دعت النرويج مساء الجمعة رعاياها لمغادرة أوكرانيا فوراً "بسبب وضع خطر ولا يمكن استشرافه"، لتحذو بذلك أوسلو حذو دول أخرى وجّهت الخميس دعوة مماثلة لمواطنيها.

وقالت وزارة الخارجية النرويجية في بيان إنّها تناشد أيضاً مواطنيها عدم السفر أو الإقامة بأي منطقة في روسيا تقع على بُعد أقلّ من 250 كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا، وتناشدهم أيضاً عدم السفر إلى بيلاروس، باستثناء العاصمة مينسك.

وأوضحت الوزارة أنّ إرشادات السفر هذه دخلت حيّز التنفيذ "في الحال".

وكانت إسرائيل أعلنت الجمعة أنها سحبت دبلوماسييها وعائلاتهم من أوكرانيا إثر التصعيد بين موسكو وكييف.

وحسب قناة "كان" الرسمية أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية "إجلاء الدبلوماسيين والمبعوثين الإسرائيليين وعائلاتهم من أوكرانيا".

ودعت الوزارة الإسرائيليين المقيمين في أوكرانيا إلى "العودة إلى البلاد وفي حال البقاء تجنب الوجود في النقاط الساخنة".

كما دعت الإسرائيليين "الذين يخططون للسفر إلى أوكرانيا للتفكير في تجنب ذلك في الوقت الحالي".

وفي وقت سابق الجمعة قالت موسكو إن المناقشات التي جمعت روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا في برلين (الخميس) سعياً لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية لم تؤدِّ إلى "أي نتيجة".

"مستوى الصفر"

وخلال لقائه نظيره البريطاني بن والاس على وقع الأزمة الروسية-الغربية بشأن أوكرانيا قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الجمعة إن العلاقات بين لندن وموسكو بلغت أدنى مستوياتها.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن شويغو قوله: "للأسف مستوى تعاوننا قريب من الصفر وسيتراجع قريباً دون هذا المستوى ويصبح سلبياً، وهو أمر غير مرغوب فيه".

وطالب الغربيين بالكف عن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وبينهم لندن، وأضاف: "نود أيضاً أن نعرض مساهمتنا للحد من التوتر وإنهاء تسليح أوكرانيا، وهي عملية يشارك فيها جميع الأطراف علناً"، مؤكداً أن لندن أرسلت أيضاً "قوات خاصة" إلى أوكرانيا.

لكن وزير الدفاع البريطاني نفى أن يكون حصل ذلك في مؤتمر صحفي عقده في السفارة البريطانية بموسكو.

وأوضح والاس أن بلاده أرسلت "فريقاً صغيراً" من المدربين إلى أوكرانيا لتدريب قواتها على استخدام الأسلحة البريطانية "الدفاعية" المضادة للدبابات التي أرسلتها أخيراً. وأضاف: "حين ينتهي التدريب ستعود هذه القوات إلى بلادها".

وبدا والاس أكثر تفاؤلاً من شويغو، معتبراً أن المحادثات بين الجانبين كانت "بناءة" وأن العلاقات بين لندن وموسكو "فوق مستوى الصفر".

"نطالب بإجراء"

وقال والاس إنه يأخذ على محمل الجد التأكيدات الروسية الخاصة بأن موسكو لن تغزو أوكرانيا، لكنه يريد أيضاً أن يرى إجراءات تدعم ذلك، ويأمل أن تكون محادثاته في موسكو ساعدت بخفض التوترات.

وأوضح والاس: "عندما يقولون لي إنهم لن يغزوا أوكرانيا فإننا نأخذ ذلك على محمل الجد، لكننا وكما قلت أيضاً سننظر إلى الإجراءات المصاحبة لذلك".

وأضاف أن إجراءات بناء الثقة والشفافية يمكن أن تساعد في إزالة مخاوف روسيا وأن أي غزو ستترتب عليه عواقب وخيمة.

وقال الوزير البريطاني: "سمعت بوضوح من الحكومة الروسية أنهم ليس لديهم نية غزو أوكرانيا، واستمعت أيضاً إلى بعض مخاوفهم".

عقوبات أوروبية

ومن جهتها أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الجمعة خلال مؤتمر عبر الفيديو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن أن عقوبات الاتحاد الأوروبي في حال تدخلت روسيا عسكرياً بأوكرانيا ستستهدف قطاعَي المال والطاقة.

وقال مكتب فون دير لايين في بيان إن "الرئيسة فون دير لايين عرضت تفصيلاً ما ستكون عليه العقوبات القطاعية والفردية في حال حصل عدوان جديد من روسيا على أوكرانيا.

وكررت لايين أن كل الخيارات مطروحة وأن العقوبات ستطال قطاعَي المال والطاقة، إضافة إلى صادرات التكنولوجيا المتطورة".

موسكو وواشنطن

وفي سياق منفصل أعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن رئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف، بحث قضايا الأمن الدولي مع نظيره الأمريكي مارك ميلي.

وقالت الوزارة في بيان إن غيراسيموف وميلي "بحثا هاتفياً القضايا الراهنة المتعلقة بالأمن الدولي"، حسب موقع "روسيا اليوم".

وأضاف البيان أن "اتصالاً هاتفياً مماثلاً أجري في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحث فيه الطرفان حينها عدداً من المخاوف الأمنية".

وتتهم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، روسيا بحشد قوات قرب الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنت هجوماً على أوكرانيا.

وترفض روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.



TRT عربي - وكالات