تقرير أممي: شركات حليب الأطفال بالمغرب تبث رسائل مضللة وغير مثبتة علميا


كشف تقرير جديد صادر عن منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، أنّ أكثر من نصف الآباء والأمهات والحوامل تعرضوا لحملات ترويجية من طرف شركات الحليب الصناعي، تسوق لمنتجاتها بشكل استغلالي، وباستخدام ادعاءات تغذوية وصحية، وتبث الأكاذيب فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية، في انتهاك تام للالتزامات الدولية.

واستطلع التقرير الذي حمل عنوان: "كيف تؤثر ممارسات تسويق الحليب الصناعي على قراراتنا بشأن تغذية الرضع؟"، آراء 8500 من الآباء والنساء الحوامل، و300 من العاملين الصحيين، في ثمانية بلدان؛ هي المغرب، وبنغلاديش، والصين، والمكسيك، ونيجيريا، وجنوب إفريقيا، والمملكة المتحدة، وفييتنام؛ حيث عرض تفاصيل الممارسات الاستغلالية التي تستخدمها شركات مصانع حليب الأطفال، والتي تبلغ قيمتها 55 مليار دولار.

وكشف التقرير المذكور عن استراتيجيات تسويق منهجية وغير أخلاقية تستخدمها شركات الحليب الاصطناعي، للتأثير على قرارات الوالدين بشأن تغذية الرضع؛ حيث أفاد أكثر من نصف الآباء والنساء الحوامل (51 في المائة) الذين شملهم الاستطلاع، بأنهم استهدفوا بالتسويق من شركات الحليب الصناعي، الذي يتم الترويج لكونه بديلا لحليب الأم، برسائل غير مثبتة علميا.

وخلُص التقرير إلى أن تقنيات التسويق الصناعي تتضمن استهدافا غير منظم ومنتشر عبر الإنترنت؛ وشبكات المشورة، وخطوط المساعدة الممولة، والدعايات، والهدايا المجانية.

وفي هذا السياق، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: "يكشف هذا التقرير بوضوح، عن أن تسويق الحليب الصناعي لا يزال منتشرا بشكل غير مقبول، ومضلل، وبشراسة".

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسيل: "الرسائل الكاذبة والمضللة حول الرضاعة الصناعية تشكل حاجزا كبيرا أمام الرضاعة الطبيعية، والتي نعلم أنها الأفضل للأطفال والأمهات".

فوائد الرضاعة الطبيعية

وتتضمن أكاذيب شركات الحليب الصناعي ضرورة وجود الحليب الصناعي في الأيام الأولى بعد الولادة، وعدم كفاية حليب الأم لتغذية الرضيع، وأنه ثبت أن مكونات معينة من منتوجهم تعمل على تحسين نمو الطفل ومناعته، وتبقي الأطفال ممتلئين لفترة أطول، فيما تتدهور جودة حليب الثدي مع مرور الوقت.

بالمقابل، أكدت المنظمتان أن الرضاعة الطبيعية في غضون الساعة الأولى من الولادة، تليها الرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة ستة أشهر، واستمرار الرضاعة الطبيعية لمدة تصل إلى عامين أو أكثر، تقدم خط دفاع قوي ضد جميع أشكال سوء تغذية الأطفال، بما في ذلك الهزال، والسمنة.

وأضاف التقرير أن الرضاعة الطبيعية تعمل أيضا، كأول لقاح للأطفال؛ حيث تحميهم من العديد من أمراض الطفولة الشائعة. كما أنها تقلل من خطر إصابة النساء بالسكري، والسمنة، وبعض أشكال السرطان في المستقبل. ومع ذلك، فإن 44 في المائة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر يحصلون على الرضاعة الطبيعية الحصرية على مستوى العالم.

وأشار المصدر ذاته إلى أن معدلات الرضاعة الطبيعية العالمية زادت بشكل طفيف للغاية، في العقدين الماضيين، بينما زادت مبيعات الحليب الاصطناعي بأكثر من الضعف، في نفس الوقت تقريبا.

وبهذا الخصوص، أكدت كاثرين راسيل: "نحن بحاجة إلى سياسات، وتشريعات، واستثمارات قوية، في مجال الرضاعة الطبيعية، لضمان حماية النساء من ممارسات التسويق غير الأخلاقية، وأن يتوفر لديهن الوصول إلى المعلومات والدعم الذي يحتجنه، لتربية أسرهن".

استهداف الأمهات والعاملين الصحيين

سجّل التقرير أنه في جميع الدول التي شملها الاستطلاع، أعربت النساء عن رغبة شديدة في الرضاعة الطبيعية حصريا؛ حيث تراوحت النسبة بين 49 في المائة من النساء في المغرب إلى 98 في المائة في بنغلاديش.

ومن المثير للقلق، حسب التقرير، أن شركات تغذية الأطفال اتصلت بأعداد كبيرة من العاملين الصحيين في جميع تلك البلدان، للتأثير على توصياتهم للأمهات الجدد باعتماد عدة حيل؛ كالهدايا الترويجية، والعينات المجانية، والاجتماعات مدفوعة الأجر، والفعاليات، والمؤتمرات، وحتى عمولات من المبيعات؛ مما يؤثر بشكل مباشر، على خيارات التغذية لدى الوالدين.

وحسب استطلاع الآراء، قالت أكثر من ثلث النساء إن أحد العاملين الصحيين أوصاهن باستخدام منتج معين من الحليب الصناعي، بدل الرضاعة الطبيعية.

ما الحل؟

لمعالجة جميع هذه التحديات، دعت منظمة الصحة العالمية، و"اليونيسف"، والشركاء من الحكومات، والعاملين الصحيين، ومصانع أغذية الأطفال، إلى إنهاء تسويق الحليب الصناعي الاستغلالي، والتنفيذ الكامل والالتزام بمتطلبات الأنظمة، من خلال إصدار ومراقبة وإنفاذ قوانين تمنع الترويج للحليب الصناعي، بما يتماشى مع المدونة الدولية، بما في ذلك حظر الادعاءات التغذوية والصحية، المقدمة من قبل مصانع الحليب، بالإضافة إلى منع العاملين الصحيين من قبول الرعاية من الشركات التي تسوق أغذية للرضع والأطفال الصغار، للحصول على منح دراسية، أو جوائز، إلى غير ذلك من الأمور.

تاريخ الخبر: 2022-02-24 09:17:29
المصدر: تيل كيل عربي - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

يعيش في قلق وضغط.. هل تُصدر المحكمة الجنائية مذكرة باعتقال ن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:22:01
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

تعليق الدارسة وتأجيل الاختبارات في جامعة جدة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:23:55
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 62%

إبادة جماعية على الطريقة اليهودية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:06:57
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 92%

ما خسائر قطاع النقل والمواصلات نتيجة الحرب في غزة؟

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:22:07
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية