خوف من غزو وشيك لأوكرانيا.. إحاطة بالكونغرس لم تكن بالحسبان


دفع تسارع أحداث الأزمة الأوكرانية، في ظل تعزيز روسيا انتشارها العسكري والخوف من غزو محتمل وشيك، إلى زيادة الحراك السياسي في واشنطن.

فمن دون جدولة مسبقة في قائمة الفعاليات في الكونغرس الأميركي وبشكل مفاجئ أعلِن عن إحاطتين لمستشار الأمن القومي، جايك سوليفان، يوم الاثنين، واحدة في مجلس النواب من خلال مكالمة خاصة عبر الهاتف، و أخرى سرية قدمها لقادة مجلس الشيوخ من الحزبين ورؤساء وأعضاء لجان، منها الخارجية والقوات المسلحة والأمن القومي، حول الوضع عند الحدود الأوكرانية.

روسيا أوكرانيا حرب تعبيرية

وربط الكثيرون الإعلان المفاجئ لهاتين الإحاطتين، الذي أربك الصحافيين وحتى المسؤولين عن وضع الجداول في الكونغرس، بخطورة الأوضاع التي عكستها تصريحات المسؤولين الأميركيين ونقلُ السفارة الأميركية من كييف إلى لييف.

تجنب للصحافيين

الإحاطة السرية في مجلس الشيوخ بدأت عند الساعة الثالثة والنصف ظهراً، وحضرها إضافة إلى سوليفان كبير الديمقراطيين في المجلس، تشاك شومر، وكبير الجمهوريين، ميتش ماكونيل. سوليفان تجنب المرور من الممر الذي تجمع فيه الصحافيون عند دخوله وخروجه من القاعة التي قدم فيها إحاطته. أما ماكونيل فلم ينبس ببنت شفة، لا خلال توجهه إلى القاعة ولا عند مغادرتها. كذلك رفض شومر الإدلاء بأي تصريح خلال دخوله القاعة.

إجماع على خطورة الوضع وروبيو يحذر من تفاقم الوضع إلى الأسوأ

وبعد انتهاء الإحاطة تحدث بعض الأعضاء إلى الصحافيين عن انطباعاتهم حول الوضع، لكن من دون تقديم معلومات وافية كون الإحاطة سرية، لكنهم أكدوا على خطورة الوضع وعلى ضرورة أن تدفع روسيا ثمناً باهظاً لأي غزو محتمل لأوكرانيا. من هؤلاء السيناتور الجمهوري، ماركو روبيو، الذي وصف الوضع بالخطير، قائلاً إنه تحد للأمن العالمي، وتابع بأن المشكلة تكمن في مجادلة روسيا بأن جميع البلدان التي تحدها يجب أن تكون تابعة، ولها الحق بدخولها، معتبراً أن ذلك سيضع العالم في مكان صعب ويغير كيفية رؤية الناس له.

مناورات للجيش الروسي في بيلاروسيا (أ ف ب)

وحذر روبيو من تصاعد الأمور إلى شيء أكثر خطورة، لافتاً إلى وجود قوات الناتو، ومعها عدد قليل من القوات الأميركية، على مقربة من القوات الروسية.

روبيو أيد اتفاقاً محتملاً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ بشأن مشروع قانون لفرض عقوبات على روسيا، وأضاف خلال حديثه للصحافيين أن الإدارة الأميركية لديها كل السلطات التي تحتاجها بموجب القانون لفرض العقوبات. وتابع بأن الحزبين متفقان في هذا الشأن لكنهما يختلفان في بعض التفاصيل.

وفي ما يتعلق بالعقوبات التي يمكن أن تفرضها الولايات المتحدة مع حلفائها الأوروبيين على روسيا، أوضح روبيو أن التحدي هو إمكانية تحملها على المدى الطويل من قبل البلدان الأوروبية الضعيفة في ما يخص الطاقة، حسب تعبيره، لاسيما إذا قررت روسيا قطع إمدادات الغاز عن أوروبا.

وفي رده على سؤال لـ"العربية" و"الحدث" حول نقل السفارة الأميركية من العاصمة كييف إلى مدينة لفيف غرب أوكرانيا، وصف روبيو القرار بالحكيم لتجنب وضع لا يمكن فيه التدخل لتقديم المساعدة للموجودين هناك، خاصة في ظل المعطيات على الأرض.

بدوره حذر السناتور الديمقراطي، ديك ديربن، من أن الروس مستعدون للغزو، لكنه عبر عن تفاؤل حذر بشأن استمرار التبادل الدبلوماسي مع موسكو، مشيراً إلى حديث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن أن إمكانية الحل الدبلوماسي مع الغرب ما زالت موجودة. لكنه تابع وقال إنه يأمل أن يتمكن الجمهوريون والديمقراطيون في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ من التوصل إلى اتفاق بشأن حزمة العقوبات.

تحذير من فبركة روسية

كما نبه السيناتور الديمقراطي، مارك وارنر، إلى احتمالات أن يختلق الروس ذريعة للغزو بفبركة عمل أوكراني ضد روسيا يردون عليه بشكل مفرط وبقوة نارية هائلة. وحذر وارنر من أشكال أخرى للمواجهات غير العسكرية التقليدية، كأن تشن روسيا هجوماً إلكترونياً يستهدف البنية التحتية الحيوية الأوكرانية. وتابع بأن هكذا هجمات بطبيعتها عابرة للحدود، ما يعني أنها ممكن تطال دولاً أعضاء في الناتو كبولندا. وعبر وارنر عن اعتقاده بأن الناتو موحد حالياً أكثر مما كان عليه قبل أربعة أشهر.

المساعدة براً لا جواً

أما في إحاطة مجلس النواب غير السرية، التي جرت على الساعة تاسعة والربع صباحاً، فأبلغ سوليفان كبار أعضاء المجلس بأن وزير الدفاع، لويد أوستن، يتطلع إلى تقديم المساعدة العسكرية إلى الأوكرانيين عن طريق التسليم البري وليس الجوي، لدعم المقاومة الأوكرانية بعد الغزو الروسي المحتمل. لكنه لم يعط تفاصيل إضافية سأله عنها المشرعون، وأبدى استعداده لمناقشة الأمر في إحاطة سرية، وليس في اتصال غير آمن عبر الهاتف، كما نقل موقع "بوليتكو" عن أشخاص على دراية بالاتصال.

الموقع أضاف أن سوليفان، وفي معرض رده على سؤال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، غريغوري ميكس، عن استمرار حاجة بعض حلفاء واشنطن وتحديداً ألمانيا وبولندا إلى الإقناع عندما يتعلق الأمر بالعقوبات، أجاب بأنهما "بحاجة إلى إقناع مستمر خاصة ألمانيا". لكن سوليفان أصر، وفق "بوليتكو"، على أن إدارة بايدن تتوقع استجابة قوية متعددة الأطراف من حلفائها إذا حدث الغزو. كما كشف سوليفان أن الإدارة تدرس تقديم قروض سيادية لأوكرانيا بقيمة مليار دولا لتهدئة أي مخاوف اقتصادية.

تاريخ الخبر: 2022-02-15 09:16:37
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 95%
الأهمية: 91%

آخر الأخبار حول العالم

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية