محمد الباز يكتب: الحقيقة العارية «3».. هيكل ينشر تقريرًا بريطانيًا يتنبأ باغتيال عبدالناصر فى المنشية

الإخوان لم يكونوا أبدًا شركاء فى ثورة ٢٣ يوليو وسعوا لفرض الوصاية على «الحكم الجديد»

محاولة اغتيال عبدالناصر لا يمكن أن تكون «تمثيلية» فلا يمكن أن يرتضى أحد بأن يوجه الرصاص إلى صدره

فى العام ١٩٧٥ استقبلت المكتبة العربية كتابًا مهمًا عنوانه «بصراحة عن عبدالناصر». 

لم يكن ما استقر فى أيدى القراء كتابًا عاديًا، بل كان حوارًا مطولًا أجراه الصحفى اللبنانى فؤاد مطر مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، وهو الحوار الذى نعتبره وثيقة خاصة فى حياة هيكل المهنية، وذلك لعدة أسباب. 

فقد كان الحوار، الذى جرت وقائعه فى جلسات متعددة خلال سبتمبر وأكتوبر ١٩٧٤، مشبعًا بكثير من الغضب الذى لم يكن قد غادر الأستاذ بعد خروجه من الأهرام فى فبراير ١٩٧٤، وهو الخروج الذى ترك فى قلب هيكل وروحه جروحًا لم تندمل أبدًا، ربما حتى موته. 

ثم إنه جاء على خلاف ما اعتاد عليه هيكل طوال تاريخه، فالكاتب الكبير الذى لا يعتمد على الذاكرة وحدها فى الكتابة أو الحديث، حتى لو كان حديثًا عابرًا، استسلم لذاكرته وأطلق لها وحدها العنان. 

يقول «مطر»: كانت المناقشات عفوية، يعنى أن محمد حسنين هيكل شاء ألا يستعين بأوراق وتواريخ، كذلك كانت المناقشات بالعامية بعد تفريغ الأشرطة التى سجلت عليها هذه المناقشات. 

من ناحية أخرى، فإننى أتعامل مع هذا الحوار، طوال الوقت، على أنه المصدر الأساسى الذى يمكن أن نقيس عليه ما قاله، أو كتبه هيكل بعد ذلك، لنعرف تطور أفكاره ومراجعاته، وهو ما يتضح لى فيما قاله عن الإخوان المسلمين، وتحديدًا عن علاقتهم بثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، فخلال السنوات التى تلت هذا الحوار تحدث هيكل عن الإخوان أكثر من مرة، وفى كل مرة كان له مدخل مختلف، وكانت له كذلك تحليلات ورؤى مختلفة، صحيح أنها كلها تصب فى خانة رفضه الجماعة ورفض مسلكها، لكنه كان أحيانًا ما يبرر لها ما فعلته، من باب استيعابه الظروف السياسية والنفسية التى تقلبت على الجماعة وعلى من ينتمون إليها. 

تعرض هيكل لجماعة الإخوان فى كتابه مرتين، وفى سياقين مختلفين تمامًا. 

فى صفحة ٢٦ من الكتاب يسأل فؤاد مطر: لو عدنا إلى بداية الثورة لوقفنا على حقيقة مثيرة بعض الشىء، إن المعركة التى خاضتها الثورة مع الأحزاب شملت كل الأحزاب الوطنية والرجعية، حتى الشيوعيين، فى حين أن الثورة هادنت الإخوان المسلمين وأخرجتهم من إطار الأحزاب إلى إطار الجمعيات، كى لا يطبق عليهم قانون تنظيم الأحزاب، لماذا فعلت الثورة ذلك؟ 

ويسأل: هل كان إفراغ الحقل السياسى من كل الأحزاب، ما عدا الإخوان المسلمين، يمثل خطورة على الثورة فى ذلك الوقت وهى الاعتماد عليهم؟

ويسأل: إذا كانت تلك خطة محددة فعلى أى أساس كانت الثورة تتصور إمكان الوئام بينها وبين الإخوان، هل على أساس أن هناك أفكارًا واتجاهات مشتركة، أم نتيجة الارتباطات التى كانت بين الإخوان وكل من جمال عبدالناصر وكمال الدين حسين وآخرين، حتى إن هنالك من يؤكد أن عبدالناصر قبل أن يقوم بالثورة شارك فى إنشاء الميليشيا السرية المسلحة للإخوان؟ 

ويسأل: وثمة نقطة أخيرة.. إذا كانت تلك خطة محددة، ما سبب عدم نجاحها بدليل التصادم الذى حدث بين الثورة والإخوان؟ 

وبدأ هيكل يجيب، وهنا لا يعتمد على الوقائع وحدها، بل ينشر على هامشها رؤيته وتحليلاته للأحداث. 

