قصة «راهبات الوادي».. امبراطورية للتجارة في «الحشيش» ومنتجاته تتنافى مع منهج الرهبنة



تنغمس الراهبات، التابعات إلى الكنيسة الكاثوليكية بالدول الأوروبية وحول العالم، في تقديم الدعم للإنسان بطريقة لا تدفعهم بعيدا عن العبادة، إذ إن تلك تُعد غايتهم وهدفهم اليومي، حتى خرجت امرأة قررت بيع نبات القنب مُتسببة في إصابة الكثيرين بالحيرة، فهي ترتدي ملابس الراهبات، تلك المرأة تصف ذاتها بالراهبة.

ورغم حُبها لارتداء ملابسهن الدينية إلا أنها تسير بأفكار تتنافى مع منهج هؤلاء الراهبات اللاتي قدّمن حياتهن للخدمة الدينية والعامة والتركيز على الصلاة والتعبد، وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، لكن ما القصة وراء تلك السيدة التي اختارت الالتزام بملابس الراهبات التي تمزج بين اللونين الأبيض والرمادي؟

بدأت حكاية السيدة المُتشبهة بالراهبات، كرستين ميوسن، كطفلة ضمن عائلة كاثوليكية تضم ستة أطفال، كانت تتردد على الكنيسة باستمرار لتعلم الطقوس الدينية، حيث حصلت على طفولة هادئة مستقرة، على عكس حياتها في فترة شبابها، التي بدّلت ملامحها وشكلت «ميوسن» بنسختها الحالية، تخرجت من الجامعة لتحصل على وظيفة بإحدى شركات رصد البيانات، كانت المرأة الوحيدة في ذلك المجال وبدأت تتعرض للمضايقات باستمرار وشعرت بالغضب من مكان عملها.

وسط هؤلاء الرجال كان هناك شخص يدعى غاري وحده جسّد دور الصديق الحقيقي لها مساعدًا إياها للتعامل مع تلك المضايقات، حتى قررا الزواج بعدما أقنعها بأنه انفصل عن زوجته الأولى، وظنت كرستين أنه رجل جيد ومُناسب بالنسبة لها، تزوجا عام 1991 وأنجبت طفلين حتى عام 2004، بعد ذلك التاريخ اكتشفت أن زوجها ليس إلا «نصّاب» يسعى وراء أموالها وحصل على مدخراتها، لذا تقدمت بطلب الطلاق، وحينها عرفت أن غاري لا يزال متزوجًا من زوجته الأولى.

«المتشبهة بالراهبات» تطلق مشروع تجارة القنب

أخذت «ميوسن» طفليها وانتقلت للعيش مع شقيقها في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وفكرت في العمل بتجارة نبات القنب بهدف مساعدة الآخرين لمن يعاني من الأمراض ويحتاج إلى ذلك النبات لأمور تتعلق بالصحة على حد قولها، أما شقيقها فاستغل فكرتها واتجه إلى بيع القنب لتجار المخدرات للحصول على المال، ووجدت «ميوسن» نفسها فقيرة في النهاية للمرة الثانية، وحصلت على مساعدة من والدتها لاستئجار منزل خاص بها، من هنا بين ليلة وضحاها قررت استعمال ملابس الراهبات وباتت تطلق على نفسها «sister».

وتتطرف بفكرتها لتشكل فريق من النساء، المرتديات ملابس الراهبات، وتوسّعت بمشروعها وأطلقت عليه اسم «Sister of the valley» أي «راهبات الوادي»، إذ امتلكت مزرعة وبدأت في زراعة الحشيش في ولاية كاليفورنيا فهم يزرعون نبات القنب ويحصدونه ثم يجلسون على طاولة المطبخ ويقطعون النباتات، بعد ذلك يتم تعبئة الأجزاء ووضع اسم علامتهم التجارية عليها، وبدأت في إدخال النبات بمنتجات للعناية بالبشرة بمزجها مع الزيوت والكريمات للجلد والصابون.

