اعتقلت السلطات في بنما 10 إيرانيين قادمين من فنزويلا حاولوا دخول أراضيها بوثائق مزورة، وكانوا يحملون بطاقات إقامة ألمانية مزورة، فأعادتهم إلى فنزويلا.

وحسب موقع الإذاعة الدولية الألمانية "دويتشه فيله" باللغة بالفارسية، فقد أعلنت دائرة الهجرة الوطنية البنمية الأحد 13 فبراير أنها احتجزت 10 إيرانيين حاولوا دخول أراضيها.

ويقول المسؤولون البنميون إن الأشخاص الذين حاولوا دخول بنما بوثائق مزورة قد أعيدوا إلى البلد الذي جاؤوا منه، دون أن تحدد السلطات البنمية ما إذا كان البلد الذي قدموا منه فنزويلا أو إيران.

وبحسب تقرير "دويتشه فيله" وصل الإيرانيون العشرة إلى مطار توكومين الدولي ببطاقات إقامة ألمانية مزورة، وذلك على متن طائرة أقلعت من مطار كاراكاس في فزويلا.

وذكر التقرير أن هؤلاء الإيرانيين كانوا يحاولون مواصلة رحلتهم إلى بونتا كانا في جمهورية الدومينيكان.

ونقل التقرير عن المسؤولين البنميين قولهم إنه على الرغم من أن بطاقات الإقامة الألمانية التي كان يحملها هؤلاء الإيرانيون مزورة، فقد تمكنوا من مغادرة كاراكاس دون أي أن يواجهوا أي مشاكل في فنزويلا التي تربطها علاقات وطيدة بإيران.

ومنذ عام 2015، ذكرت تقارير عديدة أن حكومة نيكولاس مادورو، حليف طهران في أميركا اللاتينية، تقوم بإصدار جوازات سفر مزورة لمواطنين إيرانيين، معظمها جوازات سفر فنزويلية.

وفي عام 2015، اضطرت الحكومة الكندية إلى حظر الدخول من فنزويلا إلى أراضيها بسبب تدفق الأشخاص الذين يحملون جوازات سفر فنزويلية، ولم يكن هؤلاء مواطنون فنزويليون، بل كان معظهم مواطنين إيرانيين وسوريين ولبنانيين.

سعي رئيسي لتوسيع العلاقات مع فنزويلا

وبما أن إيران تسعي إلى توسيع وجودها في أميركا اللاتينية، فإن محاولة 10 إيرانيين الدخول إلى بلد في القارة، قادمين من بلد حليف لإيران ويحملون وثائق مزورة، يثير دون أدنى شك الحذر الأمني.

إلى ذلك، ذكرت تقارير أخرى أن سفير إيران لدى فنزويلا، حجت الله سلطاني، اعتبر أن توسيع العلاقات التجارية مع دول أميركا اللاتينية، وخاصة فنزويلا، يُشكّل فرصة لحكومة إبراهيم رئيسي.

وبحسب وكالة أنباء "إيلنا" الناطقة بالفارسية، شدد سلطاني على أن تصدير المنتجات الإيرانية إلى الدول الأوروبية أصعب بالتأكيد من تصدير تلك المنتجات إلى أميركا اللاتينية. وأضاف: "المنتجات الإيرانية لها أسواق أقوى في أميركا اللاتينية وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا" من ما هو الحال في أوروبا.

وفي إشارة إلى سبل النقل التي تم إنشاؤها بين إيران وفنزويلا، قال سلطاني: "تم حالياً إنشاء خط طيران بين طهران وكراكاس، وهو بالطبع حالياً خط غير تجاري ويتم تشغيله مرة واحدة في الأسبوع".

ووفقاً للسفير الإيراني في فنزويلا، سيتوجه الرئيس التنفيذي لشركة الطيران الوطنية الفنزويلية إلى إيران قبل 21 مارس المقبل حيث تسعى فنزويلا لإقامة رحلات منتظمة إلى إيران.

وقال أيضاً إنه تم إلغاء التأشيرات بين إيران وفنزويلا وإن "المهتمين والمسافرين لا يحتاجون إلى تأشيرة سفر إلى فنزويلا".

يذكر أن فنزويلا تنتقل من الاقتصاد الاشتراكي إلى الاقتصاد الحر، وهذا ما أكده سلطاني أيضاً، وواصل يقول "حالياً جميع البنوك الفنزويلية مرتبطة بنظام سويفت ولا تخضع لعقوبات".

يذكر أن جميع البنوك الإيرانية تخضع لعقوبات أميركية ولا يحق لها استخدام خدمة "سويفت" للتحويلات المالية.

وتعززت العلاقات بين إيران وفنزويلا بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ويعلن كلاهما الوقوف بوجه "الإمبريالية الأميركية"، حسب وصفهما. وبناءً على هذا يتعاملان كحليفين ووضعا خططا ومشاريع مشتركة.

وكانت الدولتان قد أعلنتا في 6 يناير 2007 أنهما سوف تنفقان نحو 2 مليار دولار على مشروع مشترك لمساعدة "البلدان التي تحاول التحرر من نير الإمبريالية"، حسب تعبيرهما.

وتعتبر فنزويلا منطلقا رئيسيا لإيران نحو سائر بلدان أميركا اللاتينية التي تسعى طهران منذ عقدين ونيف من الزمن لتوسيع نفوذها فيها بمساعدة اليسار السياسي الراديكالي في هذه القارة.