قال: الحديث عن هذا الأمر يقتضى إلقاء نظرة على الساحة السياسية عام ١٩٥٢، فى تلك الفترة كانت هناك قوى عدة: الإنجليز والقصر على القمة، والأحزاب التقليدية الأربعة للطبقة المتوسطة، الوفد والأحرار الدستوريون والسعديون والكتلة، ثم هنالك الإخوان والشيوعيون. 

الأحزاب الأربعة تمثل تقريبًا طبقة واحدة، مع اختلافات طفيفة فى الواقع، وكان الوفد أقرب الأحزاب الأربعة إلى جماهير الشعب، أما الإخوان المسلمون فيمثلون التيار الدينى ويتخذون موقفًا على اليمين، فى حين أن الشيوعيين يقفون إلى اليسار، وكانت الأحزاب الأربعة شبه متهالكة، فى حين أن الإخوان المسلمين كانوا يتحركون بشكل منظم، كذلك الحال بالنسبة إلى الشيوعيين. 

وقال: كان الإخوان المسلمون فى تلك الفترة يحاربون الفساد المستشرى فى الدولة وينادون بمبادئ إصلاح الدولة، ثم دخلوا فى عمليات إرهابية دفعوا ثمنها غاليًا، لأن حكومة إبراهيم عبدالهادى ضربتهم بقسوة انتقامًا لاغتيال النقراشى على يد شاب متحمس من الإخوان. 

وقال: كان الإخوان ينادون بإصلاح الدولة ويحاربون الفساد، وقد لجأوا إلى العنف لتحقيق دعوتهم، صحيح أن حسن البنا لم يكن بعيدًا عن عملية اغتيال النقراشى، لكن هناك فارقًا بين أن يخطط زعيم حزب لاغتيال رئيس الوزراء، وبين أن يتولى رئيس وزراء عملية اغتيال زعيم حزب. 

وقال: معرفة عبدالناصر بالإخوان المسلمين تعود إلى حرب فلسطين، كان الإخوان أرسلوا متطوعين من تنظيمهم إلى فلسطين، وقد شارك عبدالناصر فى ذلك الوقت فى تدريب المتطوعين، والفارق كبير بين أن يدرب متطوعين من الإخوان، وأن يشارك فى إنشاء الميليشيا للإخوان، درب عبدالناصر هؤلاء وأعطاهم السلاح، وكان هذا موقفًا طبيعيًا من ضابط وطنى مثل جمال عبدالناصر، وفى عام ١٩٥١ أعطى عبدالناصر السلاح لمتطوعين من الإخوان حاربوا فى القناة، وهناك ضباط آخرون فعلوا الشىء نفسه، وكانوا مهتمين بدعم الإخوان لأنهم يحاربون الإنجليز، عبداللطيف البغدادى مثلًا واحد من هؤلاء. 

وقال: وعندما قامت الثورة كان الوضع السياسى كالآتى: طلب من الأحزاب التقليدية أن تنفذ الأفكار الإصلاحية كالإصلاح الزراعى، فرفضت وبدأت تعرقل التنفيذ، وفوق ذلك أن قضايا الفساد والرشوة وصفقات القطن كانت منسوبة إلى شخصيات كبيرة أو وزراء فى هذه الأحزاب، أما الشيوعيون فإن مشكلتهم كانت فى الموقف العدائى الذى اتخذوه واستعجلوا اتخاذه، والذى قاد إلى الصدام الأول فى كفر الدوار، وتبقى الإخوان المسلمون، هؤلاء هادنوا وكانوا فى نظر الناس ونظر الثورة نفسها قوة وطنية لاقت الكثير من الاضطهاد فى الحكم الملكى، فضلًا عن أنها شاركت فى حرب فلسطين وحاربت الإنجليز فى القناة. 

