أفاد تقرير جديد صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) بأن نظام بشار الأسد يتلاعب بالمساعدات الإنسانية في سوريا بشكل متكرر من خلال منعها عن معارضيه ومنحها لآخرين.

ويقول التقرير إن نظام الأسد يتمتع بسلطة قوية على وصول منظمات الإغاثة، بما في ذلك من خلال الموافقات على تأشيرات الدخول، لدرجة أنه أصبح من الطبيعي لأقارب كبار مسؤولي النظام الحصول على وظائف داخل هيئات الأمم المتحدة.

واستناداً إلى مقابلات مع مسؤولي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني في سوريا صدر تقرير "مساعدة الإنقاذ في سوريا" المكون من 70 صفحة عن المركز الأبحاث الذي يتخذ من العاصمة واشنطن مقراً له.

ويضيف التقرير: "بينما تساهم الحكومات الغربية المانحة بنحو 2.5 مليار دولار سنوياً من المساعدات الإنسانية تستمر الاحتياجات في الارتفاع. بالإضافة إلى ذلك تلاعبت حكومة الأسد بالمساعدات لأكثر من عقد من الزمان فمنعتها عن المعارضين ووجهتها إلى الحلفاء".

في غضون ذلك يقول التقرير إن حالات التهديدات والاعتقال التعسفي والتعذيب لموظفي الإغاثة السوريين ازدادت خلال العام الماضي.

واعتُقل وقُتل موظفون في إحدى المنظمات الإنسانية المحلية، وأُمر أقاربهم بإخلاء منازلهم أو ألقي القبض عليهم.

إلى ذلك ذكر التقرير أنه عندما نُقلت المساعدات عبر خطوط الصراع في كل من شمال غرب وشرق سوريا، والمعروفة باسم الشحنات العابرة للحدود، كانت توجد سرقات ووُزّعت المعدات الطبية بشكل عشوائي.

ووصلت 43 ألفاً و500 حصة غذائية فقط إلى شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة في قوافل عبر الحدود مقارنة بـ1.3 مليون سُلّمت من تركيا في نوفمبر/تشرين الثاني.

وإلى جانب تحويل طعام الأمم المتحدة إلى جيش النظام السوري يستفيد الأشخاص المسؤولون مباشرة عن انتهاكات حقوق الإنسان.

"قضية ضخمة"

ووجد التقرير أن ماهر شقيق رئيس النظام بشار الأسد، ورجل الأعمال المقرّب من فرقة الجيش الرابعة محمد حمشو، فازا بعقود مشتريات أممية لنزع المعادن في المناطق التي استعادتها الحكومة وإعادة تدويرها للبيع في شركة حديد للصناعات المعدنية المملوكة لرجل الأعمال الذي سبق له أن شغل عضوية مجلس الشعب.

وقالت كاتبة التقرير ناتاشا هول: "لا توجد مواقف كثيرة في التاريخ لشخص يرتكب جرائم فظيعة ويبقى في السلطة ويسيطر على جهاز المساعدة". وأضافت: "إنها حلقة فاسدة للغاية يجري إنشاؤها".

وقالت هول: "إذا كانت حكومة الأسد ستبقى، وهو ما يبدو أن الكثير من الحكومات قد استسلمت له، فتجب تسوية هذا الأمر لأن المساعدات ستستمر على الأرجح في هذه البيئة المعادية".

TRT عربي - وكالات