قالت وكالة الإعلام الروسية إن متمردين مدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا اتهموا قوات حكومية أوكرانية الخميس، باستخدام قذائف مورتر لمهاجمة مناطق تحت سيطرتهم، وهو ما ينتهك اتفاقيات تهدف إلى إنهاء الصراع.

وتحشد روسيا أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، وتطالب حلف شمال الأطلسي بعدم قبول كييف عضواً به. ويهدّد الغرب موسكو بعقوبات جديدة إذا هاجمت أوكرانيا، فيما تنفي روسيا التخطيط لأي هجوم.

وشهدت السنوات الأخيرة عمليات إطلاق نار متقطعة من الطرفين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، لكن أي تصعيد للصراع المستمرّ منذ سنوات في دونباس يمكن أن يُذكِي نيران التوتر بين روسيا والغرب.

ونقل تقرير الوكالة عن ممثلين لجمهورية لوهانسك الشعبية المعلنة من طرف واحد، أن قوات أوكرانية استخدمت قذائف مورتر وقاذفات قنابل يدوية ومدفعاً رشاشاً.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن ممثلين لمنطقة لوهانسك في مجموعة مراقبة وقف إطلاق النار الأوكرانية الروسية، أن "القوات المسلحة الأوكرانية انتهكت بصورة فجة نظام وقف إطلاق النار، مستخدمة أسلحة ثقيلة تنصّ اتفاقيات مينسك على ضرورة سحبها".

بدورها طلبت كييف من مجلس الامن الدولي مناقشة موافقة مجلس النواب الروسي "الدوما" على قرار تقديم مقترح للرئيس فلاديمير بوتين، للاعتراف باستقلال "جمهوريتَي دونيتسك ولوغانسك" شرقيّ أوكرانيا.

واعتبر المندوب الأوكراني الدائم لدى الامم المتحدة السفير سيرجي كيسليتسيا، في رسالة وزعها على أعضاء المجلس (15 دولة)، أن موافقة الدوما تشكل انتهاكا لوحدة الأراضي الأوكرانية وخرقاً لاتفاق مينسك 2015.

والثلاثاء وافق "الدوما" على قرار تقديم مقترح لبوتين، للاعتراف باستقلال "جمهوريتَي دونيتسك ولوغانسك" شرقي أوكرانيا.

ويعقد مجلس الأمن اليوم الخميس جلسة دعت إليها سلفاً روسيا التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية لأعمال المجلس للشهر الجاري، بشأن عدم تنفيذ أوكرانيا بنود اتفاق مينسك.

كان الانفصاليون المدعومون من روسيا أعلنوا من جانب واحد استقلال مقاطعتَي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا في ربيع 2014.

وتقع منطقتا دونيتسك ولوغانسك في حوض دونباس الشرقية التي مزّقَتها النزاعات، والمحتلة جزئياً من الانفصاليين المدعومين من روسيا منذ 2013.

في سياق آخر قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس تناقشا خلال مكالمة هاتفية مساء الأربعاء بشأن الحشد العسكري الروسي قرب أوكرانيا، وشدّدَا على أهمية تعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي إذا غزته موسكو.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن الجانبين اتفقا على ضرورة تقييم الوضع في أوكرانيا على أنه "شديد الخطورة"، إذ لا يزال هناك خطر من مزيد من الإقدام العسكري الروسي.

وقال البيت الأبيض في بيان، إن بايدن وشولتس ناقشا المحادثات الأخيرة لكل منهما مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولو ديمير زيلينسكي.

وقال البيت الأبيض إن بايدن وشولتس "شدَّدَا على التزامهما سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وعلى أهمية استمرار التنسيق بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الدبلوماسية وتدابير الردع وتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي إذا أقدمت روسيا على مزيد من غزو أوكرانيا".

وتوصلت الأطراف المتحاربة شرقي أوكرانيا في فبراير/شباط 2015، في عاصمة بيلاروسيا مينسك، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يقضي بسحب الأسلحة الثقيلة والقوات الأجنبية، إضافة إلى سيطرة أوكرانيا على كامل حدودها مع روسيا بحلول نهاية 2015، وهو ما لم يتحقق بعد.

وتوترت العلاقات بين كييف وموسكو على خلفية ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في دونباس.

ومؤخراً وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال "شنت هجوماً" على أوكرانيا.

TRT عربي - وكالات