انشقاق النخبة الروسية يشجع على إستراتيجية جديدة مع موسكو


دعت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية إلى إقامة علاقة بناءة بين الولايات المتحدة وروسيا.

وبحسب مقال لـ «جون هيربست»، السفير السابق للولايات المتحدة لدى أوكرانيا وأوزبكستان، ومدير مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلنطي، قد يبدو الأمر بعيد المنال في الوقت الحاضر، حيث أوروبا الشرقية على أهبة الاستعداد للحرب في ظل تهديدات روسية، لكن مع ذلك فروسيا المسالمة والمزدهرة لا تزال احتمالا واضحا.


ومضى يقول: بدأت الشقوق داخل النخبة الروسية بالظهور، أصدر العقيد المتقاعد الجنرال ليونيد إيفاشوف مؤخرًا رسالة مفتوحة رائعة حث فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عدم غزو أوكرانيا مرة أخرى، حتى أنه دعا الأخير إلى الاستقالة.

وتابع: في حين أن إيفاشوف هو أحد منتقدي بوتين منذ فترة طويلة، إلا أن مجموعة الضباط الروسية، وهي مجموعة من القوميين المتشددين لا تعكس بالضرورة رأي الأغلبية داخل دولة بوتين الأمنية المترامية الأطراف، إلا أن معارضة الجنرال السابق جديرة بالملاحظة بالحجة المقنعة التي يقدمها.

وأضاف: يجادل إيفاشوف إن السياسات الداخلية للكرملين تشكل تهديدًا أكبر بكثير لروسيا من أي تهديدات متخيلة من الناتو وأوكرانيا.

بناء علاقة

وبحسب الكاتب، يجب أن تسعى واشنطن إلى بناء علاقة مع موسكو على المدى الطويل على الأرجح بعد بوتين، على أساس الاحترام المتبادل، والالتزام بالقانون الدولي، واحترام النظام الدولي الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة.

وأضاف: هذه هي روسيا التي ستتعاون معها الولايات المتحدة في العديد من القضايا السياسية، التي سيكون هناك تعاون اقتصادي كبير معها، وسيكون شعبها مزدهرا، وتابع: يجب على الولايات المتحدة أن تبني هذه العلاقة بإستراتيجية من أربعة أجزاء.

ولفت إلى أن الجزء الأول يتضمن العمل مع الحلفاء والشركاء لمواجهة الخطر المباشر من موسكو، ومضى يقول: هذا يعني تعزيز الجناح الشمالي الشرقي لحلف «ناتو»، وتعزيز الوجود البحري في البحر الأسود، ودعم الحركات الديمقراطية من بيلاروسيا إلى فنزويلا، وبنفس القدر من الأهمية، تحتاج الولايات المتحدة إلى البقاء على وفاق مع أوروبا وتقديم جبهة موحدة بشأن العقوبات والدبلوماسية وإجراءات القوة.

وأردف: يجب على الولايات المتحدة أن تفعل هذا اليوم، كما فعلت خلال الحرب الباردة، ليس من خلال تلبية أضعف غرائز السياسة في القارة، ولكن من خلال إقناع حلفائها وشركائها بتبني السياسات القوية، ولكن الضرورية التي تخدم مصالح الجميع في المجتمع عبر الأطلسي.

وأضاف: لقد أظهرت الأزمة المستمرة التي أحدثها تهديد بوتين بشن غزو جديد لأوكرانيا مدى صعوبة هذا الأمر، ولكنه حاسم، لكن هذا هو الأساس الضروري لأي سياسة ناجحة تجاه موسكو.

ونبّه إلى أن الجزء الثاني من الإستراتيجية يتمثل في وضع خطوط حمراء واضحة على سلوك موسكو.

الخطوط الحمراء

وتابع الكاتب: عندما يتم تجاوز هذه الخطوط الحمراء، يجب التصرف بسرعة، ويبدأ ذلك بالأزمة الحالية بشأن أوكرانيا، التي تحتاج إلى أسلحة أكثر تطورا الآن.

