تشهد ثقافة صنع القهوة اليوم تطورا كبيرا وإقبالا واسعا، ولم تقتصر تلك القفزة الكبيرة بين الأمس واليوم على الإقبال، بل امتد إلى الإبداع في هذا المجال والمنافسة الكبيرة بيننا ودول كثيرة كانت لها الأولوية سابقا، وأشار خبير إعداد القهوة خالد الشمري إلى أن هناك بطولة سنوية على مستوى عالمي، تقام كل عام في دولة مختلفة، تحمل اسم «بطولة العالم للباريستا»، التي تنطلق في 27 من سبتمبر المقبل، وقال: في آخر بطولتين أقيمتا، شارك وتنافس فيها أبناؤنا من السعوديين، وحصدوا فيها مراكز جيدة، وفي البطولة المقبلة سوف تشارك المملكة كذلك، والتقييم في هذه المسابقة يتكون من عدد من البنود، بينها النظافة، والأداء، وثبات الاستخلاص، والتبخير بشكل عام.

رسام القهوة

وأضاف الشمري الحاصل على عدد من الشهادات المعتمدة من قِبل الجمعية العالمية للقهوة المختصة: شاع مسمى «الباريستا» مؤخرًا، والمقصود به هنا عامل تحضير القهوة، وقد يسمى كذلك رسام القهوة، وهو شخص عادة موظف بالمقهى يقوم بإعداد وتقديم مشروبات القهوة بأنواعها، وهي كلمة إيطالية الأصل، وفي إيطاليا تعني الساقي، وقد يطلق عليه في دول الخليج العربي «قهوجي».

حساسية طبيعيةوعن مسمى «قهوجي» قال: هو مصطلح صحيح لغويًا لكن عُرفًا لا تقال، كونها قد تأتي من باب التقليل، وهناك العديد ممن يستخدمونها من باب «الاستنقاص»، وأنا شخصيا أقبله إن كان من باب حسن النية، لكنني لا أقبله إن جاء من باب التقليل والاستهانة، لأنه ما زال في مجتمعاتنا أناس بهذه العقلية، وأرى أنها عندما تقال من باب التقليل فمن الطبيعي التحسس منها، ولكنني لا أراه مسوغًا لترك المهنة أو العمل من أجل كلام يُقال من أشخاص ذوي تفكير محدود.

نصائح مهمةووجّه رسالة إلى مُعدّي القهوة الذين يحاول المحيطون بهم إحباطهم أو الاستنقاص بهم، قائلا: لا تلتفت إلى أي كلام من هذا النوع أو لمن يقلل من شأنك، أنت اخترت المكان الذي تحبه وعملت فيه وهذا إنجاز كبير، القليل جدا مَن يقوم به، واصل واختر المكان الذي تحبه واعمل به ولا تدَع أحدًا يجعلك تعدل عن ذلك، إذ إن أكثر الذين كانوا ينتقدونني في البداية، أصبحوا يسألونني عن كيفية إعداد القهوة.

وعن أسباب التوجه الكبير لهذه المهنة، أوضح أن ذلك عائد إلى كثرة الفرص المتاحة في السوق، قائلًا: ما زلنا في حاجة إلى مُعدّي قهوة سعوديين متميزين عاشقين لهذا المجال، كما أن هذا المجال بسيط، ممتع، وبه حرية وإبداع غير محدودين.

دخل ضعيفوتُعدّ رواتب هذه المهنة أحد أسباب عدم استمرارية أكثرهم بالعمل فيه، وقال إن الرواتب أو الدخل من خلال هذه المهنة «للباريستا السعودي» تُعد قليلة، خاصة بالنسبة إلى مَن يمتلك خبرة كبيرة، فيصعب عليه الاستمرار في العمل لوقت طويل، وأيضًا بعضهم يجعل العمل «باريستا» دخلًا ثانويًا له، لهذا لا يستمر وقتا طويلا أيضا.

وأكد أنه لا توجد صعوبات معينة في هذا المجال، فمثله مثل أي عمل مهني يحتاج إلى صبر وممارسة واطلاع دائم على كل ما هو جديد، وأن المميز بهذا المجال أن الفئة المستهدفة هم كامل المجتمع، فالصغير والكبير يشربان القهوة ويستمتعان بجميع أنواعها.

معيار التذوقوأشار إلى أن القهوة بسيطة، وليست معقدة كما يروّج لها البعض، وتوجد لها بعض المعايير المتغيرة -بحسب نوع البن- لكن المعيار الثابت والأخير هو التذوق لدى كل شخص وهو أمر ممتع وسهل.

طاقة خياليةوأوضح أن «الباريستا السعودي» مبدع ومبتكر وفي تطور كبير جدا وبمستوى يثلج الصدر، متى ما وجد المكان وأعطي الفرصة تجد منه الطاقة الخيالية، كما يرى أن للمحامص السعودية مستوى مشرّفًا ينافس المحامص في الخارج، ويتفوق على بعضها، قائلًا: لدينا حمّاصون سعوديون على مستوى عالٍ جدًا ومحامص ذات جودة وخبرة، وبحسب ما أراه أمامي فإن هذا المجال ما زال قويًا وواعدًا للمبدعين المبتكرين، وأعتقد أنهم كُثر وسوق العمل كبير وينتظرهم.

المملكة تنافس على «بطولة العالم للباريستا» سبتمبر المقبل

المجال بسيط وممتع وبحاجة إلى عشاق ومتذوقي القهوة

«الباريستا السعودي» مبدع ومبتكر وتنطلق منه طاقة خيالية

تدني الرواتب أكبر مشاكل المهنة وأحد أسباب عدم استمرارية العمل فيها