وقال أخيرًا: عندما طلبت الثورة من الأحزاب أن تطهر صفوفها كان رد فعل تلك الأحزاب مضحكًا، وكان واضحًا أنها لا تريد أن تتجاوب مع الثورة، أو أنها تحاول نصب الكمائن لها، وكان طبيعيًا أن يكون هناك لفترة نوع من التفاهم أو التعايش بين الثورة والشيخ حسن الهضيبى، الذى انتخب مرشدًا عامًا للإخوان المسلمين خلفًا لحسن البنا، واستمر هذا التعايش إلى أن بدأ الصدام، لأن الثورة قررت حل الجهاز السرى للإخوان، ولأنها فى مرحلة من الحوار رفضت أن تطبق مبادئ الإخوان، واعتبرت أن هناك نوعًا من محاولة فرض الوصاية عليها، وتطور الصدام أكثر فأكثر. 

وضع هيكل جماعة الإخوان فى علاقتها مع الثورة بين قوسين، لكنه عاد بعد ذلك وبتحديد أكثر وصف ما كان بين الإخوان وثورة يوليو، مقللًا من أهميتها كجماعة تنتمى إلى اليمين، فقرر جمال عبدالناصر أن يتجه إلى اليسار ويتعاون معه. 

سأل فؤاد مطر: فى الساعة السابعة والدقيقة ٥٥ مساء الثلاثاء ٢٦ أكتوبر ١٩٥٤ حاول عضو من جماعة الإخوان المسلمين يدعى محمود عبداللطيف اغتيال جمال عبدالناصر وهو يخطب فى ميدان المنشية فى الإسكندرية، وذلك بأن أطلق عليه ٨ رصاصات ولم يصب عبدالناصر وإنما أصيب بعض المحيطين به، ظاهريًا تبدو المحاولة كأنها أول معارضة عنيفة ضد عبدالناصر وصادرة عن اليمين المصرى، فهل هذا ما دفعه إلى اتجاهات يسارية فيما بعد؟ 

وسأل: وفى حينه سرت شائعات تفيد بأن المحاولة نوع من الجرائم، مثل المصيدة التى تدبر لتصبح ذريعة لضرب الخصوم، خصوصًا الإخوان المسلمين الذين كانوا أقوى تنظيم، إذا لم يكن ذلك صحيحًا، فما القصة الحقيقية لتلك المحاولة، وكيف واجه عبدالناصر سياسيًا ونفسيًا الأزمة؟ 

وأجاب هيكل: لم يكن الإخوان المسلمون هم اليمين، إنما كانوا جزءًا من اليمين أو ظاهرة يمينية، سببها أنهم يستغلون الدين، وحركة «الإخوان المسلمون» كانت مضروبة قبل الثورة، وكان المرشد العام للإخوان حسن البنا قتل بتدبير من رئيس القلم السياسى، لذا فإن الثورة نظرت إلى الإخوان على أنهم كانوا ضد حكم القصر ودفعوا الثمن غاليًا نتيجة موقفهم هذا. 

وقال: فى البداية كانت حركة الإخوان تبدو كأنها الطفل المدلل للثورة الجديدة، لكن الإخوان بدأوا محاولة توسيع قاعدتهم بهدف احتواء الثورة أو فرض وصاية عليها، ثم انكشفت نيات الإخوان بعدما وقعت المعاهدة مع الإنجليز، ففى حين استقبلت الجماهير هذه الخطوة على أساس أنها خطوة متقدمة ضمن استراتيجية معينة، اتخذ الإخوان المسلمون موقفًا معارضًا، وتصدت الثورة للإخوان، وتولى أنور السادات مهمة التصدى عبر مقالات كان يكتبها فى صحيفة الجمهورية بانتظام، ويكشف فيها المحاولات التى يقوم بها الإخوان ضد الثورة. 

وقال: لجأ الإخوان إلى ممارسة أعمال العنف التى كانوا يمارسونها قبل الثورة، وكلفوا أحد أعضاء التنظيم السرى، محمود عبداللطيف، باغتيال جمال عبدالناصر، ولم تنجح المحاولة، وتم القبض على محمود عبداللطيف، ولم تكن المسألة مسألة مصيدة، فقد جرت محاكمات وكشفت هذه المحاكمات عن أمور كثيرة. 

