريق خلال تلك الفترة يعج بالكثير من النجوم أصحاب الخبرة.

وكانت البداية الحقيقية لعادل الجزار مع المصري عندما تم الدفع به أساسيًا في مباراة المصري والأهلي التي أقيمت على ملعب بورفؤاد في الخامس عشر من نوفمبر عام 1953 والتي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق، حيث سجل للمصري “علي هلال”، فيما تعادل للأهلي “سيد عثمان”، ليثبت “عادل الجزار” أقدامه في صفوف الفريق وينجح – بفضل ثقته بنفسه ولياقته البدنية العالية واجادته لألعاب الهواء والأهم من ذلك إجادته للعب في أكثر من مركز بنفس الكفاءة – أن يحجز لنفسه مكانًا أساسيًا وهو لم يتجاوز تسعة عشر عامًا وسط النجوم الكبار للفريق أمثال “عبد الحليم مصطفى” و”السيد علي – الكبير” و”أحمد الحسيني” و”سامي عياد” و”محمد لهيطة” و”السيد التابعي” و”علي هلال” و”السيد الضيظوي” و”محمد عبد العزيز” وغيرهم من النجوم الكبار.

وينجح المصري خلال تلك الفترة في الوصول إلى نهائي كأس مصر موسم 1954/1953 قبل الخسارة أمام الترسانة في المباراة النهائية والتي شهدت مشاركة “عادل الجزار” والذي بات أحد الركائز الأساسية لفريق المصري لأعوام وأعوام شهدت بعض الانجازات مثل الصعود للدور النهائي من بطولة كأس مصر موسم 1957/1956، كما شهدت العديد من الأزمات وأبرزها تعرض الفريق للهبوط موسم 1958/1957 بعدما تأثر الفريق بالعديد من العوامل السلبية ولعل أبرزها كما ذكرنا من قبل انتقال العديد من نجومه الى عدد من الأندية الأخرى.

وفي عام 1959 يلتحق نجمنا الراحل “عادل الجزار” بمعهد التربية الرياضية بالهرم ويرى فيه أستاذه الراحل “محمد عبده صالح الوحش” أنه نواة جيدة لمدير فني جيد بفضل تفانيه في عمله ، واهتمامه الكبير بكافة التفاصيل، وكذلك شخصيته القيادية الصارمة.

في تلك الفترة حرص عبد “الرحمن باشا لطفي” رئيس مجلس إدارة النادي المصري آنذاك أن يبدأ “عادل الجزار” مشواره التدريبي مع الناشئين وحتى قبل اعتزاله، فعهد إليه بالإشراف على تدريب الناشئين الذين تألقوا فيما بعد وصاروا نجوم المصري لسنوات وسنوات ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: “محمد عبد الرازق – الكتشي”، “سمير الغزناوي”، “مدحت فقوسة”، الراحل “عبد الله عبد اللطيف”، “محمود عبادي”، الراحل “عفيفي حسن”، “تيسير عباس”، “محمد حسان – الزوز”، “محسن عرجان”، “أحمد مرزوق”، “عبود الخضري”.

وفي عام 1963 تخرج “عادل الجزار” في معهد التربية الرياضية بالهرم الذي زامل خلاله العديد من نجوم الكرة المصرية مثل “طه إسماعيل” و”بدوي عبد الفتاح” و”سمير قطب” و”محمد صديق – شحته” و”طه الطوخي” والحارس “عادل هيكل”، وفور تخرجه تم تكليفه من قبل الدولة بالإشراف على مركز تدريب بورسعيد والذي يتم من خلاله تأهيل الناشئين وهو المركز الذي قدم من خلاله “عادل الجزار” للمصري العديد من النجوم ولعل أبرزهم “محسن صالح”، “شيرين أبو النور”، “هاني مرسي”، “سامي أبو عميرة”، “ميمي الزغبي”، “محمد الفقي”، “عزت الشافعي”.

ورغم كل هذه المهام استمر “عادل الجزار” في مشواره في لعب كرة القدم ومن المفارقات أنه سافر مع فريق المصري في رحلته إلى الاتحاد السوفيتي صيف عام 1965 كلاعب ومدرب في الوقت ذاته.

ومع إعتزاله لكرة القدم عام 1966، كان “عادل الجزار” مع مفاجأة سارة، حيث تم اختياره من قبل الدولة للسفر إلى ألمانيا الشرقية وقتها للالتحاق بمعهد ليبزج – أحد أشهر معاهد التدريب الرياضي على مستوى العالم إن لم يكن أشهرها بالفعل – وذلك للتحضير للحصول على درجة الماجيستير في تدريب كرة القدم برفقة اثنين فقط من زملاءه وهما الدكتور “طه الطوخي” والدكتور “حلمي حسين”، وهو دليل على المكانة الكبيرة التي كان يتمتع بها الكابتن “عادل الجزار” في الأوساط الرياضية المصرية آنذاك، واستمر النجم “عادل الجزار” في دراسته بليبزج لثمانية أشهر كاملة كان خلالها محط اهتمام الجميع قبل أن يعود إلى مصر لاستكمال العمل في تدريب وتأهيل ناشئي كرة القدم، ليعود إلى ليبزج مرة أخرى للحصول على درجة الماجيستير في كرة القدم عام 1969.

وفي نهاية الستينيات وخلال الفترة التي شهدت توقف النشاط الكروي في مصر، تتوالى نجاحات الراحل العظيم “عادل الجزار” خارج مصر حيث عمل مديرًا فنيًا بعدد من أندية الخليج، كما عمل مدربًا للمنتخب السعودي عام 1974 بصحبة رفيق كفاحه الكابتن “طه اسماعيل”، ثم تولى بمفرده مهام تدريب منتخب الشباب السعودي، وعمل خلال تلك الفترة كذلك ناقدًا رياضيًا بالعديد من الصحف السعودية، قبل أن يعود في منتصف السبعينيات إلى معشوقته بورسعيد، حيث تولى منصب مدير مركز شباب الاستاد.

ومع مطلع موسم 1978/1977 يقرر الراحل العظيم “محمد موسى أفندي” إسناد مهمة تدريب الفريق الأول للكرة بالنادي المصري إلى النجم “عادل الجزار” خلفًا للقدير “محمد عبد العزيز الوولف” فنجح “عادل الجزار” في قيادة المصري لموسمين متتاليين نجح خلالهما في الوصول للدور قبل النهائي لكأس مصر موسم 1979/1978 قبل الخسارة بركلات الجزاء الترجيحية أمام غزل المحلة ببورسعيد، ليتولى بعد ذلك الأسطورة “بوشكاش” مهام الإدارة الفنية للمصري مطلع موسم 1980/1979.

ورغم ابتعاد الراحل “عادل الجزار” عن تدريب المصري إلا أنه لم يبتعد عن عالم كرة القدم، حيث عمل ناقدًا رياضيًا بجريدة الأخبار لسنوات وسنوات، قبل أن يتم الاستعانة به لتولي مهام الإدارة الفنية للمصري مرة أخرى منتصف موسم 1983/1982 خلفًا للبرازيلي “بلتراو” فينجح “عادل الجزار” ومعه مساعديه “عوض الحارتي” و”محمد عبد الرازق الكتشي” و”فاروق رضوان” في قيادة المصري للوصول إلى الدور النهائي لكأس مصر للموسم ذاته بعد تقديم مستوى ولا أروع وبعد تخطي العديد من العقبات ومن أهمها الزمالك في المباراة الشهيرة التي جرت بالاسكندرية والتي انتهت بفوز المصري بثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد مباراة دراماتيكية رشحها البعض لتكون أحد أكثر مباريات الثمانينيات في مصر إثارة إن لم تكن أكثرها بالفعل، وعقب تخطي الزمالك يتخطى المصري فريق غزل المحلة قبل الخسارة أمام الأهلي في النهائي بشق الأنفس وبهدف واحد مقابل لاشئ.

وعقب اعتزاله العمل في مجال تدريب كرة القدم، اتجه متعدد المواهب العظيم “عادل الجزار” إلى مجال الإدارة الكروية فشغل منصب رئيس اللجنة الفنية بالاتحاد المصري لكرة القدم خلال الثمانينيات، ويذكر التاريخ للكابتن “عادل الجزار” أنه صاحب فكرة ترشيح الراحل “محمود الجوهري” لتولي تدريب منتخب مصر للمرة الأولى عام 1988 وهي الولاية الأولى للجوهري بالمنتتخب والتي نجح خلالها في الصعود لنهائيات كأس العالم عام 1990 بإيطاليا ، كما تولى الكابتن عادل الجزار رئاسة مجلس ادارة النادي المصري بالتعيين لمدة شهرين فقط وذلك خلال الفترة ما بين شهري مارس 1991 ، مايو 1991.

وخلال تلك الفترة رفض الراحل “عادل الجزار” العديد من العروض للانتقال للعمل بالقاهرة سواء بمجال الإعلام الرياضي أو بالاتحاد المصري لكرة القدم مفضلًا البقاء بمعشوقته بورسعيد، حيث نجح خلال تلك الفترة في تأسيس منطقة بورسعيد لكرة القدم، كما واصل تدرجه بعمله الوظيفي حتى وصل إلى منصب رئيس حي بورفؤاد مطلع التسعينيات، ورغم أن العمل قد يكون بعيدًا بعض الشئ عن تخصصه الرياضي طوال حياته إلا أنه فاجئ الجميع ونجح نجاحًا باهرًا كعادته في شتى المناصب التي تولاها.

وفي الحادي عشر من فبراير من عام 1993، رحل الكابتن “عادل الجزار” عن عالمنا عن عمر يناهز 59 عامًا، بعد مشوار حافل بالعطاء للمصري وللكرة المصرية، فاستحق أن تعشقه جماهير المصري وأن تكتب اسمه بحروف من نور في سجل الخالدين.

تاريخ الخبر: 2022-02-11 00:21:02
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

بركة : مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية