بالتزامن مع استنفار العالم خوفاً من غزو روسيا لأوكرانيا وتأكيد واشنطن أن احتمال قيام موسكو بعمل عسكري بات وشيكاً وكبيراً، كشف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، مساء السبت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجرأ على التفكير باجتياح كييف، بعدما لاحظ الانسحاب الأميركي الواهن من أفغانستان.
وقال في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، أن الولايات المتحدة، ما كانت لتكون بهذا الضعف في أزمة أوكرانيا، لو كان هو في البيت الأبيض، ملقياً باللوم على إدارة بايدن.
كما اعتبر الانسحاب الأميركي من أفغانستان في أغسطس 2021، الذي قاده الرئيس الديمقراطي الحالي، "صادما"، وما كان يجب أن يحدث.
وتابع: "كيف وصلنا إلى أن تهدد روسيا بغزو أوكرانيا، هو نتيجة ما شاهدوه في أفغانستان. لقد شاهدوا أسوأ انسحاب في تاريخ أي جيش على الأرجح".
كما أضاف: "أعتقد أن بوتين كان يريد التفاوض لفترة من الوقت، لكن بعدما شاهد الانسحاب السيئ إلى حد لا يصدق في أفغانستان، حيث أخرجوا الجيش أولا وما يعادل من 85 مليار دولار من المعدات العسكرية لطالبان، أصبح الرئيس الروسي أكثر جرأة".
وقال ترمب إن قادة الصين وروسيا صاروا أكثر طموحا فجأة بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
وثائق مسربة
وكانت وثائق مسربة من اجتماع غرفة العمليات بالبيت الأبيض في اليوم السابق لسقوط كابول، كشفت عدم استعداد إدارة بايدن لإجلاء المواطنين الأميركيين والأفغان، الذين ساعدوا الولايات المتحدة في حربها التي استمرت 20 عاماً ضد طالبان.
كما كشفت تحليلات عسكرية أميركية رفعت عنها السرية مؤخراً، أن عملية الإجلاء شهدت حالات متكررة من الاحتكاك بين القوات العسكرية والدبلوماسيين الأميركيين قبل وأثناء العملية.
وخلصت إلى أن التردد بين مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن والإحجام الأولي عن إغلاق السفارة في كابل أدى إلى إحداث الفوضى ووضع المهمة الكلية في خطر حقيقي.
قصص مأساوية
يذكر أن آخر القوات الأميركية غادرت أفغانستان في 31 أغسطس 2021، وعقبها عمليات إجلاء للرعايا الأميركيين والمتعاونين الأفغان، حيث شهد مطار كابل فوضى عارمة في ظل التقدم السريع لحركة طالبان حينها وسيطرتها على العاصمة وهروب الرئيس الأفغاني إلى خارج البلاد.
وشهد الإجلاء قصصا مأساوية، حيث سقط الأفغان من الطائرات العسكرية، وحدث تفجير انتحاري أودى بحياة 13 من أفراد الخدمة الأميركية وعشرات الأفغان خارج بوابات مطار حامد كرزاي.