فى إطار اهتمامها بملف الصحة، عملت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» على تطوير البنية التحتية للمستشفيات والوحدات الصحية، خاصة ما يتعلق بتوصيل المرافق العامة، وتوفير الأجهزة المتطورة، لتسهيل عمليات الكشف والتشخيص، خاصة فى المناطق النائية.

وفى اتجاه موازٍ، نظمت «حياة كريمة» عددًا كبيرًا من القوافل الطبية التى تجوب القرى والمناطق النائية؛ لتقديم الكشف الطبى للمحتاجين، وتوفير العلاج المجانى لهم. وخلال الفترة الماضية، وصلت قوافل «حياة كريمة» إلى منطقة حلايب التابعة لمحافظة البحر الأحمر، لإجراء الكشف الطبى على المواطنين، وسط إشادة كبيرة من الأهالى، سواء بالقافلة أو المبادرة الرئاسية ككل، التى وفرت لهم ما كانوا بحاجة إليه من رعاية طبية، إلى جانب التطوير الشامل للبنية التحتية، وتوفير كل الخدمات، وتحسين حالة المرافق العامة. 

نهى مسعود: تضم كل التخصصات.. وتوفير الأشعة والتحاليل اللازمة مجانًا

قالت نهى مسعود، ٣٥ عامًا، إن سكان حلايب فى جنوب مصر عانوا لسنوات طويلة من الإهمال والتهميش على كل المستويات، خاصًة فى ملف الصحة، فى ظل افتقار قراهم الخدمات الصحية، وغياب كثير من التخصصات عنها.

وأضافت: «أغلب الأطباء من أبناء حلايب كانوا يخرجون منها للعمل فى القاهرة، وغيرها من المحافظات، فى ظل افتقار المنطقة للخدمات، ما أثر سلبًا على صحة الأهالى الذين عانوا كثيرًا للحصول على الخدمات الطبية».

وأوضحت: «مررت بتجربة شخصية صعبة، بعدما عانت والدتى من المرض الخبيث، إلى أن توفاها الله منذ عام بعد صراع طويل جدًا معه، وطوال فترة المرض عانينا من عدم وجود طبيب فى قريتنا أو فى القرى المجاورة يمكنه مساعدتنا، لذا كنا نضطر للسفر إلى القاهرة كل ٣ أشهر لإجراء الفحوصات الطبية وشراء الأدوية، وكان الطبيب يطلب منا دائمًا الاستقرار فى القاهرة حتى يتمكن من متابعة حالة والدتى عن قرب».

ولفتت إلى أن العيش فى القاهرة كان أمرًا صعبًا، لأن حياتهم ارتبطت بأهالى قريتهم وعاداتهم الخاصة فى حلايب، لذا ظلت والدتها تشعر بالغربة وعدم الراحة والغضب من اضطرارها للحياة خارج منزلها الذى اعتادت على الحياة فيه.

وواصلت: «ظللنا لسنوات ننتقل بين القاهرة وحلايب، فى رحلة تستغرق أكثر من ١٢ ساعة، حتى جاء أمر الله وتوفيت والدتى بعد معاناة طويلة، لذا كنت أدعو الله يوميًا أن يرسل إلى أهالى حلايب من ينقذهم من معاناتهم، وأن يخفف عنهم، خاصة المصابين بالأمراض المزمنة منهم».

وأكملت: «كنت أرجو ألا يعانى أحدًا مثلما عانيت مع والدتى أثناء رحلة علاجها، إلى أن جاءت المبادرة الرئاسية لتوفر لنا ما كنت أظنه مستحيلًا، وذلك عن طريق القوافل الطبية الدورية التى تضم كل التخصصات، وتعمل بنظام ثابت دقيق». وأوضحت أن هذه القوافل تزور القرى وتجوب الشوارع وتطرق المنازل، لتوقيع الكشف الطبى الشامل على الأهالى، مع إجراء الفحوصات الطبية اللازمة من أشعة وتحاليل لتشخيص الأمراض، مع صرف الأدوية من سيارة الصيدلة التابعة للقافلة، وتوجيه المريض لأقرب مستشفى حال احتياجه إليه.

واختتمت بقولها: «المبادرة الرئاسية وعدت المرضى، خاصة من أصحاب الأمراض المزمنة، بالزيارة الدورية ومتابعة حالتهم، وصرف الأدوية التى يحتاجون إليها بانتظام.. أشكر جميع الأطباء والأطقم العاملة فى قوافل المبادرة، لأنهم تحملوا مشقة السفر وجاءوا إلى حلايب من أجل إنقاذ أهلها من المرض والمعاناة».

فايدة عبدالمجيد:  تقدم خدمات مميزة لأصحاب الأمراض المزمنة.. وتساعد مصابى «كورونا»

رأت فايدة عبدالمجيد، ٥٤ عامًا، أن القوافل الطبية التى تنظمها المبادرة فى مدينة حلايب تعتبر أبرز الإنجازات التى تحققت لمساعدة الأهالى الذين عاشوا سنوات دون رعاية طبية.

وأضافت «فايدة»: «(حياة كريمة) تعمل على نجدة أهالى حلايب من الفقر والأزمات الصحية التى تنتشر فى القرى البعيدة، خاصة مع معاناة الكثيرين من الأمراض».

وأوضحت أن أغلب كبار السن فى المكان يعانون من «السكرى» وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، علاوة على الأمراض المزمنة، مثل القصور فى وظائف الكلى والكبد، والآلام الروماتيزمية والروماتويد، ومشاكل الإبصار، فجاءت إليهم المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» وقدمت رعاية طبية وصحية مميزة لأصحاب الأمراض المزمنة، كما خصصت سيارة طبية للكشف على حالات الاشتباه بالإصابة بفيروس «كورونا».

وأشادت بأداء أطباء القوافل الذين تحدثوا مع الأهالى عن ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية للتصدى للوباء، خاصة فى موجته الحالية، وشددوا على أن ارتداء الكمامة الطبية واستخدام الكحول يحميان بنسبة ٨٠٪ من الإصابة بـ«كوفيد» ومتحوره الجديد «أوميكرون» وكذلك «دلتا». وأضافت أن الأطباء وزعوا الكمامات الطبية والكحول إلى جانب أوراق تضم تعليمات حول التباعد الاجتماعى، والإجراءات الواجب اتباعها حال إصابة أحد أفراد الأسرة، لتجنب نشر العدوى.

وأعربت عن سعادتها باهتمام المبادرة الرئاسية بأهالى حلايب، مضيفة: «لأول مرة نشعر بالاطمئنان على حياة أطفالنا، ونكون واثقين من أنهم سيجدون الرعاية الصحية التى يحتاجونها».

وقدمت الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على مجهوده الكبير وتوصياته الرائدة لـ«حياة كريمة»، التى من شأنها تغيير حاضر ومستقبل القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا فى كل بقاع الجمهورية، خاصة البعيدة والنائية.

مدحت عبدالعظيم: اهتمام خاص بذوى الهمم وكبار السن.. وصرف الأدوية بشكل فورى

ذكر مدحت عبدالعظيم، ٦٥ عامًا، أن القافلة الطبية التابعة للمبادرة الرئاسية تضم العديد من التخصصات الطبية، التى من شأنها تقديم الرعاية الصحية لكل أهالى قرى مدينة حلايب بشكل عام.

وأضاف «عبدالعظيم» أن هناك سيارات للكشف الطبى مخصصة لكبار السن والأطفال والنساء، كما أنه لأول مرة نجد تخصصات فى الأورام والرمد فى القرى البعيدة، معتبرًا أن القوافل التابعة للمبادرة أنقذت الكثيرين من الموت المحقق.

وواصل: «القافلة الطبية تكرس جهدًا كبيرًا لذوى الاحتياجات الخاصة، لأن أوضاعهم الصحية تحتاج لمتابعة مستمرة، فذوو الهمم فى القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا لا يجدون من يساعدهم».

وأكمل: «الحال تبدلت مع قدوم المبادرة الرئاسية (حياة كريمة)، التى لم تترك مريضًا إلا وأعانته، من خلال توفير الكشف الطبى والتشخيص، والفحوصات الطبية والأشعة والتحاليل، وصرف الدواء المناسب لكل حالة، وكل شىء بالمجان». وتمنى أن تستمر القوافل الطبية فى تقديم خدماتها الطبية بشكل دائم، حتى يشعر الأهالى بالأمان والاطمئنان على أولادهم وحياتهم، خاصة أن القائمين عليها يعملون طوال اليوم، ويتناوب الأطباء فى الحصول على راحة، حتى يتمكنوا من تقديم الخدمة الصحية لكل أهالى المدينة. وتوجه بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى وكل القائمين على المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، على ما فعلوه فى كل القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا، من توفير الخدمات الصحية والاجتماعية والثقافية، وإعادة ترميم القرى، وهيكلة البنية التحتية الخاصة بها.