توسعت قوات الانقلاب في السودان، في استخدام الأساليب المهينة للكرامة الشباب المشارك في الحراك الثوري المندد بالانقلاب. وأطلق أمنيون حملة لحلاقة شعر الشباب في حاضرة شمال كردفان، مدينة الأبيض، بالتزامن مع مليونية 21 فبراير الجاري.
التغيير: فتح الرحمن حمودة
أقدمت قوات أمنية، يوم الاثنين، بمدينة الأبيض، على إذلال عدد من لاعبي فريق الأمل عطبرة، بحلاقة شعر رؤوسهم بطريقة مهينة في الشارع العام.
ووصل فريق الأمل إلى حاضرة شمال كردفان، لصالح تأدية مباراة في الدوري السوداني الممتاز لكرة القدم.
وأطلق قوات الأمن، حملة لحلق شعر عدد من شباب المدينة من دون مبرر، على خلفية الاحتجاجات المطالبة بالتحول المدني، علاوة على تلميح ضمني باتهامهم في المشاركة بالتفلتات الأمنية المتكررة بالمدينة.
وانضمت الأبيض إلى عدة مدن سودانية شاركت في مليونية 21 فبراير، للمناداة بإطلاق سراح المعتقلين.
ونقلت وسائل تواصل اجتماعية، إقرار من شرطة المدينة، بإعترافها بالتجاوزات، من خلال تأسفها قادتها على حادثة أعضاء فريق الأمل عطبرة.
وقال أحد ضحايا الانتهاكات لـ(التغيير): “تم انتزاعي من المواصلات أسوة بالمجرمين، وتمت حلاقة شعر رأسي مع مجموعة من الشباب، بطريقة مرفوضة تماماً”.
مضيفاً: “ما حدث هو عودة واضحة لقانون النظام العام”.
مطالباً بتفعيل القانون الدولي لحماية الشباب من الانتهاكات الممنهجة على يد عناصر النظام الانقلابي.
ويعتقد أن الهدف من هذه الإجراءات، هو كسر شوكة شباب المدينة الرافضين لانقلاب الجيش على الحكومة المدنية منذ قرابة 4 أشهر.
ويتخوف أن تؤدي الحملات إلى عودة قانون النظام العام سيئ الصيت.
انتهاك صارخ
ووصف نقيب المحامين بشمال كردفان، عثمان حسن صالح، حملة حلاقة الشعر بالمدينة، بأنها تحدٍ صارخ لحقوق الإنسان، وعمل لإذلال المواطن.
وقال لـ(التغيير): هذذه مسالة مرفوضة تماماً.
مضيفاً بأنه لا يحق للقوات النظامية أن تحدد للمواطن مظهره العام.
متعهداً باتخاذ المحامين لموقف إزاء هذه الانتهاكات.
وفي ذات المنحى، قال عضو حملة حماية الحق في الحياة، أحمد توم، إن ما حدث بمدينة الأبيض ذو صلة بمحاولات كسر إرادة الشباب و إذلالهم، عقاباً على دورهم في الحراك الرافض للانقلاب .
وتابع في حديثه مع (التغيير): “ما يحدث يعكس الوجه القبيح للسلطات الانقلابية، التي تواصل السير في نهج النظام البائد”.
مردفاً: الأسوأ أن الجيش نفسه بدأ في ممارسة سلطة النظام العام .
و قالت عضوة في لجان المقاومة، طالبت بحجب اسمها، بأن سلطات الانقلاب بدأت حملة تعدي على الفتيات من بالتركيز على أزيائهن.
معتبرة الأمر بأنه مدخل لعودة قانون النظام العام المعادي للنساء.
وتلجأ قوات الأمن لحلاقة شعر رؤوس الشباب، بأسلحة ومدى عسكرية غير معمقة، وبطريقة جماعية تهدد صحتهم في ظل إمكانية إصابتهم بأمراض الدم، والحساسيات.