مازالت مشاهد الإجلاء في مطار كابل التي حدثت في أغسطس/آب الماضي، عالقة في الأذهان لا سيما أنها ترافقت مع قصص مأساوية لعشرات العائلات التي تشتت في ظل تلك الفوضى.
لكن بعد مرور أكثر من ستة أشهر على عمليات الإجلاء، بدأت تتكشف حقائق جديدة وصفها تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" بالمأساوية تطرقت لتفاصيل العملية وكيف أثر تردد المسؤولين الأميركيين في اتخاذ القرارات الحاسمة على مصير العملية برمتها.
فقد كشفت تحليلات عسكرية أميركية رفعت عنها السرية مؤخراً، أن عملية الإجلاء شهدت حالات متكررة من الاحتكاك بين القوات العسكرية والدبلوماسيين الأميركيين قبل وأثناء العملية.
"المهمة في خطر"
وخلصت إلى أن التردد بين مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن والإحجام الأولي عن إغلاق السفارة في كابل أدى إلى إحداث الفوضى ووضع المهمة الكلية في خطر حقيقي.
وتلك التحليلات، جاءت في تقريرين أُعدا بعد العملية من قبل المسؤولين المكلفين بالقيادة المركزية الأميركية في سبتمبر/أيلول 2021، أي بعد حوالي ثلاثة أسابيع من مغادرة الدفعة النهائية للأفراد العسكريين من مطار حامد كرزاي الدولي.
فيما يبدو أن التقييمات أكدت روايات منفصلة لكبار القادة الأميركيين المحبطين الذين وصفوا إدارة عمليات الإجلاء بالمضللة والضبابية.
والتحليلات التي رفعت عنها السرية بعد العمليات واردة في تقرير رسمي يفصل التحقيق العسكري في تفجير انتحاري حدث في 26 أغسطس 2021، خارج بوابة بالمطار، وأسفر عن مقتل حوالي 170 أفغانياً و13 أميركياً.
تقرير من 2000 صفحة
كذلك، يتألف التقرير من عشرات المقابلات مع الشهود ونتائج الحقائق، وغيرها من السجلات الحكومية الرسمية.
ويمتد التقرير لألفي صفحة، وهو الأكثر شمولاً والأكثر تجسيداً حتى الآن لسباق الولايات المتحدة في عمليات الإجلاء التي استمرت 17 يوماً.
كما ذكر تقرير للصحيفة يوم الثلاثاء، أن القادة العسكريين الذين نسقوا مع مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية لعمليات الإجلاء، فشلوا في احترام تقدم طالبان السريع العام الماضي، وقاوموا مناشدات من الجيش للتحضير للإجلاء قبل سقوط كابل.
يذكر أن آخر القوات الأميركية غادرت أفغانستان في 31 أغسطس 2021، وعقبها عمليات إجلاء للرعايا الأميركيين والمتعاونين الأفغان، حيث شهد مطار كابل فوضى عارمة في ظل التقدم السريع لحركة طالبان حينها وسيطرتها على العاصمة وهروب الرئيس الأفغاني إلى خارج البلاد.
وشهد الإجلاء قصصا مأساوية، حيث سقط الأفغان من الطائرات العسكرية، وحدث تفجير انتحاري أودى بحياة 13 من أفراد الخدمة الأميركية وعشرات الأفغان خارج بوابات مطار حامد كرزاي.
