هل يُفضي الجفافُ وتأخّرُ التّساقطاتِ المطريّةِ في المغربِ إلى ارتفاعِ منسوبِ الهجرةِ القرويّةِ؟

 

أخبارنا المغربية- ياسين أوشن

يبدو أن الجفاف وتأخر التساقطات المطرية يهددان المجتمعات التي تعتمد على الموارد الفلاحية بشكل كبير في مختلف مناحي الحياة؛ بدءًا بارتفاع الأسعار وما يخلفه من سخط شعبي، مرورًا بانتشار الأمراض والأوبئة نتيجة جفاف الأرض، انتهاءً بإمكانية ارتفاع منسوب الهجرة إلى المدن، وما يمكن أن تتركه وراءها من تبعات لا تبشر بالخير.

هذا وعرف المغرب في السنوات الأخيرة ندرة التساقطات المطرية التي باتت حديث الألسن، لاسيما في صفوف الفلاحين الذين تأثروا بهذا الوضع الخطير، ما يستدعي نهج الحكومة ومعها وزارة الفلاحة سياسة تروم تقديم الدعم لهذه الفئة من الفلاحين الصغار الذين يئنون نتيجة الجفاف، من أجل التخفيف من محنتهم ومعاناتهم مع تأخر الأمطار وتبعاته.

وفي هذا السياق، قال محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي، إن "دراسات عديدة تحدثت عن الهجرة القروية وأسبابها منذ القدم"، مردفا أنه "يمكن الإجماع على كونها مرتبطة بالبحث عن القوت اليومي، في ظل استحالة العيش في القرى بفعل الجفاف وتداعياته".

وزاد بنزاكور، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، أن "الملك الراحل الحسن الثاني فطن إلى أهمية بناء السدود، حتى بات المغرب مشهورا بسياسة الماء"، مشيرا إلى أن "الحكومات المتعاقبة، للأسف، تخاذلت في سياساتها أثناء التعامل مع القرية كمجتمع يحتاج إلى توفير شروط وظروف الحياة الكريمة".

أستاذ علم النفس الاجتماعي أوضح أن "السدود أساسية لتحقيق الاستقلالية المائية"، متسائلا عن "الإسقاطات المباشرة لهذه السياسة على ساكنة العالم القروي"، مشددا على أن "من ضمن أسباب الهجرة الداخلية نجد التعامل بأسلوبين مختلفين مع المواطن المغربي؛ هناك مواطن القرية (العروبي)، ثم مواطن المدينة الذي يستحق الاهتمام ويوفرون له كل ما من شأنه أن يحقق استقرارهم من وسائل الترفيه ودور الشباب والمقاهي...".

وأردف بنزاكور أن "ساكنة القرى لم يتبقّ لها سوى الحقول والفراغ"، مشددا على أن "الإنسان لا يحتاج كالبهيمة إلى الأكل والشرب؛ لا بد أن يطور مهاراته وقدراته وكفاءاته، وهذا يحتاج إلى إعادة النظر في تمثلاتنا تجاه الإنسان القروي"، داعيا إلى "الكف عن النظرة الإقصائية إلى مواطن المغرب غير النافع حتى نحدّ من الهجرة ونُنهي معها".

أستاذ علم النفس الاجتماعي عينه يرى أن "التصريح الحكومي الأخير في موضوع قلة التساقطات المطرية غير حقيقي لولا التدخل الملكي ورصد 10 ملايير لمحاربة مظاهر الجفاف"، لافتا إلى أن "الأمر يتعلق بالتمثلات أكثر مما يرتبط بالإمكانيات"، كاشفا أن "الفلاحين الصغار يبذلون مجهودا كبيرا لجني محاصيلهم؛ إلا أنهم لا يستفيدون من هذا المجهود".

كما أورد بنزاكور أنه "آن الأوان لحماية الفلاح من المضاربين في أسواق الجملة، الذين يربحون في وقت وجيز أضعاف ما يجنيه الفلاح الذي كدّ وتعب طيلة السنة لقطف ثمار عرقه"، داعيا إلى "تقنين عملية البيع في الأسواق التي يتضرر منها الفلاح الذي يشكل أساس الهجرة القروية".

أستاذ علم النفس الاجتماعي المذكور دعا، في هذا السياق، إلى "ضرورة إخراج مراسيم قوانين تحمي الفلاحين، لأن هذا الوضع يمكنه أن يهدد الاستقرار الاجتماعي"، مبرزا أنه "يجب الإقرار بكون المدينة تعيش بفضل القرية ومجهودات أبنائها وبناتها"، خالصا إلى أن "الهجرة القروية لا تشكل خطرا؛ بل إن الخطر الحقيقي يمكن في الاستراتيجيات السياسية المتبعة".

 

 

 

 

 

تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:23:23
المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 62%
الأهمية: 83%

آخر الأخبار حول العالم

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:14
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية