مجالات متعددة استطاعت مصر الوصول فيها إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، والبدء في مرحلة التصدير وفتح أسواق خارجية لها في دول العالم، ومجالات أخرى أوشكت على تحقيق هدف الاكتفاء الذاتي منها.

من بين تلك المجالات كانت الإنتاج الحيواني والداجني، الذي نفذت فيهما مصر عدة مشروعات مؤخرًا جعلتها تصبح في مصاف الدول التي اقتربت من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الداجني والحيواني على حد سواء.

واتساقًا مع ذلك، قال الدكتور محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن اهتمام الدولة كبير وواضح بزيادة المساحة المنتجة، لافتًا إلى توسعات الدولة الكبيرة في مزارع الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي والنباتي.

وأضاف، أن الجهود المبذولة في القطاع الحيواني تشمل مشروع البتلو لزيادة أعداد رؤوس الماشية، ومساعدة صغار المربين على شرائها وتغذيتها، موضحًا أن المشروع يتيح إنتاجية قدرها 8 أضعاف بعد التسمين.

وأشار إلى توقيع بروتوكولات تعاون مع الشركة الوطنية للإنتاج الحيواني؛ لتوفير سلالات عالية الإنتاجية لصغار المربين، مشيدًا بوضع خطة طموحة لتطوير المجازر التابعة للدولة، بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية، ومراكز تجميع الألبان.

وأوضح متحدث الزراعة، أن تطوير مراكز تجميع الألبان يشمل تطبيق أعلى معايير الجودة، متابعًا: "التطوير يتيح للمربي بيع منتجات رؤوس الماشية من اللحوم والألبان بسهولة لضمان دخل مناسب للمزارع والمربي المصري".

وبالفعل فإن مصر اقتربت من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الحيواني والداجني، وترصد "الدستور" أبرز الأرقام الرسمية من بيانات الحكومة عن حجم إنتاج اللحوم والدواجن في مصر خلال الفترة الأخيرة.

في البداية فإن الدواجن حققت زيادة في إنتاج البيض بموجب ٤٠ مليون بيضة يوميًا، وبما يتجاوز 13 مليار بيضة سنويًا، وسبق وأعلنت وزارة الزراعة أنه تم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن بنسبة 100٪ ولم يتم الاستيراد لأكثر من 40 عامًا.

وعلى مستوى الدواجن فإن مصر تنتج سنويًا مليار و400 مليون دجاجة وهو أمر ضمن لها تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 100%، إذ تمتلك مصر 390 ألف جدة دواجن من اكفاء سلالات اللحم في العالم ساهمت في إنتاج 14 مليون ام دواجن في مصر من خلال عمالة مصرية ولايتم استيراد الأمهات من الخارج. 

وعلى مستوى الإنتاج الحيواني فإن مشروع القومى للبتلو ساهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث بدأ تنفيذه منذ عام 2017 بمبلغ 100 مليون جنيه من خلال وزارة المالية، ونظرًا للنتائج الإيجابية التى حققها المشروع، وصل إجمالى المبلغ المخصص للمشروع 5,1 مليار جنيه، وبلغ عدد المستفيدين من المشروع 27854 مستفيدًا، وعدد الرؤوس الممولة 304117 رأسا، بإجمالى تمويل حوالى 4.5 مليار جنيه.

وفق ما أعلنته وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي فإنه فى عام 2020 تم تقليل أعداد الرؤوس المستوردة الحية بأكثر من 50%، بفضل المشروع القومى للبتلو وإجراءات التحسين الوراثي.

كما لعبت القوافل البيطرية المتنقلة على مستوى المحافظات للتحصين والكشف عن أمراض الحيوان وبالأخص أمراض الحمى القلاعية، تحت إشراف وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، دورًا مهمًا في الكشف والفحص والتحصين وإجراء الجراحات للمواشي، والتلقيح الاصطناعي والتحسين الوراثي، وتحصين الماشية ضد مرض الحمى القلاعية كل ذلك بالمجان، وتركز عملها بالأخص في الأكثر احتياجًا.

هذا بالإضافة إلى مشروع التحسين الوراثي، الذي يستهدف رصد المشاكل التي تواجه السلالات المصرية من الجاموس والأبقار؛ لتحسين خصائصها الوراثية بما يُسهم في زيادة الثروة الحيوانية، من خلال رفع كفاءة الإنتاج الحيواني لزيادة إنتاج اللحوم الحمراء والألبان.