وقال أخيرًا: ليس من المنطق فى شىء الافتراض أن عبدالناصر اتجه يسارًا بسبب محاولة اغتيال تعرض لها من اليمين، علمًا أن الإخوان المسلمين ليسوا اليمين، إنما هم ظاهرة فى معسكر اليمين، هذا النوع من التبسيط للتاريخ عندما يقال إن عبدالناصر اتجه يسارًا لأن واحدًا من اليمين حاول قتله، التاريخ لا يصنع بهذه الاختيارات السطحية، لقد اتجه عبدالناصر إلى اليسار بعد حرب السويس. 

كان هيكل منضبطًا تمامًا فيما قاله عن جماعة الإخوان، ولاحظ أنه قال كلامه لفؤاد مطر فى توقيت كان السادات قد بدأ فى الاستعانة بالإخوان وإخراجهم من السجون لمواجهة خصومه من الناصريين واليساريين، لكن على هامش ما قاله هيكل هنا يمكننا أن نتوقف ثلاث وقفات أعتقد أنها مهمة. 

الوقفة الأولى عن حقيقة مشاركة الإخوان فى ثورة ٥٢ ودورهم فيها. 

ففى حديثه بقناة الجزيرة فى ١٥ يونيو ٢٠٠٦ يذهب هيكل إلى أن الإخوان لم يكونوا أبدًا شركاء فى ثورة ٥٢، لا ينفى أن هناك عناصر من الإخوان كانت على علم بأن هناك شيئًا ما يجرى، لكنهم لا يعرفون أى تفاصيل عن الذى سيحدث فعلًا، وهم فى ذلك مثلهم مثل عدد من ضباط الحركة الذين كانوا يعرفون خطوطًا عريضة فقط عن الحدث المنتظر. 

ويدلل هيكل على ذلك بأن حسن الهضيبى، مرشد الإخوان وقتها، عندما تحدث إلى الصحف صرح بأنه لم يكن يعلم شيئًا على الإطلاق عمّا يحدث، كما أنه صمت تمامًا ولم يتحدث إلا بعد أن تأكد أن الملك فاروق غادر البلد، وهو ما يعنى أنه كان فى انتظار ما سوف تسفر عنه الأحداث، وهل سيتمكن الملك من العودة أم أن الضباط الشباب سيحكمون سيطرتهم؟ 

ويبنى هيكل تأكيده على أن الإخوان لم يكونوا على علم بما يحدث، لأنهم، كتنظيم، لم يكونوا من الأساس مؤهلين للمشاركة فى أى عمل سياسى، فقد كانوا يعيشون فى مرحلة من التيه الكبير أعقبت حل الجماعة واغتيال مرشدها الأول، كما كان هناك صراع داخلى بين أعضاء النظام الخاص، الذين كانوا يريدون السيطرة الكاملة على الجماعة وأعضاء المجال المدنى، الذين كانوا يريدون أن يبتعدوا بالجماعة عن أعمال العنف التى ارتكبها رجال النظام الخاص. 

الوقفة الثانية عند موقف الإخوان من معاهدة الجلاء والخيانة العظمى التى ارتكبوها فى حق مصر، وكانت سببًا من أسباب إقدام الثورة على حل الجماعة وبشكل نهائى. 

ما رأيكم أن نستمع إلى هيكل وهو يتحدث فى حلقاته بالجزيرة فى ١٦ نوفمبر ٢٠٠٦. 

يقول: عندما دخلنا إلى اتفاقية الجلاء، بدأ الإخوان يعارضونها صراحة، وبدأ مرشد الإخوان، حسن الهضيبى، يقول إن الاتفاقية ليست كافية، لأنها تمنح الإنجليز ١٨ شهرًا لخروج قواتهم، وتمنحهم كذلك سبع سنوات لسريان اتفاقية تشغيل قناة السويس فى حالة إذا ما تعرضت مصر أو أى بلد عربى أو تركيا لعدوان من الاتحاد السوفيتى، وهذا كان احتمالًا بعيدًا بكل الموازين النووية، وكان الهدف أن يتم تقليل حجم التهديد فى قاعدة القناة، هذا غير التعاقد مع ألف مدنى إنجليزى مع الحكومة المصرية. 

وفى رأى هيكل أن ما تم الاتفاق عليه قد لا يكون الأمثل، لكنه طبقًا للظروف والمتاح، فقد كان ما تم الاتفاق عليه هو الأفضل فى تلك اللحظة، لكن الإخوان بدأوا يعارضون، وبدأت تظهر بوادر الصدام تتجدد بينهم وبين النظام. 

استعرض هيكل فى هذا السياق تقريرين مهمين للغاية. 

التقرير الأول كتبه «جيفرسون كافرى» السفير الأمريكى يوم ٢٥ فبراير ١٩٥٤، وقال فيه إنه يجب أن نتوقع أن يتشجع الإخوان المسلمون فى تلك الأحداث- أحداث مارس- ويعقدوا الاجتماعات ويخططوا لاغتيال شخصيات بارزة فى النظام.

التقرير الثانى كتبه «رالف ستيفنسون» من السفارة البريطانية يوم ١٤ سبتمبر ١٩٥٤، وقال فيه إن العنف المتزايد فى مظاهرات الإخوان يبدو أنه يعكس قرارًا اتخذته الجماعة بأن التعايش السلمى مع النظام لم يعد ممكنًا، وأنها ستتخذ أشد الإجراءات للوصول إلى أهدافها، وهذه الإجراءات تتضمن اغتيال جمال عبدالناصر، وقد تطوع أربعة من الإخوان للمهمة، وهذه أول مرة يهدد فيها الإخوان بإراقة الدماء. 

الوقفة الثالثة عند محاولة اغتيال عبدالناصر فى المنشية. 

فعندما كان يتحدث هيكل فى حلقات الجزيرة عن نتائج هذا الحادث وتوابعه قال: والحقيقة أننى عندما أتحدث عن هذه العملية أحزن من كل قلبى عندما أستمع لأحدهم وهو يقول إنها كانت تمثيلية، أنا أجزم أنها لم تكن تمثيلية أبدًا، لا يمكن لأحد أن يصنع تمثيلية ويرتضى أن يوجه الرصاص إلى صدره، لا يمكن أن يكون مطمئنًا، فهو لا يمكن أن يضمن ألا يصاب أو يصاب أحد ممن يقفون حوله. 

يصف هيكل ما حدث فى المنشية بأنه مشهد هائل توقف عنده طويلًا، وهو ما يظهر لنا فيما كتبه فى مقاله بـ«آخر ساعة» فى أول ديسمبر ١٩٥٤، تحت عنوان «هذه هى النقطة التى نقف فيها بالتحديد». 

قال هيكل: إننا لم نكن فى يوم من الأيام أقرب إلى تحقيق كل الذى حلمنا به لوطننا مما نحن الآن، وهنا المسئولية الكبرى للذين قاموا بالثورة، وهى مسئولية قلَّ أن يلقى التاريخ مثلها على فرد أو مجموعة من الأفراد، ولن يقبل التاريخ عذرًا ولن يسمع حجة، ودعونا لا نخدع أنفسنا، ولا نضع رءوسنا فى الرمال، إن جمال عبدالناصر وزملاءه اليوم لم يهيأ لحاكم وطنى من قبل مثل ما تم وضعه بين أيديهم، والمسئولية الواقعة عليهم مسئولية لم تستقر على كتف مصرى من قبل، ومرة أخرى أقولها وأضع تحتها ألف خط وخط، لن يقبل التاريخ منهم عذرًا ولن يستمع منهم إلى حجة. 

كان هيكل يمهد الطريق بما كتبه لجمال عبدالناصر للانطلاق، بعد أن أزيلت كل العقبات من طريقه، وكان الإخوان بما فعلوه قد وضعوا أنفسهم فى خانة الـ«يك»، ومنحوا عبدالناصر ورفاقه فرصة ذهبية للتخلص منهم، دون أن يعترض أحد أو يحتج أو يرفض. 

تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:20:46
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

عادل رمزي مدربا جديدا لمنتخب هولندا لأقل من 18 سنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 21:26:15
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

عادل رمزي مدربا جديدا لمنتخب هولندا لأقل من 18 سنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 21:26:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية