من لندن إلى شنغهاي.. التاريخ العالمي للمعارض

يأتي كتاب "عالم المعارض.. تاريخ المعارض العالمية من لندن إلى شنغهاي من 1851 إلى 2010" الصادر عن مشروع كلمة أبوظبي، للكاتب والأكاديمي بول جرينهالغ، ومن ترجمة طارق راشد عليان. 

تشير سيرة مؤلف الكتاب بول جرينهالغ إلى أنه مدير مركز "سينسبري للفنون البصرية" التابع لجامعة أنجليا، وشغل مناصب سابقة منها مدير ورئيس معرض: كوراكوان للفنون ال" في واشنطن، ورئيس جامعة "كلية نوفا سكونيا للفنون والتصميم" في كندا، وتشير سيرة الكاتب إلى شخص مشتبك كليا بعالم المعارض بشكل عملي، إلى جانب اشتباكه بعالم المعارض العالمية في موطنها الرئيسية لندن، واشنطن. 

السؤال الذي طرحه الكاتب حول ما جدوى وأهمية الكتابة عن المعارض العالمية وما جدواها في واقعنا وتاريخنا الماضي والمعاصر؟ يبدو لأول وهلة أن الحديث عن الفنون والمعارض أمر بلا جدوى لدى عامة الناس، خاصة في ظل الجائحة العالمية التي نعيشها، ولكن الكتاب يقول غير ذلك تماما ويعكس لنا صورة العالم منذ أكثر من مائة عام، وكيف نشأت وبدأت فكرة المعارض العالمية "أكسبو" والتي كانت بمثابة حكرا على دول ثلاثة  فرنسا، أمريكا، لندن.

يتناول الكتاب نحو 40 فعالية بالتفصيل، وأربعين فعالية أخرى ذات طابع وطني ودولي في آن واحد، بدرجات متفاوتة من الاستفتاء. 

يلفت مؤلف الكتاب إلى أنه “رغم أنني أعطيت الأولوية لأمريكا ولندن وفرنسا بوصفهما دولا محورية  في تأسيس تقاليد المعارض؛ فانه لايزال من الصواب القول إن هناك الكثير من المعارض الضخمة والبالغة الأهمية التي أقيمت في بلدان أخرى”.

يشير المؤلف إلى أنه خلال الـ 160 عاما الفائتة فإن هناك فترة قصيرة نسبيا أمتدت من 1875 حتى 1915 "العصر الجميل" قدم فيها ما يقرب من 50 معرضا (أكسبو).

ولفت إلى أن في الفترة من 1925 حتى 1970 احتضنت معارض اكسبو الرؤى العظيمة للتطور والمستقبل الذي كان مستقرا في جوهر العديد من سابقاتها الفكتورية.

يؤكد الكتاب أن عام 1851 هو بداية فكرة المعارض ونشأتها، وهذا جاء مع تشكل الثورة الصناعية، وكان الفرنسيون أول من وضع سياسة وطنية مستدامة لإقامة معارض كبرى للمنتجات الصناعية والحرفية، وجاءت كوسيلة اقتصادية منطقية لرجال الدولة الفرنسية.

يسرد الكاتب تفاصيل البدايات الأولى لنشأة المعارض وإقرارها كواحدة من أهم أبرز الأساليب الاقتصادية في استقطاب الجمهور ونجاحها في ذلك بامتياز، ويلفت إلى أن 1797 كان أول معرض في باريس، وغرضه بيع المنتجات الصناعية المتكدسة منذ عام 1789.

يلفت الكاتب أن فكرة المعارض الوطنية ومن ثم الدولية بدأت من فرنسا، وتلقفها الإنجليز، أو يمكن القول اختطفها الإنجليز، وكان على يد هنري كول مسؤول التنظيم المعرض العظيم عام 1851 ليتبنى الفكرة وينفذها. دعيت إلى هذا المعرض ما يقرب من 34 دولة، والملفت في الأمر أن مصر كانت واحدة من هذه الدول الصناعية النمسا وبلجيكا وفرنسا والمانيا واليونان هولندا.

يذهب كتاب المعارض لكشف علة وجَود المعارض، ويلمح الكاتب إلى أن لم تكن علة وجود المعاوض ذاتها في كثير من الأحيان حب السلام، بل المنافسة والتباغض.. فقد كانت التشديد على الفوارق القومية أحد أسباب وجودها. وضرب الكاتب أمثال عديدة ذكر فيها أسماء تلك المعارض منها معرض باريس العالمي الذي أقيم في العام ١٩٣٧ في وقت من أصعب اللحظات التي مرت بها أوربا بل والعالم، فقد اجتمع جميع الفرقاء فرنسا ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتي وبولندا وتشيكوسلوفاكيا، وكانت الغاية من المعرض إحلال السلام.

السلام هو الفكرة المتكررة والتيمة الرئيسية، والعنوان الأكثر تداولا في معاوض الأكسبو، ولكن دوما يخفي تحته عنوان آخر ورئيسي وهو الحرب الباردة واستعراض القوى.

تاريخ الخبر: 2022-02-11 12:21:13
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

بانجول.. المغرب والـ “إيسيسكو” يوقعان على ملحق تعديل اتفاق المقر

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-05 18:25:06
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية