تطوير وتطور الصناعة الوطنية يتطلب مزيدا من الجهود الداعمة لتنافسية منتجاتنا وتوسعها في الأسواق الإقليمية والدولية، وذلك يرتكز إلى حد كبير على الجودة التي تعني كلمة المرور إلى العملاء والمستهلكين في أي مكان بالعالم، ولنا في تجارب الشركات الدولية ذات السمعة المتميزة نموذجا واضحا في تفضيل المستهلكين لمنتجاتها.
الشركات الأمريكية واليابانية والألمانية والغربية عموما هيمنت على الأسواق لتمتعها بقدرات تنافسية عالية في منتجاتها، وظلت تتفوق على الشركات والصناعات الآسيوية على سبيل المثال والتي ركزت على التقليد وإضعاف الجودة وبقيت تنافسيتها في رخص أسعارها غير أن ذلك لم يمنحها الاستمرارية لغياب الجودة التي جعلت سمعة منتجاتها لا ترقى لمتطلبات العملاء.
في المملكة لدينا فرصة ثمينة ينبغي اغتنامها من أجل الوصول بشعار «صنع في السعودية» إلى العالمية، وقبل أن ننطلق في هذا المضمار يجب أن نقف على التجارب الدولية ودراسة أسباب النجاح والإخفاق لأننا لا يمكن أن نتراجع أو نسمح بتضرر السمعة والقيمة الإنتاجية لصناعتنا الوطنية، فطموحنا أن نصل إلى كل المستهلكين في القارات الخمس عملا بحرية التجارة العالمية التي تساعدنا في الوصول الذي نطمح إليه.
نشهد خلال هذا الأسبوع تنظيم معرض «صنع في السعودية» تحت شعار «صناعاتنا نجاحاتنا» والذي يعرض الصناعات الوطنية السعودية، ويهدف لتوطين الصناعات ومضاعفة الصادرات السعودية إلى العالم بحضور عدد مقدر من المسؤولين وصناع القرار ورواد الأعمال، وهي الفرصة التي أرى أنها مهمة لنقل التقنيات وتبادل الأفكار الاستثمارية والخبرات ومشاركة الآخرين تطلعاتنا والاستفادة من إمكانات رأس المال الأجنبي.
الصناعة تمنحنا قدرة اقتصادية أكبر للوصول إلى التنوّع المنشود، وتحقيق أهدافنا الإستراتيجية بجعل المملكة دولة اقتصادية وصناعية رائدة عالميا بحلول 2030، وذلك أمر يمكن الوصول إليه في هذا الوقت مع مزيد من الاستثمارات الصناعية وجذب الاستثمار الأجنبي، ومنح الصناعة كل التسهيلات الضرورية للنمو والتوسع وخدمة الناتج المحلي والاقتصاد الوطني، مع لعب القطاع الخاص دوره المحوري في تطوير الصناعات المختلفة، وابتكار الفرص والاهتمام بالتقنية وتأهيل أبناء الوطن لخدمة النشاط الصناعي، وذلك يمكن تحقيقه مع التنظيمات الاستثمارية وانفتاح اقتصادنا على الشراكات واستضافة الاستثمارات وتشجيع المستثمرين المحليين على توسعة استثماراتهم تحت مظلة الاقتصاد الوطني ودعمه لهم.