وأردف: تحتاج الولايات المتحدة إلى إرسال صواريخ ستينغر قبل فوات الأوان، ويجب على واشنطن أن تفرض على موسكو أكثر العقوبات فاعلية ضد النظام المالي الروسي والأقلية الحاكمة إذا قام بالتصعيد في أوكرانيا، ويجب على الولايات المتحدة أن تفعل المزيد لفضح فساد النظام الروسي، سواء كان ذلك يعني رفع السرية عن المعلومات حول ثروة بوتين أو زيادة تمويل «صوت أمريكا، راديو أوروبا الحرة، وراديو ليبرتي» بشكل كبير لإيصال الخبر إلى الشعب الروسي.

ومضى يقول: كما يجب على الولايات المتحدة أيضًا العمل على استغلال أي احتكاك بين روسيا والصين، بما في ذلك النزاعات الإقليمية، حتى في الوقت الذي سعى فيه بوتين وتشي جين بينغ إلى تعزيز الشراكة في الأيام الأخيرة.

ولفت إلى أن الجزء الثالث يتمثل في العمل الجماعي حيثما أمكن ذلك.

واستطرد: لدى الولايات المتحدة وروسيا بعض المصالح المشتركة، من الحد من التسلح إلى وقف انتشار الإرهاب في آسيا الوسطى إلى احتواء كورونا. وأضاف: هناك فرص للشراكة بشأن مستقبل أفغانستان ومستقبل كوكبنا، مع تسارع تغير المناخ. وأشار إلى أن الجزء الرابع يتحدد في وضع رؤية لعلاقات مستقبلية وثيقة مع روسيا المزدهرة.

وأوضح أن هذه هي الجزرة التي تصاحب العصي الكثيرة للولايات المتحدة. ومضى يقول: حان الوقت الآن للبدء في تكييف الحكومة الروسية والنخب والمواطنين العاديين بأن نوايا الولايات المتحدة تجاه روسيا ليست معادية وأن العلاقات الجيدة يمكن أن تؤدي إلى الازدهار والأمن.

دبلوماسية المسار

وبحسب الكاتب، يمكن للدولتين إطلاق دبلوماسية المسار 1.5 أو المسار الثاني حول الشكل الذي يمكن أن تبدو عليه العلاقة البديلة، وأضاف: يجب على الولايات المتحدة أيضًا التعامل مع المعارضة الروسية «غير النظامية» - بمعنى عدم وجود مرشحين معارضين معاقبة رسميا مثل أليكسي نافالني - والشتات الروسي.

وتابع: نقترح أيضًا الخطوة الجريئة المتمثلة في تجميد وحفظ أصول كبار مسؤولي الكرملين وشركائهم في صندوق استئماني لإعادتها إلى الشعب الروسي عند إنشاء حكومة تحترم سيادة القانون.

ومضى يقول: تعمل السياسات الروسية الحالية على زيادة الفساد وزيادة القمع في الداخل، والمراجعة والإكراه في الخارج، ظل الاقتصاد راكدا لمدة عقد وانخفض مستوى المعيشة بشكل مطرد.

وأردف: من الشائع في روسيا اليوم سماع حديث عن فترة جديدة من الركود، كما حدث في العقد الذي سبق سقوط الاتحاد السوفيتي، وتابع: إذا استمرت هذه السياسات، فإن مكانة روسيا كقوة عظمى ستبدأ في التراجع. ونبّه إلى أن تلك الرؤية التي يقدمها هي لصالح روسيا يستفيد فيها مواطنوها الموهوبون من جهودهم الخاصة ويخلقون اقتصادًا حديثًا نابضًا بالحيوية، وأضاف: من الطبيعي أن تجتذب روسيا جيرانها وشركاءها البعيدين بديناميتها، لن تكون هناك حاجة لممارسة التأثير عن طريق الإكراه.

ومضى يقول: قد يبدو الأمر بعيد المنال في الوقت الحاضر، حيث أوروبا الشرقية على أهبة الاستعداد للحرب، وفي ظل التهديدات الروسية، لكن روسيا المسالمة والمزدهرة هي احتمال واضح، لكن الأمر يتطلب تفكيرا جديدا ونهجا واقعيا لسياسة واشنطن.
تاريخ الخبر: 2022-02-14 00:23:26
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

الركراكي يحظى باستقبال خاص في مقر نادي إشبيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 15:25:52
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 50%

الركراكي يحظى باستقبال خاص في مقر نادي إشبيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 15:25:43
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية