باحث سياسي: روسيا تستغل الأزمة الأوكرانية لاكتساب ضمانات أمنية
باحث سياسي: روسيا تستغل الأزمة الأوكرانية لاكتساب ضمانات أمنية
قال الباحث في الشأن الدولي علي يحيي، إن النزاع بين موسكو وكييف لم يكن وليد اللحظة، بل هو امتداد لعدم حسم أوكرانيا لهويتها الوطنية التي تتنازعها مراكز قوى أبرزها إقليم الدونباس الموالي لروسيا، ذات الاغلبية الارثوذوكسية في الشرق، واقليم غاليتسيا صاحب الاغلبية الكاثوليكية في الغرب.
وأضاف يحيي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن حلف شمال الأطلسي، وبعض الدول الغربية استغل هذا التناقض البيني في سياق تمددهم نحو الحدود الروسية رغم التعهد الشفهي للرئيس الأمريكي بوش ووزير خارجيته جيمس بيكر وثلاثي ميتران - تاتشر - هيلموت كول لغورباتشوف بعدم التقدم من برلين - بعد توحيدها - "لبوصة واحدة نحو الشرق".
وتابع يحيي "اما الآن فمع تغير ولاء العديد من الدول السوفييتية السابقة، من بولندا والمهجر والتشيك وغيرها الى دول البلطيق، ومع ذهاب أوكرانيا إلى نقطة اللاعودة باتجاه التشبيك الأمني الاقتصادي مع الغرب، حتى ولو لم يتم قبولها ضمن حلف ناتو لعدم تطابقها مع معاييره، شعرت موسكو انها أصبحت مهددة داخل حدودها، وشرعت في إعادة تموضعها بما يتناسب مع التهديدات".
وقال يحيي نحن أمام سيناريوهات عديدة منها، رفع مستوى التحدي الروسي ما دون مستوى الحرب، وبالتالي بقاء التوتر عند مستوى مرتفع مشابه لأزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962، للاعتراف بمخاوف روسيا، ومصالحها، واعطائها الضمانات اللازمة.
ولفت يحيي إلي أن السيناريو الثاني هو مناوشات او أحداث مفتعلة من اي من الفريقين، تتدحرج بعدها الأمور لسيناريوهات حربية.
وتابع يحيي، أن السيناريو الثالث هو حملة قصف جوي وصاروخي روسي مركز ومكثف دون اجتياح بري، بالتوازي مع حرب سيبرانية، تهدف للحصول على تنازلات اوكرانية، أو اعلان الإستسلام، أو اجتياح بري محدود تعمد فيه روسيا إلى وصل الدونباس بشبه جزيرة القرم وفصل بحر ازوف عن الداخل الاوكراني.
وتابع يحيي "يمكن أن يستكمل السيناريو رقم 2 بتحرك روسي من بيلاروسيا والالتفاف على كييف، وهذا السيناريو سيكون اكثر تكلفة لروسيا".
واختتم يحيي تصريحاته قائلًا: "لا شك أن التدخل العسكري الروسي، سيكون سيف العقوبات سلاحاً غربيا ذو حدين على روسيا، يمكن ان يؤدي لانكماش وتضخم على المدى المتوسط والبعيد".
