خرج آلاف السودانيين مجدّداً الإثنين، إلى شوارع العاصمة ومدنها المجاورة وعدد من الولايات للتظاهر ضدّ الانقلاب الذي نفّذه الجيش العام الماضي والمطالبة بحكم مدني، في احتجاجات تصدّت لها قوات الأمن قرب القصر الرئاسي بقنابل الغاز المسيل للدموع.

وذكرت لجنة الأطباء المركزية في السودان أن شخصاً قتل إثر إصابته بعيار ناري خلال المظاهرات.

وجرت التظاهرات في الخرطوم ومدينتها التوأم أمّ درمان وولاية القضارف ومدينة بورتسودان الساحلية (شرق) وإقليم دارفور (غرب).

وحمل المحتجون في الخرطوم الأعلام السودانية وبالونات حمراء اللون ولافتات كتب عليها: "اليوم عيد حب الوطن".

وطالب المحتجون الجيش بتسليم الحكم للمدنيين والإفراج عن المعتقلين السياسيين ومحاسبة المسؤولين عن مقتل متظاهرين خلال الاحتجاجات منذ بدء الانقلاب وبلغ عددهم على الأقلً 79 شخصاً.

وقرب القصر الرئاسي في العاصمة أطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع والمياه الملوّنة على المتظاهرين في محاولة لتفريقهم، حسب مراسل لفرانس برس.

وقال المتظاهر خالد محمد: "نطالب بإطلاق سراح أعضاء لجان المقاومة والسياسيين الذين اعتقلوا دون وجه حق ولفّقت لبعضهم اتهامات غير حقيقية".

وعلى مدار الأسابيع الماضية، جرى توقيف العديد من الناشطين التابعين لـ"لجان المقاومة"، وهي مجموعات غير رسمية برز دورها في تنظيم الاحتجاجات ضد الانقلاب.

أكثر من 100 معتقل

وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان الاثنين إنّ "عدد المعتقلين تعسفياً وبلا توجيه تهم جنائية أو دعاوى قانونية وصل إلى أكثر من 100 معتقل لم يُجرَ التحقيق والتحري معهم".

وأضاف التجمع الذي لعب دوراً بارزاً في قيادة الاحتجاجات التي أسقطت الرئيس السابق عمر البشير في 2019 أنّ "أعمار المعتقلين إجمالاً تتراوح ما بين 16 و60 عاماً ويعاني كبار السن فيهم من أمراض مزمنة".

وأشارت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان الاثنين، إلى أنّ عدداً من الموقوفين في سجن سوبا بالخرطوم "دخلوا اليوم في إضراب عن الطعام رفضاً للأوضاع السيئة التي يعيشونها داخل السجن".

وأضاف بيان اللجنة أنّ بعض المعتقلين "جرى سجنه دون حتى تقديم تهمة له والآخر ينتظر التحري الذي يجرى تأخيره عن قصد للتعريض لمزيد من الأذى النفسي والجسدي".

والأحد، أعادت الشرطة توقيف العضو السابق في مجلس السيادة محمد الفكي، وفق ما أفاد قيادي في حزبه.

والأسبوع الماضي، اعتقلت قوات الأمن وزير شؤون مجلس الوزراء السابق خالد عمر يوسف ووجدي صالح المتحدث باسم قوى إعلان الحرية والتغيير، الائتلاف الذي يقود الاحتجاجات ضد الانقلاب العسكري.

ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخلّلها اضطرابات وأعمال عنف منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حين أطاح بالمدنيين الذين تقاسموا السلطة مع الجيش بعد سقوط البشير.

وتنفي الشرطة استخدام الرصاص الحيّ ضدّ المتظاهرين، وتقول إن "ضابطاً طُعن على أيدي متظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة، ما أدّى الى مصرعه، بالإضافة إلى إصابة العشرات من أفراد الأمن".

وقال البرهان السبت إنّ تحقيقات أجريت لمعرفة المسؤول عن قتل المتظاهرين.

وأضاف في مقابلة تلفزيونية: "أنا شخصيا مستعد لتحمل هذه المسؤولية كاملة إذا كنت أنا وجهت أو أصدرت تعليمات بملاحقة أي من المتظاهرين أو قتلهم".

وتابع "أنا مستعد أن أقدّم كلّ شيء في سبيل معرفة هذه الحقيقة (من يقف وراء قتل المتظاهرين)".

TRT عربي - وكالات