بعدما فجرت “فضيحة بن بطوش” ما كان خفيا أو ما أريد له يبقى بعيدا عن الأنظار، تورطت فيها اسبانيا بحكم أنها البلد المستقبل لزعيم الجبهة الانفصالية الذي ولج التراب الايبيري بجواز وهوية جزائرية مزورة.
يخرج ابرهيم غالي عن صمته لأول مرة قائلا إن “دخوله بهوية مزورة تحت اسم بن بطوش لاسبانيا في السابق، تم بدون معرفته وأن حالته الصحية منعته من معرفة أين كان”.
وكان غالي يريد أن يرمي الكرة للنظام الجزائري والاسباني، وأنهما قاما بتسيير رجل فاقد لوعيه وتم اقتياده دون علمه للتداوي في المستشفيات الاسبانية بهوية مزورة خوفا من الملاحقات القضائية المسجلة ضده.
ودفع زعيم الجبهة عن نفسه تهمة تسببه في توتر العلاقات بين مدريد والرباط، كونه لم يعلم بدخوله التراب الاسباني الذي وصل إليه في 18 أبريل الماضي وغادره في الثاني من يونيو الجاري.
وكان موظفو مستشفى لوغرونيو، أكدوا في حديثهم للاعلام الاسباني أن ابراهيم غالي دخل بهوية مزورة، تحت اسم محمد بن بطوش، فيما استطاعت إحدى الموظفات التي سجلت دخول ابراهيم غالي، بعدما قام أحد المرافقين لزعيم البوليساريو، بتقديم لها جواز السفر المزيف.
ويسرت الحكومة الإسبانية دخول إبراهيم غالي سرًا عبر مطار صغير في مدينة لوغرونيو، حتى لا تثير الفضول، وقد هبط في شبه الجزيرة الأيبيرية ونقل مباشرة إلى المستشفى، هربًا من عمليات التفتيش الجمركية والتحقق من هويته وجواز سفره.
في هذا الاطار مكننت الفحوصات الجمركية من اكتشاف مسؤوليات إبراهيم غالي ومعرفة أنه مطلوب من قبل المحاكم الإسبانية منذ عام 2008 لارتكاب عدة جرائم خطيرة، لا سيما الإبادة الجماعية والاختفاء القسري والتعذيب والاغتصاب. ويرى محامي الدفاع أنطونيو أوردياليس أن على القاضي رافائيل لاسالا إثبات المسؤوليات في الدخول غير القانوني لإبراهيم غالي.
كما أن القضايا السابقة التي يُحاكم فيها إبراهيم غالي، لم يتمكن القضاة من استدعائه للمثول، لأن الشرطة الإسبانية لم تتمكن أبدًا من إيجاد عنوان ثابت له، لا في إسبانيا ولا في الجزائر، حيث يمكن إرسال أوامر الاستدعاء إليه.