قالت «ميوسن» إنهن يتشبهن ببعض صفات للراهبات: «نحن نتعهد بالعيش ببساطة وكعازبات»، كما يتفقن على أنه يجب عليهن عدم إلحاق أي ضرر بالبيئة عند إنشاء منتجاتهم. فيما أشارت إلى أن الحفاظ على المزرعة والممتلكات يأخذ أيضًا أجزاء كبيرة من الأرباح، بالإضافة إلى الضرائب، التي تصل إلى حوالي 160 ألف دولار سنويًا، وكان المشروع حقق لهن أربع 1.1 مليون دولار في عام 2017، وزعمت إحدى أخوات «راهبات الوادي» وتدعى كيت: «نحن معالجون.. نتعافى عندما نساهم بشكل إيجابي في العالم. هذا نبات الله ونقوم بعمل الجيد. الناس يتعافون وهذا كل ما يهم حقًا».

كما أضافت الأخت صوفيا: «انخفضت مبيعاتنا الدولية من 20٪ إلى 3٪ منذ جائحة كورونا».

منذ أشهر قررت مؤسسة المشروع الاحتفال بعملائها وفصل الربيع بتوزيع ألف عبوة بذرة من بذور القنب التذكارية من مزرعتهم في كاليفورنيا عن طريق السحب العشوائي لأسماء آخر ألف عميل من المشترين، وسيتلقى كل منهم بطاقة شكر وعلبة من بذور القنب في صندوق البريد.

تؤكد كرستين ميوسن عبر الموقع الرسمي لمشروعها، أنها لا تنتمي إلى مؤسسة دينية وأنها ليست ضمن الراهبات الكاثوليك بالفعل، لكنها تفضل بعض المبادئ التي تحيا بها الراهبات وملابسهن الملتزمة والموحدة.

أما أفكارها في تجارة القنب فليس لها أي صلة بالراهبات، بما في ذلك تأسيسهن مشروعا يحصلن على المكاسب المادية من ورائه، رغم ذلك يعتقد الكثيرون للوهلة الأولى بفعل ملابسهن أنهن راهبات يتاجرن بالحشيش.

وتستغل «ميوسن» استقرارها في ولاية كاليفورنيا التي تعد واحدة من أوائل الولايات التي وافقت على استعمال الحشيش في العلاج الطبي عام 1996، وبالوقت الحالي يعتبر تعاطي القنب بأشكاله مسموح به قانونيًا للبالغين والاستخدامات الطبية داخل الولاية وغيرها.

الأضرار الصحية للحشيش

على الجانب الثاني، للحشيش أضراره الواضحة حسب تصريحات الدكتور محمد مصطفى، خبير السموم والمخدرات بالطب الشرعي، لـ«المصري اليوم»، حيث يتلاعب بجهازك العصبي.

رهبات الوادي

كما يصيبك بالخمول وضمور في خلايا المُخ، وخلل في مركز إدراك المسافة والزمن، ما يعرّض المُتعاطي إلى حوادث السيارات أثناء القيادة، ويشير الدكتور إلى تسببه في تليف الكبد والفشل الكلوي.

ويرد الدكتور على انتشار معلومات تشير إلى وجود فوائد طبية للحشيش، الذي يشتهر بـ«القنب الطبي»، قائلًا: «بعض الدول الأجنبية، استخلصت مادة الـ THC، من نبات القنب، وأدخلته بالعقار، كعلاج مضاد للقيء، لكن ذلك منذ حوالي 15 عامًا، ولا تدخل المادة في أي عقار حاليًا، وليس لها استخدامات طبية ولم تعد الشركات تصنعها»، وينهي كلماته بعبارة: «لا مُبرر طبيًا لتناولها وهي مُخدر يضر بالجسم».

تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:21:04
المصدر: المصري اليوم - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

أحوال الطقس غدا الأحد.. أمطار مصحوبة برعد في هذه المناطق

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-27 15:25:58
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

أحوال الطقس غدا الأحد.. أمطار مصحوبة برعد في هذه المناطق

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-27 15:26:06
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

الرباط: اختتام فعاليات “ليالي الفيلم السعودي”

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-27 15:25:33
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية