عالم أزهري: الزواج رباط مقدس لا يجوز أن يتفكك لأتفه الأسباب


نظر الإسلام إلى الأسرة نظرة واقعية ولم ينظر لها نظرة حالمة خالية من المشاكل ولا نظرة جامدة خالية من العواطف، بل جعل الزواج وبناء الأسرة على المودة والسكينة والرحمة، للمحافظة على هذا الكيان، لما له من أثر فى بناء الأوطان، وطالب بالتروى والتفكير قبل التسرع والوقوع فى الطلاق.

وفى السطور القادمة يقدم الدكتور بيومى إسماعيل من علماء الأزهر الشريف رؤية الإسلام من الهدف من الزواج وكيفية تلافى الطلاق.


يقول الدكتور بيومى إسماعيل: أضفى الإسلام على ميثاق عقد الزواج قدسية خاصة وهيبة تليق به، فلا يجوز أن يتفكك لأتفه الأسباب مثل العصبية الزائدة والتسرع فى إصدار الأحكام، فقد حدث فى عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن هناك رجلاً كلما تزوج امرأة طلقها، فبعث له سيدنا عمر، وسأله عن سبب الطلاق فقال له الرجل: يا أمير المؤمنين كلما تزوجت امرأة وسألتها أأحببتنى فتقول لا فأطلقها، فقال له عمر: يا هذا ليس كل البيوت تبنى على الحب ولكن تبنى على مودة الإسلام ورحمته ومما يروى أيضا أن رجلا اشتكى زوجته وتصرفاتها لسيدنا عمر فقال له عمر:(إنى أتحمل زوجتى لحقوق لها على، إنها خبازة لطعامى، غسالة لثيابى وبقدر صبرى عليها يكون ثوابى).


 ويضيف أن كثيراً ممن يقدمون على الطلاق لا يعرفون الغرض والهدف من الزواج، فهم يظنون أن الزواج مجرد شهوة أو سلطة ذكورية، وهذا ليس من الإسلام، بل الغرض من الزواج إخراج جيل يعبد الله وحده وعمران الأرض قال تعالي: «هو الذى أنشأكم فى الأرض واستعمركم فيها» ولا غرو أن بناء الأوطان يبدأ من بناء الأسرة.


 ويؤكد أن الطلاق هو أسوأ شىء يحدث للأسرة قال صلى الله عليه وسلم: (إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يقول أيكم أضل مسلما فألبسه التاج فيأتيه شيطان فيقول مازالت بفلان حتى طلق زوجته فيقول له أنت أنت ويقربه) ويؤكد: أن الإسلام حرص على بناء الأسرة واستمرارها مهما عصفت بها رياح المشاكل والفرقة قال صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها آخر) وقال تعالي: «وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا»، فلابد من الأخذ بالأسباب قبل الزواج من اختيار الزوج أو الزوجة الصالحة على المعايير والأخلاق الإسلامية، لأن سوء الاختيار من أسباب الطلاق، وأيضا تحمل المسئولية وخاصة الاقتصادية لأن عدم قيام الزوج بأعبائه وعدم إنفاقه على البيت ولا تلبية طلباته وسيلة للطلاق، أيضا تعاطى المخدرات والإدمان داء عضال يخرب البيوت ويهدم الشباب.


وينبه لتأثير كلام الأهل والأقارب وأحيانا الأصحاب يزيد المشاكل البسيطة، فلابد من الاقتصار على الزوجين عند مواجهة متاعب ومشاكل الحياة، وحبذا لو كانت هذه المشاكل بعيدة عن الأولاد، لأن ذلك له تأثير فى ضياع الأبناء لعدم وجود من ينفق عليهم وإصابتهم بالأمراض النفسية والعصبية وإخراج جيل محطم يساعد فى نشر الجرائم وكذلك إصابة الزوجة أو الزوج بالاكتئاب والمرض وعدم القدرة على التحمل والتخلى عن الأطفال.


ويختتم: لقد بقيت الأسرة الجدار العازل ضد التغريب وفقد الهوية ومازالت الحضن التربوى الذى أخرج أجيالا عظيمة ما زالنا نعتز بها فليحافظ كل منا على أسرته فهى نعمة غالية وعزيزة فالحياة لا تسيرعلى وتيرة واحدة.

اقرأ أيضاً|المصيلحى وسعد يتفقدان أعمال إنشاء مجمع خدمة المواطنين بمركز الفتح| صور

 

 

تاريخ الخبر: 2022-02-18 00:17:28
المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

وطنى

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-27 09:21:40
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

صباح الخير يا مصر..

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-27 09:21:41
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية